الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

منى أبو سديرة: إمكانيات مهرجان المهن التمثيلية محدودة.. والمخرجون يتحملون تكاليف كبيرة.. وأعضاء النقابة خارج إطار الزمن

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على هامش مهرجان نقابة المهن التمثيلية في دورته الثالثة على مسرح النهار، والمقرر أن يستمر حتى يوم الأحد 2 ديسمبر المقبل، حيث حفل الختام وتوزيع الجوائز، ألتقت "البوابة نيوز" بالناقدة والمخرجة المسرحية منى أبو سديرة والتي عملت بالبيت الفني للمسرح، والهيئة العامة لقصور الثقافة لفترة طويلة، وتحرص على المشاركة اليومية بعروض المهرجان، وذلك لتتحدث عن مشاركات الشباب بالمهرجان وطاقتهم الإبداعية والقضايا التي تشغلهم، ومدى توافق رؤيتهم وطاقتهم مع الإمكانات الإنتاجية المحدودة.
وأكدت أبوسديرة، أن عروض مهرجان نقابة المهن التمثيل، بها جهد مشكور للغاية، مشيرة إلى أنها سمعت مزيكا لايف لأول مرة في المهرجان خلال عرض "سكوريال" وهي شيء مُكلف لأن العازف يحتاج إلى أجر.
وإلى نص الحوار:

* في البداية كيف يمكنك تقييم العروض المشاركة بشكل عام؟
عروض مهرجان نقابة المهن التمثيلية بشكل عام، بها جهد مشكور للغاية، فنحن أمام "كاست" يستطيع وضع عناصر سمعية وبشرية مع توظيفها بشكل جيد، فعلى مستوى الإنتاج نجد إمكانيات العروض محدودة، مثل أجهزة الإضاءة وحتى "الميكات"، وأشياء بسيطة تعوق العمل في مرحلة ما، ومن الممكن أن يعالج ببساطة لو نالت الاهتمام، والتزم الناس بعملها، بينما كانت الديكورات هي العنصر البارز في معظم العروض التي شاهدتها، فالفنان التشكيلي الذي شكل الفضاء المسرحي بذل جهدا لا يقل عن مخرج العرض.
* هل الديكور يؤثر على العروض المسرحية فيضيف هنا ويخفق هناك؟
- الصورة والديكور في دلالة العمل واضحة، فيمكن لأي "متيفة" غير مناسبة أن تضعف العمل، لذلك أنا أجد تلاقيا كبيرا وتوافقا للمخرج بين العناصر التي يختارها والسينوغرافيا أو مهندس الديكور.

* وهل هناك مزيكا لايف أم أنها مسجلة جميعًا؟ 
- سمعت المزيكا لايف لأول مرة في المهرجان في عرض "سكوريال" وهي شيء مُكلف لأن العازف يحتاج إلى أجر، ولأن الإنتاج محدود، فمن الممكن أن يتحملها المخرج، وهذا عبء على صناع العمل ويحسب له دون أن يحسب ضده، لكنه، في الوقت ذاته، الفرص هنا لا تتساوى، فالمخرج الذي يستطيع أن يدفع من ماله الخاص ليستكمل عناصره الناقصة يقدم في النهاية عملا متكاملا، بينما يتوقف عن ذلك الذي لا يملك مالا، فلا تتحقق رؤيته بشكل كاف، فالفرص لا تكون متساوية بين الفرق المشاركة.
* يشارك في ندوات العروض وجوه نقدية لأول مرة.. ما رأيك في التجربة؟ 
- تعجبني فكرة أن يكون هناك ناقد جديد على خشبة المسرح بعد كل عرض، لكن شقها الآخر صعب، لأنه لا يعرف مسبقا هذه العروض التي تقدم، ومن الطبيعي ألا يكون قد قرأ النص، وأيضا ربما يكون يهاب المسرح والحضور، فيؤثر كل هذا في النهاية على ما يطرحه من رؤية حول العمل المسرحي.

