السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

أستاذ الأمراض الوراثية نجوى عبدالمجيد لـ"البوابة نيوز": طورنا ألبانًا تعالج "التوحد" بنسبة 60 %.. "السيسي" حفظ للمرأة مكانتها.. ونشهد نهضة اجتماعية بعد 10 سنوات

أستاذ الأمراض الوراثية
أستاذ الأمراض الوراثية نجوى عبدالمجيد لـ"البوابة نيوز"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عالمة مصرية عكفت ما يقارب من 40 عامًا، على دراسة أمراض الوراثة، وأنتجت أكثر من 90 بحثًا علميًا ذات قيمة اقتصادية وتنموية كبيرة، فى مجالات طب الأطفال، والجينات الوراثية والهندسة الوراثية، والتطبيقات الحديثة لتقنيات «البايوتكنولوجيا، تم نشرها فى العديد من الدوريات العالمية والمحلية المتخصصة، فضلًا عن دورها الكبير للنهوض بالمرأة من خلال المركز القومى للمرأة.
وفازت بجائزة «لوريال» من اليونيسكو فى عام 2002 التى تمنح عادة إلى السيدات المتميزات فى العلوم على مستوى العالم وتشرف عليها لجنة من العلماء، معظمهم من الحاصلين على جائزة نوبل.
«البوابة نيوز» حاورت الدكتورة نجوى عبدالمجيد، أستاذ طب الأمراض الوراثية، بالمركز القومى للبحوث، حول مخاطر الأمراض الوراثية على المجتمع، فى ظل زواج الأقارب والقاصرات، وأيضًا ارتفاع نسب الأطفال المشوهين، والمتوحدين، فإلى نص الحوار..

■ ما مدى انتشار الأمراض الوراثية فى مصر؟
- هناك انتشار كبير للأمراض الوراثية فى مصر، ولا توجد إحصائيات رسمية حول معدلاتها، وتعتبر قضية خطيرة، لأنها تتسبب فى العديد من الأمور، منها الاقتصادية وتتمثل فى تحمل أعباء وتكاليف مالية للعلاج، والاجتماعية، وهى الخلافات التى تحدث حول قبول طفل مشوه أو معاق والنفسية، وتتمثل فى الضغوط المرهقة للعلاج والمشاكل الاجتماعية.
■ ما السبب الرئيسى لتلك الأمراض؟
- زواج الأقارب العامل الرئيسى فى انتشار هذه الأمراض، وأيضًا يوجد نسبة قليلة تتمثل فى الظروف البيئية مثل التلوث أو الإشعاعات، أو وجود مرض فى الأبوين، ما يترتب عليها انتقال المرض للطفل.
ويعتبر زواج الأقارب فى بلادنا كارثة إنسانية، رغم أنها قلت كثيرًا عن ما مضى، فإننا نعمل على هذا الملف منذ أكثر من ٣٠ عامًا، فإن ٥٠٪ من الأسر فى محافظات الصعيد والريف وسيناء، ما زالت تعمل به ما يؤدى إلى خلق جيل منقطع عن العالم فاقد أهليته وآدميته.
■ ما الأمراض الناتجة عن زواج الأقارب؟
- أكثر الأمراض الوراثية الموجودة فى مصر هى الاختلال فى الكيمياء، وينتج عنه مجموعة من الأمراض، منها تخزين السكريات فى الجسم، وهو ما يؤثر على شكل الطفل، وعندما يكبر يظهر شكل الطفل قبيحًا، والكثير من الأمهات يشكون من قبح شكل أبنائهم، وهى لا تعلم أن هذا بسبب مرض وراثى، وهناك الكثير من الأمراض العصبية والنفسية لها علاقة بهذا الزواج، منها التوحد، ومتلازمة «داون» وداء «ويلسن»، وأنيميا البحر الأبيض المتوسط، وأمراض القلب والسكر، ونقص الانتباه والنشاط الزائد، وفقد السمع والقدرة على الكلام، ناهيك عن الكثير من التشوهات الخلقية.

