الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

كاتبة: إدارة ترامب تضرب بقوانين اللجوء الدولية عرض الحائط

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اتهمت الكاتبة الصحفية صوفي ماكبين، إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها تضرب بقوانين اللجوء الدولية عرض الحائط، مشيرة إلى استخدام قنابل غاز مسيلة للدموع ضد قوافل مهاجرين بينهم أطفال على الحدود الأمريكية تنفيذا لسياسات إدارة ترامب إزاء الهجرة.
ورصدت الكاتبة، في مقال نشرته مجلة (النيوستيتسمان) البريطانية، وصول 400ر7 فرد مما يُعرف بقوافل المهاجرين القادمة من أمريكا الوسطى إلى مدن مكسيكية على حدود الولايات المتحدة.
ونوهت الكاتبة إلى أن معظم أعضاء القوافل، القادمين في جماعات لأسباب تتعلق بالأمان، خرجوا من ديارهم فرارًا من عنف شديد وفقر مدقع في جمهورية هندوراس بأمريكا الوسطى. 
وما أن وصلت القوافل إلى الحدود الأمريكية، حتى توقف مسيرها في ظل إعلان السلطات الأمريكية عن أنها لا تستطيع فحص أكثر من 100 طلب لجوء في اليوم، عِلمًا بأن المعدل الواقعي أقل من ذلك بكثير، تاركة بذلك آلاف المهاجرين وطالبي اللجوء عُرضة لقضاء أسابيع وربما أشهر في بقاع حدودية مكسيكية موبوءة بالجرائم كمدينة (تيخوانا) التي تحتل المركز الخامس عالميا على مؤشر العنف بين المدن. 
ونوهت الكاتبة إلى أن الموقف تصاعدت وتيرته يوم الأحد عندما حاولت مجموعة من المهاجرين وطالبي اللجوء عبور الحدود بأي شكل، فأعطى مسئولو الجمارك والحدود في الولايات المتحدة أوامر بإغلاق الحدود عند معبر (سان إيسيدرو) الأكثر زحاما بين موانئ الدخول لعدة ساعات وبإطلاق قنابل غاز مسيل للدموع على حشود القوافل.
ورأت صاحبة المقال أن الصور التي التقطتها الكاميرات لأطفال بين القوافل يحاولون الهرب من قنابل الغاز تثير الغثيان كتجسيد للصورة التي باتت أمريكا تحت دونالد ترامب ترى بها مسؤولياتها تجاه الطالبين للأمان من العنف والاضطهاد.
ورأت الكاتبة أن ما يبعث على الفزع هو أن تلك المستجدات على الحدود المكسيكية الأمريكية يمكن أن تصبح بمثابة وضع جديد معتاد، لا سيما في ظل سعي إدارة ترامب إلى إبرام صفقة مع المكسيك تقضي بانتظار طالبي اللجوء في الجانب المكسيكي ريثما يتم النظر في طلبات لجوئهم بالولايات المتحدة.
ورصدت ماكبين تغريدة ردّ بها ترامب على أحداث يوم الأحد المشار إليه، طالب (ترامب) فيها سلطات المكسيك بترحيل المهاجرين الذين نعت العديد منهم بالمجرمين إلى بلادهم بأية وسيلة، متوعدا أنهم لن يتم السماح لهم بدخول الولايات المتحدة التي ستغلق حدودها بشكل دائم إذا تطلب الأمر ذلك.
وقالت الكاتبة إن ما اقترحه الرئيس ترامب كفيل بتعريض أبرياء للقتل؛ ذلك أن العودة للديار يعني الموت المؤكد لبعض أفراد القوافل؛ وعليه فإن مقترحات ترامب ليست وحشية فحسب وإنما هي غير قانونية كذلك بموجب القانون الدولي وقوانين الولايات المتحدة.
وبموجب اتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين وبروتوكول 1967 الذي وقعت عليه الولايات المتحدة عام 1968، يتعين على الولايات المتحدة في التزام قانوني تقديم الحماية لأي شخص يدخل البلاد ويسوق "خوفا مبررا من الاضطهاد بسبب جنسه أو ديانته أو جنسيته أو عضويته بأي تنظيم اجتماعي معين أو تبنّيه لأي رأي سياسي".
وشددت ماكبين على أن التهديد بإعادة طالبي اللجوء إلى أوطانهم أو إغلاق الحدود في وجوههم هو بمثابة انتهاك سافر للقانون الدولي.
ورصدت الكاتبة تعرض العديد من عائلات المهاجرين للاعتقال جراء دخولهم الولايات المتحدة قبل طردهم في ذروة اشتعال أزمة الفصل بين العائلات على الحدود الأمريكية في وقت سابق من العام الجاري.
وحذرت ماكبين أنه حال استمرار إدارة ترامب في التهديد بغلق الحدود الأمريكية أمام طالبي اللجوء، فإن العديد ممن سيستبد بهم اليأس سيلجأون مضطرون إلى معابر غير رسمية أكثر خطورة.
ورصدت صاحبة المقال إشارة منظمة العفو الدولية إلى أن الأعداد المسجلة للوفيات بين المهاجرين في صحراء أريزونا في الفترة بين نوفمبر 2016 وأبريل 2017 تضاعفت في الفترة نفسها خلال العام المنصرم.
واختتمت الكاتبة قائلة إنه وبالنسبة للشعب الأمريكي، فإن الصور الأخيرة للأطفال المهاجرين على الحدود المكسيكية تحت القصف بقنابل الغاز المسيلة للدموع يجب أن تكون مدعاة للخزي في بلد طالما فاخر بنفسه على صعيد القيادة الأخلاقية في ترحيبه بالباحثين عن الحرية وعن فرصة للحياة.