الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

أفغانستان.. "تورتة" مقسَّمة بين الإرهاب وواشنطن وموسكو.. النجار: طالبان تلعب على التنافس الأمريكى الروسى لتعزيز حضورها.. وعامر: روسيا تتهم أطرافًا دولية بدعم تنظيم داعش الإرهابي

أفغانستان
أفغانستان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال هشام النجار، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية بالأهرام، إن حركة طالبان تلعب على التنافس الأمريكى الروسى لتعزيز حضورها وتحقيق أهدافها بعد سيطرتها فعليًا على ما يقرب من نصف مساحة أفغانستان، وهذا ما يدفعها لمواصلة اعتداءاتها وهجماتها، لتصبح فى موقع تفاوضى أفضل عند الدخول فى التسويات النهائية.
وأضاف النجار، أن هدف طالبان عدم اقتسام السلطة، بل تسعى لأن تكون رقم واحد فى المعادلة السياسية المستقبلية فى أفغانستان، وتتلخص أهدافها فى خروج القوات الأجنبية وعدم ترك حكومة موالية للغرب داخل أفغانستان، وهى أهداف موسكو أيضًا.
وتابع: «الولايات المتحدة تسابق الزمن لاحتواء الحركة حتى لا تخرج من أفغانستان خاسرة كل نفوذها هناك، فيما تستغل موسكو التراجع الأمريكى فى أفغانستان، على شاكلة ما حدث فى المشهد السورى عبر الدخول بقوة فى هذا الملف الحيوى إن لم يكن بديلًا لواشنطن فعلى الأقل شريكًا لها فى النفوذ على الأرض الأفغانية».
واستطرد « روسيا يهمها بشكل رئيس الخصم من نفوذ واشنطن فى أفغانستان، وإثبات أن تدخل الولايات المتحدة عسكريًا لم يسهم فى إحلال السلام، إنما فى المزيد من الصراعات والتدهور الأمني، وكذلك تتقارب موسكو مع طالبان لمواجهة داعش الذى يشن هجمات على المقرات الدبلوماسية وعلى مصالح موسكو وطهران فى أفغانستان».
وأشار إلى احتمال تمويل روسيا وإيران لهجمات ضد قوات الناتو فى أفغانستان، وقال: «باختصار، ترغب موسكو فى تقاسم النفوذ فى أفغانستان بينها وبين الولايات المتحدة، إن لم تتمكن من تكرار السيناريو السورى عبر التدخل فى أفغانستان بقوة وفرض أجندتها هناك، مستغلة كون تمدد طالبان جاء بدعم وتمويل إيرانى روسى بشكل رئيس لأن تمدد الحركة يخدم الاستراتيجية الإيرانية الروسية التى تهدف لتقويض النفوذ الغربى ونفوذ واشنطن فى أفغانستان، ولذلك فالبلدان (روسيا وإيران) يسعيان لتكرار ما حققاه بسوريا فى أفغانستان».
وبدوره، قال عبدالشكور عامر، القيادى السابق فى الجماعة الإسلامية والباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن هناك صراعًا بين كل من روسيا وأمريكا وإيران على توسيع نفوذهم فى أفغانستان، التى مزقتها الحروب الأهلية والتدخلات العسكرية الأجنبية.
وأضاف عامر، أن روسيا تتهم أطرافًا دولية لم تسمها بدعم تنظيم داعش الإرهابى ونقل مسلحيه إلى أفغانستان بعد هزيمته فى سوريا والعراق لتهديد الاستقرار فى أوزبكستان وطاجيكستان المجاورتين لأفغانستان، وهما من حلفاء موسكو، فيما تتهم الحكومة الأفغانية الموالية للغرب، كلا من إيران وباكستان وروسيا بدعم حركة طالبان بالمال والسلاح لتعزيز سيطرتها على بعض المناطق فى أفغانستان، كما توجه اتهامات لإيران بدعم الجماعات المتشددة فى أفغانستان، لتهديد الأمن والاستقرار هناك، كما فعلت فى سوريا والعراق.
واستطرد «الصراع بين العديد من القوى حول أفغانستان، خاصة روسيا والولايات المتحدة الأمريكية هو صراع تقليدى وتاريخى منذ الحرب السوفيتية فى أفغانستان بهدف السيطرة على منطقتى آسيا الوسطى وجنوب آسيا، سياسيًا وأيديولوجيًا واقتصاديًا، لذلك، فروسيا تدعم طالبان وتمنحها مساعدات كبيرة فى مواجهة أعدائها التقليديين، فى إطار رغبة كل من موسكو وواشنطن فى بسط نفوذهما فى أفغانستان.
وفى السياق ذاته، قال إبراهيم ناصر، الباحث السودانى فى الشئون الأفريقية، إن روسيا تحاول أن تظهر للعالم نجاح دبلوماسيتها، بعد فشل الولايات المتحدة فى تحقيق السلام فى أفغانستان، وتسعى أيضا لتقوية موقف حركة طالبان، لتحقيق توازن بين القوى الفاعلة فى أفغانستان، فى حال انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو بالكامل من البلاد.
وأضاف ناصر، أن نجاح أى عملية سلام فى أفغانستان بجهود أمريكية، يقوى موقف واشنطن، وبذلك تستطيع قطع الطريق عن الصين، التى تقع فى شرق آسيا لمد نفوذها إلى أفغانستان ودول أخرى فى جنوب ووسط آسيا. وتابع «تعارض المصالح والأهداف الأمريكية والروسية، يضع صعوبات أمام تحقيق السلام بين طالبان وحكومة كابول».
ومن جانبه، قال هشام البقلي، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن «أفغانستان كدولة لها طبيعة مختلفة، حيث تجمع أكثر التنظيمات الإرهابية المسلحة قوة فى العالم، وتلك التنظيمات يتم تمويلها من قوى خارجية، لذلك ترغب كل من واشنطن وموسكو فى كسب ود التنظيم الأقوى فى أفغانستان لتحقيق مكاسب سياسية واستراتيجية هناك، والصراع الأمريكى الروسى فى أفغانستان أمر طبيعى فى ظل الصراعات بينهما أيضا للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط».
وأخيرًا، قال عربى بومدين، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة «حسيبة بن بوعلي» بالجزائر، إن سباق واشنطن وموسكو على التفاوض مع طالبان يدخل بدرجة أولى فى التنافس والصراع التاريخى بينهما حول هذه المنطقة منذ الحرب الباردة، وعليه فإن الحضور الأمريكى والروسى فى المنطقة ينبع من اعتبارات تاريخية واستراتيجية، أبرزها، إدراك الطرفين الأمريكى والروسى ثقل حركة طالبان فى أفغانستان، من خلال سيطرتها على مساحات كبيرة فى البلاد، ومسألة التنافس الأمريكي - الروسى على ضمان المصالح الاستراتيجية مستقبلًا فى أفغانستان، ويظهر ذلك من خلال السباق المحموم على المفاوضات مع طالبان واستثمار الفرص، والترتيبات الإقليمية الجديدة فى آسيا الوسطى، ومحاولة الطرفين الأمريكى والروسى المتوقع من جديد لاعتبارات الأمن، والمصالح الاقتصادية والثروة النفطية الضخمة فى المنطقة.
وأضاف بومدين، أن روسيا ترغب فى العودة إلى الساحة الأفغانية من بوابة حركة طالبان، خاصة أن لهما مصلحة مشتركة فى إنهاء الوجود الأمريكى وقوات حلف الناتو فى أفغانستان، كما أن روسيا تخشى من تمدد داعش فى جمهوريات آسيا الوسطى، وبعدها إلى أراضيها.