الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

سيد عبدالعال.. سلامتك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدون مقدمات نقرأ أن سيد عبدالعال رئيس حزب التجمع وعضو مجلس النواب يرقد في مستشفى السلام بغرفة العناية المركزة بعد أن خذلته شرايين القلب، هكذا ببساطة انتقل الرجل الذي لا يستخدم سيارة في تنقلاته إلى غرفة محكمة الغلق ويتابعه محبوه عن طريق تقارير الأطباء.
سيد عبدالعال الشاب الذي بلغ الستين من عمره وانتخبه المؤتمر العام لحزب التجمع رئيساً للحزب خلفاً لجيل من العمالقة مثل الزعيم خالد محى الدين والدكتور رفعت السعيد لم يكن له أن يتبوأ مثل ذلك الموقع أو يجلس على مقعد المؤسس محي الدين إلا لكفاءة ومصداقية وتاريخ طويل وحياة أهداها بكاملها إلى اليسار المصري، أهداها طواعية وإيمان بأن مفتاح العدالة الإجتماعية بمصر وحقوق بسطاء شعبها لن يكون إلا من خلال اليسار وفكرته الملهمة، عبدالعال في بداية حياته السياسية قبل أربعين عاماً اكتشف أن حزب التجمع صيغة عبقرية، ولذلك انخرط في نشاط الحزب شاباً صغيراً ولم يخرج منه إلا لغرفة العناية المركزة بالمستشفى.
لذلك وقع الخبر صادم على كل محبيه داخل مصر وخارجها، الشباب الذين راهن عليهم عبدالعال من أجل تأسيس جديد للحزب يدورون الآن حول أسوار المستشفى يتلمسون خبرا مفرحا عن أبيهم الذي عرفت خراطيم المحاليل طريقها إلى جسده، أبناء جيله القابضون على الجمر وهم بالمئات عينهم على شاشة الموبايل ينتظرون اتصالاً يطمأنهم على رفيق الرحلة، من فرنسا يتصل عبدالرحيم علي صديقى وصديق سيد عبدالعال مؤكدا أن ورود الدنيا لا تكفي لمساندة عبدالعال في أزمته الصحية.
وبرغم صدمة المفاجأة التي تلقاها المناضل سيد عبدالعال إلا أن كل من وصل إليه في سريره يخرج إلينا برسائل تفاؤل حرص عبدالعال على إرسالها، بل ويتجاسر عبدالعال في غرفته ويكتب لمحبيه على الفيس بوك أنه بخير وينتظر عملية جراحية لضبط عمل بعض شرايين القلب، رسائل التفاؤل تنعكس على العمل اليومي بمقر حزب التجمع في ميدان طلعت حرب، فتتقدم أمينة النقاش نائب رئيس الحزب لإدارة الاجتماعات التنظيمية، طلبات الناس والمشكلات التي يتدخل الحزب لحلها لم تتوقف لغياب نائبنا البرلماني بل زادت سرعة حركتها، وكأنها رسالة وفاء ومحبة لرئيس الحزب ودعوات له يسرعة الشفاء.
من يتعرض لأزمة المرض المفاجئ يعرف أن تاريخ عمره يدور أمامه كشريط السينما، ولا شك أن سيد عبدالعال وهو يتابع شريط حياته كان سعيداً وكان راضيا عن ما أنجزه، من زمن التنظيمات السرية اليسارية التي انضم إليها والتي قضى فترات من عمره مخلصاً لها ودفع من حريته ثمناً لذلك بالسجن والاعتقال إلى زمن العمل العلني من خلال حزب التجمع ليتتلمذ على يد الزعيم خالد محي الدين ويصبح واحداً من أهم أبنائه في المدرسة التجمعية.
سيد عبدالعال وأبناء جيله يحملون الراية بعد جيل المؤسسين لحزب التجمع عيونهم على الجيل الجديد الذي صدرت شهادة ميلاده في حراك سنوات الميادين الأخيرة ولأن الرهان التنظيمي والسياسي هو على هذا الجيل، كان جيل الوسط وأبرز رموزه سيد عبدالعال في مقدمة الصفوف بالشارع ليقدموا المثل والقدوة حتى أن أول خروج للشارع في بدايات قبضة الإخوان القاتلة كان خروجا تجمعيا خالصا، يومها لم يجلس رئيس الحزب في مكتبه معتمدا على جهد الشباب في التحرك، بل كان في أول صفوفهم رغم ضرب الخرطوش والحجارة والعصي، رغم أن شارع طلعت حرب تحول إلى بروفة معركة حقيقية بدأها الإخوان وميليشياتهم ضدنا إلا أن حزب التجمع ورموزه لم يستديروا بل واصلوا المواجهة فكرا وحركة مستخدمين كل السبل السلمية لتحرير بلادنا، وفي ذلك سوف نكتب الكثير عندما يخرج إلينا زميلنا الغالي رئيس حزب التجمع سيد العال بكامل طاقته التي عهدناها منه، لنعمل معاً ونحلم معاً ننتصر وننهزم ولكن المؤكد هو أننا نحب الحياة إذا ما استطعنا اليها سبيلاً.