جنود مجهولون، لا يملون مهما طال بهم الزمن ومرت الأيام، هؤلاء الذين سخروا أنفسهم لخدمة أحباء وزوار آل بيت رسول الله، فوضعوا حياتهم ودنياهم فى كف وجعلوا الأخرى لفعل الخير، عونًا لإخوانهم وليس ثقلًا عليهم.
«خدمة المولد» هى أحد الأركان الأساسية التى يرتكز عليها الاحتفال، تنتشر فى كل مكان ومنها ما يقام أثناء أيام الاحتفال والأخرى تستمر على مدار أيام العام كله، يظن البعض أنها قد تبنى ما يسمونها «خدمة المولد» على الطعام فقط، ولكن هى ساحة لموردى آل بيت رسول الله، وكذلك المحتاجون لقضاء حوائجهم، وكذلك الذكر الذى لا يمل منه أحد، والحضرات والروحانيات التى تنتشر بتلك الأماكن العطرة والتى تتزين بـ«المحبين».
«لا نشعر بسوء، النفس تزدهر وتفوح منها عطر الرضا» كذلك يشعر محمد سليمان الذى يرى أن خدمة أحباب وزوار آل البيت من المقدسات التى بدأها منذ ثلاث سنوات ولا يمكن الاستغناء عنها فالرضا يزداد يوما بعد يوم بعد أن انضم إلى الطريقة الإدريسية والتى تقوم على خدمة «الأحباب» بمحيط مسجد الإمام الحسين.
محمد سليمان من سكان القاهرة أسوانى الأصل، يعمل سائقًا ومتطوعًا فى خدمة المولد يعتبرها هى الأساس ويفضلها عن عمله، فكلما سعى لخدمة زوار آل البيت والقيام على إطعامهم، شعر بأن الأمان يحاط به من كل اتجاه لا يمرض ولا يسوء حاله.
يقول سليمان، إن الخدمة ليست مقتصرة على الطعام فقط فجميع الساحات التى يوجد بها خدمة للطريق الصوفية وأهل الخير، تعمل على تقديم الخدمات الأخرى بجانب الطعام، مثل قضاء حوائج المساكين والفقراء وكذلك سداد الديون وآخرها هو الطعام الذى يستمر طوال أيام السنة، ومنها ما يكون فى أيام المولد والمواسم. يضيف سليمان أن فى الساحة التى تطوع بها يقومون بتقديم الثلاث وجبات إفطار وغداء وعشاء وبالكميات المختلفه وبالأصناف المختلفه والزوار، لا يمكن القول إن كل من يأكل فى الخدمة من الفقراء أو المحتاجين، فهى أنشئت من أجل خدمة جميع البشر، غنيا كان أم فقيرا. وعن الوجبات التى يقدمونها يقول إن الوجبات فى المواسم تكون لحوما مختلفة مع الأرز والخضراوات، وفى الأيام العادية تتنوع ما بين فول أو عدس ولحوم، ويوميا يتم عمل كميات تصل إلى عشرات الأرطال من الأنواع المختلفة، وفى رمضان تكون المائدة ممتلئة بالأنواع المختلفة، وقتى السحور والإفطار".
وتابع: "مولد النبى عليه الصلاة والسلام والإمام الحسين أكبر المواسم التى نعمل بها. يعمل جنود مجهولون من داخل الخدمة لتوفير الراحة لجميع الزوار والأحباب، سواء كانوا من سكان القاهرة أو المغتربين من جميع بلاد العالم وليس مصر، يعمل بتلك الخدمة الجنسان رجال ونساء، ومن هؤلاء كوثر على التى تخطت الخمسين، لا تفارق وجهها الابتسامة، منذ أن عملت فى «خدمة المولد» والتى اعتبرتها إنقاذا لها ولأسرتها".
تقول كوثر محمد على، إنه منذ انهيار منزلها الذى يجاور ساحة خدمة الطريقة الإدريسية بمسجد الحسين وهى تعمل منذ ثلاث سنوات وتشعر بنفس راضية بخلاف الروحانيات التى تعيش بها منذ أن انضمت لخدمة الأحباب والموردين، فالخدمة كما أكدت انها تعمل طوال أيام العام، وليس للطعام فقط فهناك الكثير الذى تقدمه مثل العلاج المجانى والمساعدات العينية والمادية.