■ كيف نحمى الأجيال القادمة من هذه الأمراض؟
- فى الدول المتقدمة يقومون بمنع زواج الأقارب فى حال وجود احتمالات بولادة أطفال معرضون للإصابة بأمراض وراثية خطيرة، حتى تضمن خلق جيل جديد لا تشوبه العيوب أو التشوهات الخلقية، ونحن هنا علينا أن نلزم المقبلين على الزواج خاصة من الأقارب، بإجراء الفحوص لمعرفة التاريخ العائلى للزوجين، ما يسهم فى الكشف عن العناصر الوراثية، وبالتالى يمكن الوقاية منها أو علاجها قبل الزواج، فى بعض الأمراض، وأيضًا متابعة الزوجين خلال فترة الحمل، لعلاج الأطفال الجديدة.
■ ما الدور المجتمعى لمواجهة زواج الأقارب؟
- لا بد من حملات توعية مكثفة عن خطورة زواج الأقارب، ومن يقومون به من القبائل والصعيد، لديهم حجة واهية، تتمثل فى أن أساسه فى الأصل الحفاظ على الأرض والممتلكات، لكن هذا لن يحدث، ومستقبلهم فى خطر، لأنهم سيخرجون جيلًا كله عيوب وتشوهات عقلية وجسدية، وهو ما يترتب عليه تفكك أسرى أو انعزال عن المجتمع.
■ هل لزواج القاصرات علاقة بالأمراض الوراثية؟
- هذا الزواج ينتج عنه أطفال مشوهون ومتخلفون عقليًا، ومعظم الحالات التى تأتى إلينا للعلاج تكون من أمهات أعمارهن ١٥ عامًا، والسبب فى ذلك عدم اكتمال الأم فسيولوجيًا، وكيميائيًا.
■ ما الحل لمواجهة هذه الكارثة؟
- لا بد من تجريم هذا الزواج حفاظًا على الأجيال القادمة من التشوهات والأمراض، وقد قمت بمشروع كبير لمدة ٥ سنوات، بالتعاون مع إحدى المؤسسات الكندية، لتقوية الفتاة المصرية عبر برامج توعية تنقل عبر «السوشيال ميديا»، لكشف خطورة جريمة زواج القاصرات على الأجيال القادمة والمجتمع، وقد حقق نجاحًا كبيرًا خلال الفترات الماضية.

■ ماذا عن مرض خطير يهدد المجتمع وهو التوحد؟
- التوحد ليس مرضًا عقليًا، وإنما مجموعة اضطرابات عصبية تؤثر فى سلوك المصاب به، وتوجد علاقة بين نقص فيتامين «D»، والحديد عند الأم والتوحد، وهناك جزء جينى.
وأكبر دليل على ذلك أنه يمكن أن يكون هناك طفلان، أحدهما يُصاب بالمرض والآخر لا، والظروف البيئية لها دور كبير، وليس لدينا أزمة فى مرض التوحد، والمنتشر فى مصر التوحد الناتج عن زواج الأقارب، والاكتشاف المبكر زاد، وهو ما جعل الجميع يشعر بأن هناك زيادة كبيرة، وأهم علاج للتوحد تهذيب السلوك والتخاطب ونوعيات معينة من الطعام وليس الأدوية الكيمائية.
■ ماذا عن المنتج الغذائى الذى تم اختراعه لتحسين سلوك طفل التوحد؟
- المشروع متوقف، فبعدما طورنا «لبن» يتناوله المتوحدون عمل على تحسن شديد لهم فيما يتعلق بمشكلة تشتت الانتباه، كما قلت عصبيتهم بشكل كبير، وتحسنت قدرتهم على التواصل مع الآخرين بنسبة ٦٠٪، وذلك طبقًا للتجربة التى قمنا بها طوال ٦ أشهر، إلا أن الأمر لم يستمر فى إنتاجه، ولا أعرف سبب عدم وجود شركة تستثمر فيه، هل لأن من اكتشفه سيدات أم ماذا، رغم أن مصاريفه ضعيفة جدًا، ونستورده الآن بملايين الدولارات، وهناك شركات عربية أرادت تنفيذه إلا أن القانون لا يسمح بهذا.

■ هناك شكاوى كثيرة من دمج أطفال التوحد فى المدارس؟
- بالعكس، أرى أن أطفال التوحد، لديهم قدرة كبيرة على التقليد وما يمكن الاستفادة منها فى التعليم، فى حالة وضعه مع الأطفال الأصحاء بالتالى يمكن أن يتحسن، ولا بد أن يكون المدرس الذى يشرح لهم أن يفهم مناطق القوة والضعف ليهم، ولا يجوز وضع طفل واحد فى الفصل وإلا سيتحول الأمر لمأساة وستزيد من تدهور حالته.
وخصائص الدمج مهمة، لكن بشروط، منها ضرورة وضع ٣ أطفال على الأكثر داخل الفصول، ولا بد أن يكون معهم مدرس ملازم لها فى كل أمورهم، ويجب إخراجهم فى حصص معينة، وهؤلاء الأطفال أذكياء جدا فى الرياضيات والرسم والموسيقى، وهناك شخصيات عالمية كثيرة مصابة بهذا المرض منهم سلفستر ستالونى، وبيتهوفن، وهناك الكثير بيننا فى المجتمع المصرى شخصيات مرموقة أيضًا، لأن بعض أنواع المرض كان يشخصها البعض على أنها أنطواء.
■ كيف ترين تعامل الدولة مع ذوى الاحتياجات الخاصة؟
- تعامل الدولة مع الاحتياجات الخاصة، غير مسبوق منذ سنوات طويلة، وخلال الـ٣ سنوات المقبلة سنرى نتائج مبهرة لجهود الدولة، وسيصبح هؤلاء نافعين فى المجتمع وفى مجالات مرموقة ويمكن أن يكون منهم نوابغ خاصة من أطفال التوحد.