الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

«سرايا الأشتر».. ميليشيا الملالى تستهدف رجال الجيش والشرطة في البحرين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم تستثنِ محاولات التدخل الإيرانية فى منطقة الشرق الأوسط دولة البحرين، فمنذ استقلال البحرين عام 1971، تُحاول إيران -خاصة بعد وصول النظام الحالى إلى الحكم عام 1979- مد يدها للتغلغل داخل المملكة، من خلال تأسيس وإنشاء أو تمويل بعض الجماعات التى يتبع بعضها نهج العنف، وإثارة النعرات الطائفية لتحقيق مآربها فى هذه الدولة.


وعمل النظام الإيرانى -خلال تاريخ علاقاته مع مملكة البحرين- على محاولة التدخل، من خلال تقديم الدعم لبعض الجماعات المتطرفة، أو محاولة دعم الفوضى فى بعض الأحيان، مثلما يفعل منذ انطلاق تظاهرات عام ٢٠١١؛ حيث يقوم بنشر مبادئ وأيديولوجيا تابعة للنظام الحاكم فى طهران.
ومع وجود خلايا وجماعات وأحزاب تميل إلى التقسيم المذهبى داخل المملكة، بدأ النظام الإيرانى فى إنشاء علاقات كبيرة مع هذه الخلايا والجماعات، كما عمل على مد أنشطته وتعاملاته، فضلًا عن التقرب إلى مرجعيات دينية توالى مبدأ «ولاية الفقيه»، والتى منها جمعية «الوفاق» المنحلة بحكم قضائي، أحد أكبر الأحزاب السياسية المعارضة فى البحرين.
حاول النظام الإيرانى فى بداية عهده فى ثمانينيات القرن الماضى أن يُحْدِث تشتيتًا أو فوضى داخل المجتمع البحريني؛ حيث قام بتدريب أشخاص وعناصر على الأراضى الإيرانية، ثم مدهم بالأسلحة والأموال، إلا أن السلطات البحرينية تمكنت من كشف المخطط وإنهائه. 
وقد سعى النظام الإيرانى إلى قلب الأوضاع فى البحرين خلال منتصف تسعينيات القرن الماضي، وذلك عندما قام الفرع البحرينى من «حزب الدعوة» بمحاولة إحداث الفوضى وإشعال الحرائق، وتحفيز المواطنين الشيعة فى البحرين على القيام بثورة مشابهة لما قامت فى إيران، إلا أن هذه المحاولة باءت كذلك بالفشل.
وتجددت المحاولات الإيرانية مرة أخرى عام ٢٠١١، حينما حاولت طهران إشعال تظاهرات واسعة فى مملكة البحرين، لكنها فشلت مرة أخرى، وكان السبب الرئيسى فى ذلك هو رفض الشعب البحرينى لهذه البلبلة، التى تزامن معها دخول قوات درع الجزيرة (قوات عسكرية مشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي) إلى الأراضى البحرينية، فى مارس ٢٠١١.

الجماعات تتلقى دعمًا من إيران
من خلال تتبع مسار التدخلات الإيرانية فى البحرين، سنجد أن طهران حاولت التغلغل فى الشئون البحرينية عبر دعم بعض الجماعات المعارضة، والتى تتبع غالبًا المذهب الشيعي، ومن بين هذه الجماعات:
جمعية الوفاق البحرينية 

تأسست هذه الجمعية عام ٢٠٠١، وذلك بعدما أصدر ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة عفوًا شاملًا عادت على إثره قيادات الجمعية من العاصمة البريطانية لندن، وتُعد «الوفاق» امتدادًا لحركة يُطلق عليها «أحرار البحرين الإسلامية»، تتبنى المذهب الشيعي، ويُعد رجل الدين الشيعى «عيسى قاسم» المرشد الروحى لهذه الجمعية.
وترى العديد من النخب فى البحرين أن «عيسى قاسم» غير إصلاحى ومرتبط ارتباطًا وثيقًا بإيران، وتوجه إليه الاتهامات بالعمل على إسقاط النظام السياسى فى البحرين، ويُنظر إلى جمعية «الوفاق» البحرينية على أنها تعمل من خلال دعم وتمويل إيراني؛ بغية تنفيذ مشروعات إيرانية قديمة فى البحرين، كما يُشار إلى تورطها فى أعمال العنف التى تقع فى البحرين خلال الآونة الأخيرة.
وقد أصدر القضاء البحريني، منذ عامين، حكمًا بحلِّ جمعية «الوفاق»، أكبر حركة سياسية شيعية فى البلاد وإغلاق مقارها، والتحفظ على جميع أموالها تعليق أنشطتها.

حزب الدعوة 
يُعد حزب «الدعوة» من أقدم الأحزاب الشيعية المتشعبة فى عدد من دول الشرق الأوسط؛ حيث نشأ فى مدينة النجف العراقية فى خمسينيات القرن الماضي، ثم امتد الحزب إلى عدد من الدول، والتى من بينها البحرين فى أواخر ستينيات القرن الماضي.
وامتد نشاط الحزب داخل البحرين، من خلال القيام بإنشاء عدد من الجمعيات التى تعمل كواجهة، مثل جمعية «التوعية الإسلامية»، وبعد محاولات عناصر شيعية أخرى فى البحرين إحداث اضطرابات فى البلاد، قامت أجهزة الأمن البحرينية باعتقال أعضاء فى حزب «الدعوة» وإغلاق جمعية «التوعية»، فى وقت لاحق. 
وفى تسعينيات القرن الماضي، قامت أجهزة الأمن البحرينية بإنهاء عمل حزب «الدعوة»، بعد هروب العديد من عناصره إلى الخارج، وذلك عقب قيام مجموعات تنتمى للطائفة الشيعية بمحاولة إحداث اضطرابات.

محاولات إيرانية
قامت السلطات الأمريكية، فى يوليو ٢٠١٨، بتصنيف منظمة «سرايا الأشتر» فى البحرين كمنظمة إرهابية؛ وذلك طبقًا للقانون الأمريكى الذى يسمح لوزارة الخارجية الأمريكية بتصنيف مثل هذه المنظمات التى تُشكل تهديدًا للمصالح والمواطنين الأمريكيين.
أُنشئت «سرايا الأشتر» فى نهاية عام ٢٠١٢، بهدف تغيير النظام فى البحرين عن طريق العمل المسلح وبالقوة، ويعتقد كثيرون أن هذه الجماعة تستمد أفكارها من أحد التيارات الشيعية فى إيران، وهو التيار الشيرازي، ويعود اسم هذه الجماعة إلى شخص يُدعى «مالك بن الحارث الأشتر» (٥٨٥-٦٥٨ م)، كان من المقربين من الصحابى على بن أبى طالب.
تستمد منظمة «سرايا الأشتر» مرجعيتها الفكرية من التيار الشيرازى فى إيران.