الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

عالمة التغذية ملك صالح: السيسي "كشف المستور" عن صحة الشباب.. والأجيال القادمة في خطر.. الطعام في مصر مجرد حشو للبطن.. و99% من المواطنين يجهلون ثقافة السلطة والفاكهة

عالمة التغذية ملك
عالمة التغذية ملك صالح في حوارها للبوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
علينا إدخال الثقافة الغذائية للمدارس.. وأهميتها لا تقل عن تدريس مادة الدين
الأم عندما تتناول طعامًا مثاليًا ينمو طفلها بصحة جيدة.. ومن لا يحصل على تغذية سليمة يصبح عدوانيًا
أبناء الريف دائمًا أكثر ابتكارًا واستيعابًا.. لأنهم يعيشون على غذاء صحى وطبيعي
الزيوت المهدرجة والسمن الصناعى تؤدى لأمراض القلب.. و«البلدي» لا يسبب أى أضرار ولا أعرف سر الهجوم عليه
البطاطس المصنعة والمقرمشات تحتوى على مواد شديدة السمية لا يتحملها الأطفال
هناك علاقة وثيقة بين انتشار السرطان ونوع الغذاء.. والمعلبات والأكلات السريعة سبب انتشار المرض الخبيث
لابد من إزالة الاعتقاد بأن الطفل «الكلبوظ» صحته قوية.. وبعض البرامج التليفزيونية تقدم نصائح «كارثية»
لدينا الكثير من الدراسات حبيسة الأدراج ولا أحد يقترب منها.. وأمريكا تستفيد من أبحاثنا وتحقق من ورائها ملايين الدولارات

برؤية رئيس يطمح فى بناء دولة وشعب، على أعلى مستويات التقدم والرقى، فجر الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال إحدى جلسات منتدى الشباب، ملف صحة الشباب، من خلال تعليقه على بدانة الشباب، حين قال: «أنا عاوز ولادى يشار إليهم بالبنان، الناس تشوفهم كأنهم مرسومين، الولد والفتاة، إيه اللى أنا شوفته ده، نص الوزن ده عاوز يتشال».
من هذا المنطلق، تحاور «البوابة نيوز» الدكتورة ملك صالح، عالمة التغذية واستشارى المعهد القومى للتغذية، لتكشف وتحلل ثقافة الغذاء والرياضة وصحة الشباب والأطفال فى المجتمع، وتكشف قصور الرعاية والوعى الغذائى فى مصر، وتوضح أسرع الحلول.
فإلى نص الحوار..

< كيف ترين ثقافة الغذاء فى مصر؟
الطعام فى مصر مجرد حشو للبطن، بل أكثر من ذلك بكثير، فالمصريون يأكلون دون وعى أو أهمية الغذاء وأضراره، فى حين أن الغذاء ثقافة كبيرة، يمكن أن تتحول إلى أداة للإصابة بالمخاطر والأمراض نتيجة التناول السيئ.
وهناك الكثير من العادات الغذائية السيئة التى يتبعها البعض، ما ينتج عنها تناول وجبات غذائية غير متوازنة، فالأهم فى الغذاء قيمته الغذائية وليس ثمنه الباهظ، فيمكن لبيضة أن تعطيك القيمة الغذائية التى يحتاجها الإنسان من البروتين.
وأيضا 99% من المصريين يجهلون ثقافة طبق السلطة والفاكهة، اللذين يعتبران أحد أهم العناصر الغذائية التى تمد الإنسان بالطاقة، فى الوقت الذى نجهل فيه تماما القيام بالأنشطة الرياضية ولو لمرة واحدة أسبوعيا.
< وما مخاطر التغذية غير السليمة على الأجيال القادمة؟
الكاتب الفرنسى «جان بريلات» له مقولة شهيرة تختص بالطعام، فهو يقول «قل لى ماذا تأكل.. أقول لك من أنت»، وأيضا العقل السليم فى الجسم السليم، هنا نتوقف إذا أردنا أجيالا قوية كما طلب الرئيس السيسى فى منتدى شباب العالم، فعلينا لأن الأجيال القادمة فى خطر، وستصبح غير قادرة على الاستيعاب فى حال استمرار هذه الأنماط الغذائية غير السليمة.
وسبق أن شاركت فى بحث أمريكى منذ عدة سنوات، عن تأثير الغذاء على المرأة الحامل وطفلها حتى يصل إلى مراحل التعليم المختلفة، فوجدنا أن الأم التى تتناول غذاء مثاليا، يكون طفلها بصحة جيدة، وعند وصوله إلى المدرسة اكتشفنا أنه أكثر استيعابا من الأطفال الذين لم تتناول أمهاتهم غذاء مثاليا، بل اكتشفنا أن الطفل الذى لا يحصل على تغذية سليمة يكون عدوانيا ويفعل الكثير من المشاغبات مع زملائه، لاسيما عدم قدرته على التركيز أو الاستيعاب، وأيضا بنسبة بسيطة يمكن أن ينتج عنها تخلف عقلى.

