الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

زايد الخير.. "حكيم العرب"| أحب مصر وسار أبناؤه على دربه.. دعم الاقتصاد في حرب أكتوبر.. وسيظل خالدًا في قلوب المصريين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سطر زايد الخير وحكيم العرب «الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان»، مكانة خالدة له فى قلوب المصريين، الذين يتذكرونه دوما لمواقفه الخالدة، أحب مصر فأحبه المصريون، وسيتذكرونه إلى أبد الدهر، وفى ذكرى وفاته ترصد «البوابة نيوز» أبرز مواقفه التى عبرت عن عميق حبه لمصر.
أوصى زايد الخير أبناءه بمصر قبل وفاته، قائلًا: «إن نهضة مصر نهضة للعرب كلهم، وأوصيت أبنائى بأن يكونوا دائمًا إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم، إن مصر بالنسبة للعرب هى القلب، وإذا توقّف القلب فلن تُكتب للعرب الحياة».


مواقف خالدة
تجلت مواقف «زايد الخير» الداعمة لمصر فى حرب أكتوبر المجيدة، عندما أكد ضرورة الوقوف إلى جانب مصر فى معركتها المصيرية ضد إسرائيل، قائلًا: «المعركة هى معركة الوجود العربى كله ومعركة أجيال كثيرة قادمة علينا أن نورثها العزة والكرامة».
وكان الشيخ زايد أول من استخدم سلاح النفط كسلاح فى مواجهة تدفق السلاح على الجسر الجوى الأمريكى إلى إسرائيل، خلال الحرب، فى محاولة من جانبه لتغيير سير المعركة، ما أثر فى الموقف الدولى لمصلحة العرب.
وأوفد الشيخ زايد وزير البترول الإماراتى إلى مؤتمر وزراء البترول العرب، لبحث استخدام البترول فى المعركة، وبينما كان الوزراء العرب أصدروا قرارهم بخفض الإنتاج بنسبة ٥٪ كل شهر، فقال قولته الخالدة: «إن البترول العربى ليس أغلى من الدم العربي».
أعقب ذلك إصداره أوامر لوزير البترول الإماراتى بأن يعلن فى الاجتماع الوزارى فورًا قطع البترول نهائيًا عن الدول التى تساند إسرائيل، ما شكل ضغطًا كاملًا على القرار الدولى بالنسبة للمعركة، التى اعتبرها حرب التحرير، فيما وصلت رؤية الشيخ زايد إلى العالم العربى والتى كانت تتطلع إلى النصر وتحرير الأراضى العربية، ليؤكد للعرب أن من بين حكامهم من خرج ليضحى فى سبيل حسم المعركة لمصلحة نصرة الأمة العربية.
وقد سأل أحد الصحفيين الأجانب الشيخ زايد: «ألا تخاف على عرشك من الدول الكبرى؟»، فقال إن أكثر شيء يخاف عليه الإنسان هو روحه، وأنا لا أخاف على حياتى، وسأضحى بكل شيء فى سبيل القضية العربية، مشددًا: «أنا رجل مؤمن والمؤمن لا يخاف إلا الله».

حشد التأييد الدولى
تأكيدًا على تضامنه الكامل مع مصر عقد «حكيم العرب» مؤتمرًا فى لندن لحشد التأييد الدولى لمصر، وكان له صداه على شعوب العالم الرافضة للاحتلال، وخلال المؤتمر قال قولته الشهيرة: «سنقف مع المقاتلين مع مصر وسوريا بكل ما نملك، ليس المال أغلى من الدم العربى، وليس النفط أغلى من الدماء العربية التى اختلطت على أرض جبهة القتال فى مصر وسوريا».
وبحسب ما أكده الرئيس السابق لهيئة عمليات القوات المسلحة المصرية اللواء عبدالمنعم سعيد، فإن الشيخ زايد قدم الدعم الاقتصادى لمصر عقب نكسة يونيو ١٩٦٧ التى سميت حرب الأيام الستة، والتى شنت خلالها إسرائيل هجمات على عدد من الدول العربية (مصر وسوريا والأردن)، واحتلت كل سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان، حتى تم استئناف الجهود المصرية فى إعادة بناء الجيش وترتيب أوراقها من جديد.
كما أمد «زايد الخير» مصر بعدد كبير من غرف إجراء العمليات الجراحية المتنقلة، التى أمر بشراء كل المعروض منها فى جميع أنحاء أوروبا وإرسالها مع مواد طبية وعدد من عربات الإسعاف وتموينية بصورة عاجلة مع بدء الحرب، كل ذلك دون أى مقابل، إضافة لفرض دولة الإمارات على موظفيها التبرع بمرتب شهر كامل لصالح دعم مصر فى حربها ضد إسرائيل.
ولم يترك الشيخ زايد مصر فى عزلتها العربية بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، وسعى لإعادتها لموقعها العربى، وقال: «لا يمكن أن يكون للأمة العربية وجود دون مصر، كما أن مصر لا يمكنها بأى حال أن تستغنى عن الأمة العربية».
كان «حكيم العرب» المحب لمصر، داعمًا لها فى الحرب واسترجاع الأرض المسلوبة، وقف بجانبها فى مرحلة البناء، وتقدم صندوق أبوظبى للتنمية، بمنحة عام ١٩٩٥ لبناء مدينة «الشيخ زايد» بمحافظة الجيزة على مساحة ٩٥٠٠ فدان، وشيد بها أكبر تمثال من البرونز له ليظل شاهدا طوال الدهر على مدى حب وتقدير المصريين له، وأنه سيظل فى قلوبهم دومًا لن ينسوه.