تستعد حاليًا الجامعات لتطبيق المنظومة الجديدة التي أعلنها المجلس الأعلى للجامعات فى قراره بالاجتماع الدورى الشهرى قبل الأخير.
وتتمثل المنظومة فى تعميم نظام الامتحانات الإلكترونية على مستوى الجامعات، حيث أوضح وزير التعليم العالى والبحث العلمى، الدكتور خالد عبدالغفار، إن هناك تكليفًا رئاسيًّا بضرورة عمل امتحان إلكترونى موحد وتعميمه على كل الجامعات بداية من العام المقبل، بالاتفاق مع الشركات المتخصصة، لافتًا إلى أن التكليف الرئاسى جاء بعد نجاح تجربة الامتحان الموحد لطلاب كليات الطب بعدد من الجامعات، مؤكدًا أهمية استكمال الجامعات للبنية التحتية بها؛ لتطبيق هذا النظام، مشيرًا إلى أهمية ذلك فى تقليل دور العامل البشرى فى أعمال الكنترول بالجامعات.
جامعات العاصمة
وسعت الجامعات للعمل على هذا التكليف، ففى جامعة القاهرة عقدت معظم كلياتها ندوات تعريفية عن كيفية العمل على الامتحانات الإلكترونية لأعضاء هيئة التدريس والطلاب.
أما فى «عين شمس» فقد أعلنت أنها تصدرت المراكز الأولى فى مجال التصحيح الإلكترونى وفقًا لتقرير المركز القومى للقياس والتقويم للعام الجامعى ٢٠١٧/٢٠١٨، حيث تم تصحيح ما يقرب من نصف مليون ورقة امتحانية، بالإضافة إلى تصحيح اختبارات القدرات الموحدة لطلاب الثانوية العامة الراغبين بالالتحاق بكليات قطاع الفنون والتربية الرياضية، كما شاركت كلية الطب بالجامعة فى اختبار المسابقة المركزية لطلاب كليات الطب، طلاب الفرقة الثالثة، التى عقدت بالوزارة فى أغسطس ٢٠١٨ لقياس مهارات ومعارف الطلاب بالاشتراك مع جامعات «أسيوط، ٦ أكتوبر، الطب العسكرى، المنصورة».
ونظمت جامعة حلوان لقاء تعريفيًا عن الاختبارات الإلكترونية والتصحيح الإلكترونى داخل الجامعات، بالتعاون مع الدكتورة نهى عزمى، مدير مركز القياس والتقويم بوزارة التعليم العالى، وأعلن ماجد نجم، رئيس الجامعة أنه بعد وصول الجامعة إلى تصنيف «التايمز» الدولى ضمن أفضل ١٢٠٠ جامعة على مستوى العالم، تسعى حاليًا جامعة حلوان لاتخاذ القرارات الجريئة، للتقدم بالجامعة وتفعيل نظام الاختبارات الإلكترونية، بالتعاون مع مركز القياس والتقويم بوزارة التعليم العالى، وعمل الدورات التدريبية لوضع آلية حقيقية لقياس قدرات الطالب بدقة.
الجامعات الإقليمية
وفى جامعة السادات، أعلن الدكتور أحمد بيومى، رئيس الجامعة، فى تصريح خاص لـ«البوابة»، أن مسألة ميكنة الامتحانات أمر صعب، ويحتاج ترتيبًا واستعدادًا من توفير الإمكانيات والأدوات اللازمة لبدء الامتحانات الإلكترونية، وعمل بنوك أسئلة جاهزة لبدء تفعيل هذا النظام، وتدريب أعضاء هيئة التدريس والطلاب.
وتابع «بيومي» أن الجامعة بدأت بالفعل أولى خطوات تفعيل الامتحانات الإلكترونية فى كلية الطب البيطرى، وما زالت الاستعدادات فى كليتى التجارة والحقوق، موضحًا أنه يولى اهتمامًا كبيرًا بالكليات النظرية، لأن هذا النظام سوف يسهل الكثير.
