الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

المخرج أمير الشناوي يتحدث لـ"البوابة نيوز": راهنت على وعي الجمهور رغم مرارة التجربة.. و"متلازمة القاهرة" أحدث مشاريعي السينمائية..و"الكيلو64" طاقة أمل للشباب

المخرج أمير الشناوي
المخرج أمير الشناوي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استطاع المخرج الشاب أمير الشناوي، لفت الأنظار بشدة خلال عرض فيلمه التسجيلي الأول «الكليو 64»، المشارك بقسم آفاق السينما العربية الجديدة بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ40.. الفيلم يروي على مدار 61 دقيقة، قصة صيدلي شاب يدفعه طموحه ليبتعد عن مجال دراسته ويتجه لزراعة الصحراء، لكن سرعان ما يصطدم طموح هذا الشاب بالواقع.. تم تصوير الفيلم على مدى عامين سجل خلالهما قصة جيلين من نفس الأسرة متمثلة في وائل الشاب، الذي حاول أن يعيد إحياء حلم والده الذي حاول خوض غمار التجربة ذاتها قبل 20 عامًا.. الفيلم حاز إشادات بالغة، عقب عرضه الأول بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، كما شهد العرض الخاص الثاني حضورا جماهيريا كثيف؛ وفي حواره لجريدة «البوابة» يتحدث مخرج الفيلم أمير الشناوي، عن كواليس والصعوبات التي واجهها خلال التصوير، وأبرز مشاريعه السينمائية المقبلة، وإلى نص الحوار..