< ما أسباب انتشار البدانة والسمنة بين الشباب؟
أنا بشكر الرئيس عبدالفتاح السيسى، لأنه كشف فى منتدى شباب العالم، المستور عن صحة الشباب، وهذا يعنى أن الرئيس السيسى، يعرف أن قوة العقل تنعكس على مظهر الجسم، وهنا يأتى دور ثقافة الطعام والغذاء فى المجتمع، فالسمنة والبدانة نتاج ثقافة تغذية بطريقة غير سليمة، فالأجيال الراهنة تربت على المعلبات والأكلات الجاهزة المشبعة بالدهون والزيوت المهدرجة، منذ فترات الحضانة، طبعا بالإضافة إلى عدم التنشئة السليمة على الرياضة.
انظر فى الصباح الباكر إلى الأمهات أثناء توصيل أبنائهن إلى المدارس، ستجد أن شنطة الطفل محشوة بأكياس البطاطس المصنعة، وسندوتشات اللحوم المصنعة، فضلا عن العصائر التى تحمل الكثير من مكسبات الطعم والألوان الصناعية، وكل هذا دون وعى بخطورة ما تقدمه لطفلها.
< أيهما أكثر عرضة لسوء التغذية، المدن أم الأرياف؟
الريف يعيش على الغذاء الصحى الطبيعى، لا يعرف المصنعات، ولا المعلبات، وأكبر دليل على هذا تجد أبناء الأرياف دائما أكثر ابتكارا واستيعابا، وتجد معظم الوزراء أو المسئولين الناجحين من أبناء الريف أو من تربوا على يد سيدة ريفية أو تعرف أصول التغذية السليمة، فيجب على الأمهات صناعة كل الغذاء بمكونات طبيعية وتبتعد عن المُصنع، أو الأكلات الجاهزة السريعة.
< كيف تؤثر الوجبات السريعة على صحة الإنسان؟
الزيوت المهدرجة، والسمن الصناعى، أخطر عناصر تؤثر على صحة الإنسان وتصيبه بأمراض القلب، والسمنة، فما بالك باستخدامها عشرات المرات.

< إذن، فما البديل للزيوت المهدرجة والسمن الصناعى؟
ما معنى سمن بطعم الزبدة البلدى، هذا غش وكلها أمور تعود على صحة الإنسان بالضرر البالغ، أما البديل، فالسمن البلدى المُصنع من لبن، أقل نسبة كولسترول، طبقا للدراسات التى أجريت، ولا يسبب أى أضرار للإنسان، ولا أعرف سر الهجوم عليه.
< وما مدى خطورة الأغذية المعلبة على صحة الإنسان؟
أجرينا بحثا فى المعهد القومى للتغذية، على البطاطس المصنعة والمقرمشات خاصة المزودة بطعم مثل بطاطس بطعم الطماطم أو الكباب أو غيرها، وجدنا أنها تحتوى على مواد شديدة السمية لا يتحملها الطفل الصغير، وحذرنا من أخطارها، إلا أننا قوبلنا بهجوم عنيف.
وأصدرنا على إثره منشورًا حذرنا من تناولها للأطفال دون الثلاث سنوات من العمر، أيضا مكسبات الطعم والرائحة كلها تسبب السرطانات، وفيروس سى وفشل الكلوى، وكل هذه الأمراض سببها تلك الأغذية.
أيضا تناول الأطفال للسكريات والشيكولاتة، يصيبهم بأمراض السمنة والسكر، نحن الآن فى كارثة، لأن أطفالا كثيرين مصابون بالبدانة والسكر، وما زالت الأعداد فى زيادة مستمرة.

