الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

عادل سميح مدير تحرير مجلة الثقافة الجديدة بهيئة قصور الثقافة يتحدث لـ"البوابة نيوز": الكوادر لا تستطيع إدارة العمل وحدها.. وميزانيات الأنشطة هزيلة.. ويجب إعادة الثقة بين المواطن والهيئة

الشاعر عادل سميح
الشاعر عادل سميح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد الشاعر عادل سميح واحدا من أبرز الشعراء المعاصرين، الذين كان لهم باعًا في العمل بالهيئة العامة لقصور الثقافة، فعمل مدير تحرير لمجلة الثقافة الجديدة والتي يرأس تحريرها حاليا الشاعر مسعود شومان. 
وكانت آخر دواوين "سميح" التي أصدرها "عزيزي الكونت دراكولا" الصادر عن دار ميريت للنشر.
"البوابة نيوز" أجرت هذا الحوار معه للتعرف على تقييمه للهيئة خلال فترة عمله بها، إلى نص الحوار..
• ما تقييمك للكوادر الثقافية الموجودة بالهيئة؟ 
رغم أن الثقافة الجماهيرية تضم مجموعة كبيرة من المثقفين، كتابًا وفنانين، فإن هذه المجموعة من الكوادر الثقافية لا تستطيع إدارة العمل الثقافي في الهيئة بشكل كامل، لا أقصد المناصب الإدارية من إدارات عامة ومركزية، فهذا العدد لا يكفي لشغل جميع هذه المناصب، ما أقصده أن المثقفين وحدهم لا يستطيعون القيام بالعمل الثقافي كما يجب، في ظل وجود أعداد هائلة من الموظفين الذين يفتقرون في غالبيتهم إلى الحس الثقافي والفني، وبالتالي لا يدركون أهمية ما يقدمونه من عمل ثقافي ويتعاملون معه باعتباره زائدة دودية يجب استئصالها. 
• وما الحل لمثل هذه المشكلة؟
هناك نماذج عديدة منتشرة في بيوت وقصور الثقافة، وهذا بالمناسبة إرث قديم وليس ابن البارحة، لذلك يجب على الهيئة أن تبدأ في العمل على توعية العاملين بها لرفع مستواهم الفكري والثقافي وتحسين أدائهم وتطوير آليات تعاملهم مع الجمهور بشكل عام ومع المثقفين والفنانين رواد الهيئة والقائمين على الأنشطة بشكل خاص.. هذا بالطبع لا ينفي وجود نماذج مضيئة وسط هذا السياق المعتم.
• ماذا عن ميزانيات الأنشطة التي تقام بالهيئة؟
ميزانيات الأنشطة بشكلٍ عام هزيلة للغاية، تبدو مبالغ كبيرة عند النظر إليها في إجمالها، لكن عند توزيعها تكتشف أنها بالفعل مبالغ ضئيلة، فمثلًا ميزانية نادي الأدب حوالي 3000 جنيه في العام، وعلى نادي الأدب أن يوفِّق أوضاعه وينظم فعالياته الثقافية والأدبية في حدود هذا المبلغ الذي يكفي لتنظيم 10 أمسيات شعرية مع احتساب تكلفة الأمسية الواحدة 300 جنيه! 
ويجب الوضع في الاعتبار أن المبالغ المخصصة للأجور تبتلع معظم ميزانية الهيئة، لذلك يجب زيادة ميزانية الهيئة لصالح الأنشطة الثقافية والفنية، ويمكن العمل على توفير موارد دخل للهيئة من خلال تسويق منتجاتها بداية بمنتجات الحرف المختلفة وصولًا إلى المسرح "وهو بالمناسبة متاح وفقًا للقرار الجمهوري بتأسيس الهيئة، على حد علمي".
• كيف يمكن جذب الجمهور لأنشطة الهيئة؟
الهيئة العامة لقصور الثقافة عبارة وزارة ثقافة مصغرة وهي قادرة على تغيير وعي المواطن المصري بشكل كامل، شريطة العمل على إعادة بناء الثقة بين المواطن وبيت الثقافة أو قصر الثقافة الموجود في محيط إقامته.
وربما يبدأ ذلك بالخروج إلى المواطن وليس انتظاره داخل الجدران، وتنظيم فعاليات تثير اهتمامه وأقول تثير فضوله أيضًا، حتى يعرف بوجود مثل هذه الأنشطة ومثل هذه الأماكن التي تقدم نشاطًا مفيدًا وجاذبًا في ظل وجود عناصر كثيرة تتجاذبه من كل ناحية، لذلك فالمنافسة شديدة
• لماذا لا يتم هذا الأمر لجذب الجمهور؟
الهيئة في العموم أصبحت طاردة للعاملين فيها، فهناك عدد كبير من الموظفين اتجه للانتداب إلى وزارات أخرى بحثًا عن زيادة الدخل، وعدد آخر من المثقفين اتجه إلى الانتداب إلى جهات أخرى في وزارة بحثًا عن أجواء أفضل للعمل أو تعامل أليق به، مكان يستطيع أن يؤدي فيه دورًا ثقافيًّا ولو ضئيلًا، أضف إلى ذلك أن هناك عددًا من القيادات الثقافية اعتذرت عن عدم استكمال مهامهم كمديرين للمواقع التي كانوا يشغلونها، وأعتقد أن السبب وراء ذلك هو الأجواء المنفرة أو المعطلة للعمل. 
• ما المنطق الذي تدار به الهيئة حاليا؟ 
لا أعرف في الحقيقة المنطق الذي تُدار به الهيئة في الوقت الحالي، فالنشر مثلًا يعاني ارتباكًا خطيرًا وتعطيلًا غريبًا في إصدار عدد كبير من السلاسل، في السنوات الثلاث الأخيرة التي قدم فيها النشر إصدارات أقل كثيرًا مقارنةً بالسنوات السابقة، مع الوضع في الاعتبار قلة العناوين المهم.