الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الألمانيى دافيد فاجنر: رواية "حياة" سيرة ذاتية مزجت بها الخيال

الألمانى دافيد فاجنر
الألمانى دافيد فاجنر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سجل الكاتب الروائى الألمانى دافيد فاجنر فى روايته «حياة» معاناة رجل مع كبده الذى عانى من التهاب الكبد المناعى الذاتى بتليف، بالإضافة إلى انتشار مرض السرطان فيه، ينضم البطل إلى قائمة طويلة لانتظار وجود كبد يتماشى معه، وفى هذه الأثناء يسجل خواطره مع الموت والحياة وجدوى الحياة، لماذا خلق، وماذا يفعل هنا وما يريد فعله، وغيرها من الأسئلة الوجودية التى ربما تطرأ إلى بال أى إنسان ولكن إنسانًا على وشك الموت هذه هى الصعوبة.
تكتسب هذه الرواية أهمية عندما نعلم أن البطل فى هذه الرواية هو الكاتب دافيد فاجنر نفسه، الذى عاش هذه التجربة، والذى يقول إنه لجأ إلى الرواية وليس أى نوع أدبى آخر لسرد التجربة لكى تكون هناك مساحة كبيرة للخيال، فالرواية سيرة ذاتية وقصة حقيقية امتزج بها الخيال.
فيقول: «هل أنا من أنا بسبب التسمّم البطيء فحسب؟... ﺃﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻻ ﺃكوﻥ ﺫلك ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ الذﻱ ﺃﻋﺘقد ﺃﻧﻨﻲ ﻫﻮ؟... ﻫﻞ لحزﻧﻲ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﺑﺴيطﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ؟ ﻫﻞ تحدد الكيمياء فى ﺟسدﻱ ﻣﺸﺎﻋﺮﻱ؟ شيئا ﻓﺸﻴﺌﺎ ﺃﺗﻌلم ﺍﻟتفرﻗﺔ بين المظهر السيئ الذى ينحو نحو التحسّن، والمظهر السيئ الذى ينحو نحو النهاية. للأسف، لا أستطيع أن أحكم على منظري. أنا أعمى أمام المرآة. رجل يعيش بكبد مريض ينتظر أن يموت أحدهم ليحصل على كبده وليُمنح فرصة عيش حياةٍ طبيعيّة.. يتابع، من على سريره فى المستشفى، حوادث السير القاتلة والجرائم وضحايا الحروب، وينتظر، ويحلم: بالهروب الكبير، بحبيبته، بمن يحبّونه ويحبّهم، بطفولته، برجلٍ انتحر، وآخر قتله هو، بمركبته الفضائية البيضاء، وطبيبه، والممرّضات، وكبده الجديدة، ويجعلك تقلّب الصفحات معه بسرعةٍ جنونية».
استضاف معهد جوته، دافيد فاجنر الذى يزور القاهرة للمرة الثانية بعد زيارته الأولى فى عام ٢٠١٣، فى حوار مفتوح تحت عنوان «الكُتّاب يتحاورن»، بحضور الشاعر والكاتب علاء خالد، الذى مر بتجربة شبيهة وسجلها أيضا فى كتابه «مسار الأزرق الحزين»، وأدار اللقاء مترجم رواية «حياة» سمير جريس.
العائد من تجربة الموت، بداية من المرض مرورا بالانتظار واحتمالية نجاح العملية من عدمه، لا يعود كما كان من قبل، يقول «فاجنر»، بل إنه يحاول اعتياد الأشياء التى كان يفعلها من قبل، وكأنه شخص آخر.