وفى جامعة الزقازيق، قال خالد عبدالبارى، رئيس الجامعة، إن الجامعة نظمت العديد من الورشة التدريبية على النظام الإلكترونى، فى ضوء توجه جامعة الزقازيق لتطبيق نظم الجامعات الذكية، وفى إطار اتفاقية التعاون مع شركة MKCL فى هذا الشأن، مشيرًا إلى أن الامتحانات الإلكترونية هى نظام يسمح للطلاب لأداء الامتحانات باستخدام الكمبيوتر سواء على الإنترنت أو من خلال شبكة خاصة، بدلًا من الامتحانات الورقية، وتصحح إلكترونيًا وفوريًا، ما يضمن المصداقية والشفافية فى التصحيح، علاوة على أن تنفيذها من شأنه زيادة التحصيل العلمى لدى الطالب وترسيخ المعلومات وتنمية مهارة التعلم الذاتى علاوة على مواجهة ظاهرة الغش. وفى جامعة أسوان، قال الدكتور أحمد غلاب، رئيس الجامعة، إن مركز القياس والتقويم بالجامعة يهدف إلى إنشاء بنوك أسئلة وعمل اختبارات إلكترونية وتصحيح إلكترونى وتدريب أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم على أحدث نظم القياس والتقويم.
لجنة الوزارة
وفى أول اجتماع للجنة متابعة تطبيق الاختبارات الإلكترونية بالجامعات، فى نهاية الأسبوع الماضى، وجه وزير التعليم العالى والبحث العلمى، الدكتور خالد عبدالغفار، بسرعة الانتهاء من الاستعدادات المادية والبشرية الخاصة بمشروع الاختبارات الإلكترونية بالجامعات المصرية، وتجهيز فرق العمل وتدريب الكوادر المؤهلة لإدارة معامل الكمبيوتر للاختبارات الإلكترونية.
كما وجه الوزير اللجنة بإعداد دراسة حول استغلال القوى البشرية والعقول المصرية فى إعداد جيل من المبرمجين ورواد التكنولوجيا، وإعداد مركز موحد لتخريج المبرمجين لمواكبة الثورة الرقمية فى العالم.
وطالب «عبدالغفار» الجامعات بضرورة إجراء الاختبارات فى أسرع وقت ممكن فى كل الكليات، واستكمال الإمكانيات الخاصة بالمعامل والأجهزة واستخدام التطبيقات الإلكترونية المناسبة وإجراء الدورات التدريبية اللازمة لتأهيل الكوادر البشرية لدخول عصر الاختبارات الإلكترونية ليس فقط من أجل تطبيق التكنولوجيا فى التقويم والاختبارات، لكن أيضًا من أجل تلافى كل الأخطاء فى نظم الاختبارات التقليدية.
خمسة محاور للخطة الإلكترونية
وأعلنت الدكتورة نهى عزمى، مدير مركز القياس والتقويم، الخطة التنفيذية لعمل اللجنة، ووضع أطر إدارة الاختبارات الإلكترونية، والتى اشتملت على خمسة محاور، وهى تجهيز البنية التحتية المعلوماتية فى الجامعات، والبدء تدريجيا بكليات القطاع الطبى ثم باقى الكليات فى كل جامعة، وتوفير برمجيات لتطبيق الاختبارات الإلكترونية فى كليات الطب على مستوى الجامعات المصرية، وبناء بنوك الأسئلة، وتطبيق الاختبارات الإلكترونية بالبرمجيات المجانية، وإجراء دراسات استطلاعية حول النظام الجديد للامتحانات، بالإضافة إلى نشر ثقافة الامتحانات الإلكترونية بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بالكليات الأخرى، وإنتاج برمجيات اختبار إلكترونى بالاستعانة بخبرات أعضاء هيئة التدريس من الجامعات المصرية بمعايير دولية.
