الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"عفرين" السورية.. ضحية الاجتياح التركي وصراع الإرهابيين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشهد مدينة عفرين السورية أوضاعا ميدانية متردية، أدت إلى ارتفاع حالة الغضب الشعبى ضد الفصائل المسلحة المنتشرة فى المدينة، خاصة بعد ارتكاب الأخيرة عمليات نهب واسعة وخطف وسطو على ممتلكات الأهالي، واقتتال داخلى فيما بينها.
يأتى ذلك بعد نحو ٩ شهور من الاجتياح التركى لمنطقة عفرين ضمن ما تسمى عملية «غصن الزيتون»، التى شنها الأتراك بمعاونة الفصائل الإرهابية المسلحة على المدينة الواقعة فى الشمال الغربى لسوريا، ضد الأكراد الذين ممثلتهم «قوات سوريا الديمقراطية» المشار إليها اختصارًا بـ«قسد».
وكان ما يسمى الجيش السورى الحر المدعوم من تركيا أعلن السبت الماضى عن إطلاق عملية «مواجهة المفسدين» داخل عفرين، لمواجهة بعض الفصائل المسلحة، وتركزت العملية ضد قوات «شهداء الشرقية» (إحدى الفصائل الإرهابية التى شاركت فى غصن الزيتون). وسخر نشطاء أكراد من الحملة فى ظل توسع عمليات السطو والنهب من قبل تلك الفصائل كلها، بما فى ذلك عناصر الجيش الحر أنفسهم؛ حيث علق الكاتب الكردى بدرخان على عبر صفحته على فيسبوك: «العملية الحالية فى عفرين الهادفة إلى «محاسبة المفسدين والمسيئين» ستكون كالتالي: سارق المخدات سوف يحاسب سارق علب السردين.. وسارق الماعز سوف يحاسب سارق تنكة الزيتون».
ولفت «علي» إلى «أن الهجوم على فصيل شهداء الشرقية يرجع إلى أنه قام، دون أوامر تركية، بالهجوم على مواقع الجيش النظامى السورى فى تادف بريف حلب (انطلاقًا من مدينة الباب؛ حيث لهذا الفصيل وجود فى الباب أيضًا)، ولأنه يعمل ويسرق وينهب لحسابه الخاص، وهذه حملة تأديب لهذا الفصيل الصغير (٢٠٠ مقاتل) لينصاع للفصائل الأكبر العميلة لتركيا».
وفى تصريح خاص لـ«المرجع» يقول الدكتور محمد فراج أبوالنور، المراقب للملف السوري، الباحث فى الشأن الروسي، إن الأوضاع فى عفرين الآن مواتية لهجمات كردية مضادة للسيطرة على المدينة؛ ما يهدد السطوة التركية داخل المشهد السوري، لكنه أشار فى الوقت ذاته إلى عوائق عدّة أمام «قسد» تحول دون إحراز تقدم على حساب تركيا.
وحدد أبوالنور العوائق بجبهتين مفتوحتين أمام قسد فى شرق الفرات بين «داعش» الإرهابى من جهة وهجمات تركية من جهة أخرى، وتهديد باجتياح للمنطقة، إضافة إلى الحليف الأمريكى للأكراد، والذى لن يدعم بل ولن يسمح بأى هجمات مضادة للترك فى عفرين الآن.
وعلى صعيد متصل، نقل المرصد السورى لحقوق الإنسان مساء أمس الإثنين ٢٦ نوفمبر ٢٠١٨، انفجار لغم فى سيارة تابعة لما تسمى فرقة الحمزة، فى منطقة الباسوطة شمال مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة فصائل «غصن الزيتون»؛ ما أسفر عن سقوط جرحى لم يذكر المرصد عددهم.
ووصف المرصد الانفجار الأخير بأنه يأتى نتيجة حالة الانفلات الأمنى المتواصلة فى عفرين، والمتمثلة فى وقوع العديد من الاغتيالات والاستهدافات، علاوة على الاقتتال والحملات الأمنية العشوائية.
وكان المرصد السورى قد أصدر فى ٢٣ نوفمبر الجاري، تقريرًا رصد فيه أوضاع المدينة فى ظل سيطرة قوات «غصن الزيتون»؛ حيث أشار إلى مقتل نحو ٣٨٠ مدنيا بينهم ٥٥ طفلًا و٣٦ مواطنة، من المدنيين من المواطنين الكرد والعرب والأرمن، مؤكدًا أن العشرات منهم قد لقوا مصرعهم جراء انفجار ألغام، وتحت التعذيب على يد فصائل عملية «غصن الزيتون»، وغالبيتهم ممن قضوا فى القصف الجوى والمدفعى والصاروخى التركي، وفى إعدامات طالت مواطنين عدّة فى المنطقة، وقتل تحت التعذيب، إضافة لجرح المئات وتشريد مئات آلاف آخرين، فيما بقيت الانتهاكات والممارسات اللاإنسانية حصة من تبقى من سكان منطقة عفرين ممن رفضوا الخروج من المنطقة، وترك منازلهم ومزارعهم للقوات التركية والفصائل التى تناهبت وسرقت واستولت على ممتلكات المدنيين، والممتلكات الخاصة والعامة فى كامل منطقة عفرين.
وأضاف المرصد أن الفصائل العاملة فى عملية «غصن الزيتون» مارست الانتهاكات بحق المواطنين الكرد من سكان منطقة عفرين، عبر اختطاف السكان وتوجيه تهم إليهم أولى هذه التهم هى الارتباط أو الانتماء للقوات الكردية؛ ما سهّل على هذه الفصائل توسعة نشاطها واعتقال المزيد من المدنيين، وممارسة القتل دون اكتراث أى من الأطراف الدولية أو الإقليمية وحتى المحلية بما تتعرض له المنطقة من انتهاكات.