* ولكن النقد المحترف يضيف للعمل الجاد.
- كان من الواجب أن تخصص لجنة نقد مثل المحكمين، وكمخرجي العمل، بحيث يعمل ناقد على شغل فرقة، وعندما تعرض الفرقة يستطيع حينها أن يقدم رؤية كاملة ومحترمة فالنقد لا ينفصل عن العمل، فلو كانت ثمة نهضة نقدية فلا شك أن نجد نهضة فنية بالمقابل، ولو كان النقد تغلفه الضبابية فأيضا يؤثر سلبًا على الفن.
* ألا تحتاج التجربة الأولى في هذا المهرجان لمزيد من الدعم؟
- بالطبع نحتاج لمزيد من الدعم، فكرة المهرجان "التجربة الأولى" عظيمة جدا ومحببة، لكنها تحتاج لدعم أكثر من ذلك كي يستطيع الفريق تحقيق أحلامه، فعندما يُتاح للفريق أن يقدم تجربته الأولى فهو يطمح أن يقدم كل ما لديه، وبالصورة التي يرغبها، والانتاج عندما يتعثر فإنه يعوق العمل بدوره، على كل حال اهتمام النقابة بالشباب محمود ومشكور، ولا ننسى جهد سامح بسيوني مدير المهرجان باعتباره ممثل الشباب في النقابة، فهو يقدم جهدا جيدا، ويجلب أناس جدد لتقديم أدوارهم بعناية، بالإضافة يتوفر مسرح مجانًا.


* أغلب الأعمال تناقش قضايا الفساد، وأخرى شائكة رغم المرحلة العمرية المبكرة للفنانين.. كيف ترين ذلك؟
- إن فكرة أساسية كالفساد سيطرت على المبدعين بشكل عام، الفساد شغل الناس حتى في السينما، لكنها تُقدم بشكل مختلف، ففي عرض "اسكوريال" الملك يبدو شخصا فاسدا، لأنه يتعالى على الناس ويظلمهم، حتى على أقرب الناس إليه، الذي رأى نفسه من خلاله، فيبادله الأدوار فيصبح الملك مهرجا، والمهرج ملكا، فالفساد لا ينحصر في السرقة فقط، فالشخص الذي يسرق العمر والعواطف والأحلام والوجدان، ويستطيع عزلي عن عالمي الأساسي فهو على أي حال فاسد ولكن بصورة مغايرة.
* هل تأثر الشباب بما عايشوه من مناهضة فساد؟
إن فكرة الفساد فكرة متفجرة، وأعتقد أنها هي التي ساقت باتجاه الثورة سابقا، ومن الطبيعي أن تأتي الطرق والمعالجات الفنية مختلفة، لأسباب منها مثلا تخوف البعض من الضوابط المجتمعية التي تحكمه، فالخوف الداخلي من الأذى يجعلنا نبحث عن شكل غير مباشر للتعبير عن قضايانا.

* هل حقق المهرجان حضورًا جماهيريا جيدا ومُرضيا؟
- الحضور في بعض العروض كان جيدا ومرضيا فعلا، وأعتقد أن فريق العمل عندما يكون كبيرا فالجمهور بالتالي يكون كبيرا، لأن الدعاية هنا فردية ومحدودة، وتقع على عاتق "الكاست" نفسه بصورة ذاتية.
* وكيف ترين دور الإعلام؟ 
- أنا أتساءل عن الإعلام! فهو الذي يبرز مهرجان النقابة، ويبرز أن العروض المقدمة مفتوحة مجانا للجمهور، فيجذب أعدادا أكبر، الدعاية قاصرة على صفحات الفيس بوك، ولم ألمح بوسترات دعاية في أماكن أخرى مختلفة، وأستطيع أن أقول أن ثمة أعضاء في النقابة تحديدا غير متابعين لمثل هذا المهرجان المهم، فقط نرى اهتماما من وائل عبدالله وإيهاب فهمي وعادل عزوز، ولكن أين بقية مجلس النقابة؟! في الحقيقة لا أعرف، فهو مهرجانهم ومشروعهم على أية حال.
يُذكر أن المهرجان يُقدم عددًا من العروض المسرحية طوال أيامه حتى الثاني من ديسمبر المقبل منها، "هاملتهن" إخراج هدير عبد الرحمن، "مش الكترا" إخراج محمد عبد المولى، "كلمات بلا معنى" إخراج محمد حلمي، "اسكوريال" إخراج محمد فرج، "سوناتا الانتظار" إخراج سليمان حمزة، "في قفا راجل" إخراج نسرين نور، "شق القمر" إنجي خطاب، "الرهان" إخراج أحمد الرافعي، "روكاجو" إخراج منة بدر تيسير.