< لكن العلماء لم يتوصلوا إلى الآن لأسباب السرطان؟
هناك علاقة وثيقة بين انتشار السرطان ونوع الغذاء، أيضا ستجد أن أهمية الغذاء المتوازن والملائم فى الوقاية من هذا المرض والحد من خطورته ومضاعفاته، فكل الأضرار والسموم فى الأكلات المعلبة والألوان الصناعية، تعمل على إحداث اضطرابات فى إنزيمات الجسم، ما يسبب ظهور هذه الأورام، لأن هذه المواد السامة أصابت الجسم وأعضاءه بالخلل.
< كيف نؤسس جيلا قويا بدنيا وصحيا؟
علينا أن نفعل مثلما تفعل الدول التى تبنى أجيالا قوية، بإدخال الثقافة الغذائية فى المدارس، مثلما ندرس مادة الدين وعلى نفس الأهمية وأكثر، لأن الغذاء هو الحياة، المصرى أصبح غير قادر على الابتكار والعمل، ونستطيع أن نكون أفضل من أوروبا من خلال التغذية السليمة التى تحسن من الفكر والعلم والتقدم.
وكل الدول التى تسعى للتحضر والنهضة الآن تطبق هذا النظام فى المدارس، وسبق أن قمت بوضع خطة لنشر الوعى الغذائى فى الكويت لمدة عامين، وطلبت منى دولة خليجية أخرى وضع مناهج لنشر الوعى والثقافة الغذائية لطالبات الثانوى، إلا أننى رفضت وقلت لهم: «لما أطبق وأنفذ المشروع ده فى مصر بلدى الأول، ونفسى أخدم بلدى قبل ما أموت».
< كيف يتم تنفيذ الوعى الغذائى للطلاب فى المدارس؟
يشارك علماء التغذية بالمواد العلمية والمطلوب لكل مرحلة، ويقوم التربويون بوضع المناهج بطريقتهم، للمراحل الابتدائية توضح لهم أهمية التغذية السليمة وتناول الطعام فى موعد، وأيضا أهمية الرياضة.
والمرحلة الأهم والأخطر تكون فى مرحلة الثانوى، خاصة للفتيات لأن الاعتماد سيكون عليهن فى بناء الأطفال، من عمر يوم، ويأتى بعدها دور المدرسة، التى تساهم بشكل كبير فى تشكيل وعى الطفل وتجبره على الالتزام بعكس الأم أو الأب التى يمكن للطفل أن يقوم بحالة عناد معهم.
وأيضا لابد من وجود متابعة داخل المدارس بمتابعة أوزان الطلاب لمكافحة البدانة، وتحسين صحة الأجيال القادمة.

< كيف نزيد الوعى الغذائى لدى الأمهات المقبلات على الزواج؟
عن طريق عمل كتيبات صغيرة للأمهات المقبلات، يتم توزيعها عليهن خلال فترة الحمل، ويتم المتابعة معهن من خلال الوحدات الصحية، ولابد أن تزال المعتقدات الخاطئة أن الطفل «التخين أو الكلبوظ»، لديه صحة قوية، وهذه كارثة سوداء فى ثقافة الأمهات لدينا.

< أليست البرامج المخصصة للمرأة والصحة فى الفضائيات كافية؟
تابعت بعض هذه البرامج، وجدتها تقدم نصائح غير صحيحة وكارثية، تؤدى إلى الوفاة، وتروج لسلع وعمليات هدفها جمع المال على صحة الناس، وحاولت الاتصال أكثر من مرة لتصحيح الأمر إلا أننى فشلت، وسبق أن خضت حملة كبيرة منذ عدة سنوات لكشف مخاطر إجراء عمليات تكميم المعدة، من أجل التخسيس، إلا أننى هوجمت من قبل البعض، وحتى الآن تجرى هذه العمليات مقابل آلاف الجنيهات، والكثير من الناس تعرضت صحتهم للتدهور، ولا أحد يتدخل ويمنع، وأطالب الدولة بالتصدى لهذه الكارثة بحزم.
< ما الحل للسمنة والبدانة؟
الحل غذاء صحى ورياضة، لأنهما هما أساس الصحة والعافية، وخلال عدة شهور سينتهى الأمر تماما، والمعهد القومى للتغذية لديه عيادات تجرى برامج للتخسيس.
< لماذا لم تطبق آلاف الأبحاث الموجودة فى المعهد القومى للتغذية على أرض الواقع؟
لا أعرف سبب هذا، فلدينا الكثير من الأبحاث حبيسة الأدراج ولا أحد يقترب منها، رغم أن دولا كثيرة منها أمريكا استفادت من الأبحاث التى أجريناها، وهناك كتاب منذ أكثر من 15 عامًا، شارك فى إعداده أساتذة من معهد التغذية وكانت أول دفعة تغذية فى مصر، يضم مجهودًا كبيرًا من أبحاث توصلوا إليها، وأن كل مرحلة عمرية ولها توعيتها الخاصة مثل أى لغة تدرس فى المدارس تنقسم على مستوى المراحل التعليمية وأتمنى أن تنشر هذه الرسالة فى كل مكان وأن التوعية تكون موجودة فى المدارس والجامعات والمعاهد والمستشفيات وغيرها، وأن يكون أحد الشباب مسئولا عن عمل حملات للتوعية بعلم التغذية وأن يدرس فى المدارس، حتى ينضج الطفل بطريقة سليمة.
< كيف استفادت أمريكا من الأبحاث التى أجرتها مصر عن الغذاء؟
قمنا بعمل عدة أبحاث عن تأثير الغذاء، استفادت منه أمريكا، وأصدرت به بحثا كبيرا نشر فى العديد من الموسوعات وحققت من ورائه ملايين الدولارات، ولم تستفد مصر من هذه الأبحاث حتى الآن.