■ تجربة «الكيلو ٦٤».. كيف بدأت الفكرة؟ وكيف تم التحضير والتجهيز لها؟ وما الصعوبات التي واجهتها خلال تصوير الفيلم؟ 
- «الكيلو ٦٤» هو فيلم تسجيلي، تدور أحداثه حول شاب صيدلي، يترك مجال تخصصه من أجل التوجه لاستصلاح قطع أرض بالكيلو ٦٤ بطريق مصر - إسكندرية الصحراوي، نتابع هذه القصة منذ عام ٢٠١٣، وحتى النصف الثاني من ٢٠١٥، وصاحب هذه التجربة هو شقيقي وائل الشناوي، ولقد استغرق التصوير عامين ونصف العام. 
طبيعة المكان الذي قمنا بتصوير أحداث الفيلم خلاله كان أكبر التحديات، فالمكان مناخه صحراوي شديد الحرارة بفصل الصيف وشديد البرودة في الشتاء، بالإضافة إلى تصويرنا داخل الصوبات المحمية، والتي تمتاز بدرجة حرارتها العالية وصعوبة التنفس، الأمر الذي أدى في ارتفاع درجة حرارة الكاميرات والمعدات طوال الوقت ما دفعنا لإيقاف التصوير من وقت لآخر، قمنا كذلك بتصوير عدد من المشاهد بشوارع القاهرة، وهو أمر ليس جيدًا بالنسبة للأفلام التسجيلية، فالعديد من الأشخاص المارة يتدخلون طوال الوقت ويسألون ما الذى يجري؟ ما الذي تقومون بتصويره؟ 
واجهتنا صعوبات أخرى تتعلق بالتمويل، فنحن من قمنا طوال الوقت بتحمل تكاليف التصوير، دون الحاجة إلى الوقوف وتأجيل التصوير بسبب الإنتاج، ولكننا كنا بحاجة ملحة لاحقًا خاصة في مرحلة ما بعد الإنتاج، متمثلة في عمليات الصوت وتصحيح الألوان، وكلها عمليات تحتاج أشخاصًا متخصصين. 
■ كيف تمكنت من استغلال المساحات المفتوحة سواء الصحراء أو المزرعة في توظيف الصورة؟ 
- بالتأكيد الصورة حاولت التخديم على قصة الفيلم بشكل كبير، فهي تحاول أن تنقل طبيعة الحياة داخل الكيلو ٦٤، فنحن نرى شابًا مؤمنًا بحلمه إلى أقصى حد، يترك عمله بقطاع الصيدلة، وهو من القطاعات الأمنة ماديًا، ليخوض تجربة جديدة تتعلق بالزارعة، حاولت قدر الإمكان ترجمة ذلك على مستوى الصورة، فهناك لقطات تظهر «وائل» وهو يقف وحيدًا داخل كل هذه المساحات الشاسعة، وهو ما عكس إحساسه بالوحدة والفراغ المحيطة به، كما حرصت على التنوع في أحجام الصورة لتتناسب مع الهدف من وراء كل مشهد أقوم بتقديمه. 
■ رمزية القصة والمتمثلة في الصعوبات التي واجهت بطل الفيلم.. برأيك هل تعتقد أنها مشكلة جيل حالى عاجر عن تسويق فكره أو الاستثمار في مستقبله؟ 
- اعتبر هذه القصة تجربة شخصية للغاية، لأن بطل العمل هو أخي، فقرار التوجه إلى الصحراء لاستصلاح الأرض وزراعتها أمر لا يحدث يوميًا وهو قرار جرىء أيضًا، وهذا كان محركًا لي لتوثيق هذه القصة، لأنها تستحق أن تروي؛ في نفس الوقت كانت لدينا تجربة مشابهة أخرى في الزراعة خاضها والدي في تسعينيات القرن العشرين، وامتدت لقرابة ٧ سنوات، وخلال تلك الفترة كنا مرتبطين بالمكان ارتباطًا وثيقًا، وكنا نقضي الكثير من الوقت هناك، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد أضطر والدي لغلق المشروع لأنه لم يحقق العائد المادي المرجو، وبالتالي هناك ربط بالفعل حدث على مستوى القصة ما بين تجربة الوالد وتجربة أخي، حيث تكتشف كمشاهد أن نفس المشاكل منذ فترة التسعينيات تعيد نفسها مرة أخرى بعد مرور سنوات طويلة، وهو ما كشف عن مشاكل كبيرة في قطاع الزراعة في مصر، فالمزارعون يكونون تحت رحمة التاجر، فهو من يحدد الأسعار ويتحكم في السوق، في الوقت الذي يحاول المزارع فيه تغطية تكلفة إنتاجه أو التعرض لخسارة قاسية، أعتقد أن هذه الأزمات كان المهم تسليط الضوء عليها من خلال أحداث الفيلم. 
■ ما الذي دفعك لاختيار قصة «وائل» وليس «الوالد» خلال الفيلم.. ولماذا قمت بالربط ما بين القصتين؟ 
- في الوقت الذي كان يخوض فيه الوالد تجربته الأولى كنا صغار السن، فكل من التجربتين يمكن سردهما بشكل منفصل، ولكن عملية الربط التي قمت بها في الفيلم أدت إلى تعميق الفكرة بشكل أوسع، وهو ما خدم الفيلم بشكل عام. 
■ هل تعتبر نجاح الفيلم خلال عرضه بالقاهرة السينمائي بمثابة استثمار لقصة «وائل» بعد الاخفاق الذي تعرض له مشروعه؟ 
- ما زلت أؤمن أن قصة وائل هي قصة نجاح حتى هذه اللحظة، فهناك العديد من الأشخاص يعيشون ويموتون ولا يتمكنون من اكتشاف ما يحبونه، لكن أن تعثر على شخص اكتشف ما يحب بعد كل هذ الوقت، هذا في حد ذاته يعطي طاقة أمل، رغم أن نهاية الفيلم كانت نهاية حزينة، فهذا هو الواقع. 
■ ما مستقبل الأفلام المستقلة في مصر.. وما مشروعك السينمائي المقبل؟ 
- دائمًا فكرة صناعة أفلام غير تجارية، تجد صعوبة في الإنتاج والتمويل، لكنني مؤمن أن الجمهور لو وجد قصة جيدة سيتوجه إليها بالطبع، وهو ما تمت ترجمته في العرض الثاني الذي نفدت تذاكره فور طرحها. 
هناك مشروع أعمل عليه خلال الوقت الحالى بالتعاون مع المخرج كريم الشناوي، بعنوان «ملازمة القاهرة»، وهو فيلم مزيج من التسجيلي والروائي نرصد خلاله صراعات مختلفة مع مدينة القاهرة، فهناك العديد من الأشخاص يعانون بسبب وجودهم في القاهرة، ولكنهم لا يقدرون أن يتذكروها ولو للحظة، وهو ما نحاول رصد تلك المراحل المضطربة.