الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"البوابة نيوز" تدق ناقوس الخطر.. احذروا الحضانات غير المرخصة.. سعاد المصري: لجنة من التعليم والتضامن الاجتماعي لاختبار العاملين.. وليد هندي: تعذيب الأطفال سلوك عدواني بسبب الكبت الجنسي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دون توافر أى أسس تربوية وعلمية أو قانونية، ومع عدم تأمين حياة أرواح الأطفال الأبرياء، انتشرت الحضانات الأهلية غير المرخصة فى الشوارع والقرى، دون رقابة، وتستضيف هذه الحضانات الأطفال مقابل أجور رمزية، ودون متابعة من أولياء الأمور. والمشكلة الأكبر تتمثل فى أن المسئولين عن هذه الحضانات الدراسية، غير مؤهلين، وحتى الأماكن، التى تقام فيها غير معدة لهذا الغرض، ولا توجد بها أي خدمات.
هذه الحضانات العشوائية تسبب مشاكل نفسية واجتماعية للأطفال، خاصة فى هذه السن الصغيرة، ومنهم من يتعرض لإصابات تصل إلى الموت فى بعض الأحيان.وانتشرت هذه الكيانات العشوائية، لعدم وجود أماكن مؤهلة، بأسعار مناسبة لاستضافة الأطفال
«البوابة نيوز» تفتح هذا الملف الذى يشكل خطًا كبيرا على الأطفال وعلى المجتمع بشكل عام.
ومؤخرا انتشرت جرائم المعلمين فى الحضانات، حيث تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي، "فيس بوك"، مقطع فيديو يرصد ضرب معلمة لطفلة، لا تتعدى الثلاث سنوات، داخل حضانة بمحافظة الإسكندرية، ولم تلتفت إلى بكاء الطفلة الشديد، وقامت إحدى المعلمات، بتصوير الواقعة، وسط حالة من الضحك والمرح بضرب الطفلة.

كارما" ضحية حضانة "عالم سمسم"
قدم رجل يدعى محمد عبد العظيم، مقيم بقرية الجبل الأصفر التابعة لمركز الخانكة محافظة القليوبية بلاغا ضد حضانة أطفال تحت مسمى "عالم سمسم"، اتهم العاملين فيها بالإهمال والاعتداء بالضرب على ابنته الرضيعة وتعريضها للتعذيب.
ولاحظ الأب آثار تعذيب على وجه طفلته "كارما"، فتوجه لمركز شرطة الخانكة لتحرير بلاغ ضد الحضانة وتم عمل تقرير طبي للطفلة الذي أثبت بالفعل وجود إصابات بها.
"عاوز حق بنتي، دي مبتنامش بسبب الألم اللي فيها" بهذه الكلمات وجه والد الطفلة رسالته إلى محافظ القليوبية اللواء محمود عشماوي، للمطالبة بحق ابنته، واتخاذ الإجراءات القانونية.
وفي مشهد مشابه، شهدت دار الصحابة التابعة للجمعيات السلفية بقرية شلشلمون بالشرقية واقعة مشابهة، حينما تعدت معلمة الحضانة بالضرب المبرح على الطفلة "إلين" ذات الـ3 سنوات، وارتطام رأسها بأحد المقاعد مما أصابها بجروح وكدمات متفرقة بالجسم، وكان السبب هو رفض الطفلة ترديد كلمات الدرس خلفها بصوت عالي.
ورغم صرخات الطفلة من الإصابة التي لحقت بها، إلا أنه لم يتحرك أحد من مسئولي الحضانة لإسعافها، وظلت الطفلة بالحضانة حتى أتت والدتها لاستلامها واكتشفت ما حدث، وحينما سألت مسئولي الحضانة عما حدث وعدوها بالبحث في الأمر في اليوم التالي.
وعلى الفور، توجه والد الطفلة لتحرير محضر ضد مدير الحضانة حمل رقم 10299 جنح منيا القمح، وكان التقرير الطبي قد أكد إصابة الطفلة بالإضافة إلى تعرضها لصدمة نفسية بسبب ما تعرضت له.
وفي واقعة بشعة تعرض يوسف، ذو الـ6 أعوام، وشقيقه أحمد، صاحب الـ5 أعوام، للاعتداء الجنسي من صاحب إحدى الحضانات في مدينة 6 أكتوبر.
وترجع الواقعة حينما ذهبت الأم التي تدعى "رحمة" للاطمئنان على أحوال إبنيها، فوجدتهما في حالة إعياء شديدة، وحينما سألتهما أخبروها عما حدث معهما بأن مالك الحضانة تعدى عليهما جنسيا.
فحرر والدهما بلاغا بالواقعة، وتمنكت الأجهزة الأمنية من ضبط مالك الحضانة الذي يدعى "حمدان" 41 عاما، واعترف بارتكابه للجريمة، غير أنه تبين أن الحضانة غير مرخصة.

من جانبها طالبت النائبة سعاد المصرى عضو مجلس النواب، بوضع شروط صارمة فى اختيار العاملين فى الحضانات ودور الرعاية حتى لا تتكرر وقائع التعذيب التى حدثت مؤخرا فى العديد من دور الرعاية وبعض الحضانات على مستوى الجمهورية.
وأوضحت المصرى أن الهدف من هذه الشروط أن يكون العامل فى دور الرعاية والحضانة مؤهل للتعامل مع الأطفال وقاطنى هذه الدور لتفادى حدوث مشاكل للأطفال قد تلازمهم طوال حياتهم وتجعلهم عرضه للأفكار المتطرفة والإرهابية وغيرها من المخاطر، حتى يكونوا نواة جيدة للمجتمع.
واقترحت تشكيل لجنة من وزارة التربية والتعليم والتضامن الاجتماعى والطب النفسى لاختبار العاملين فى الدور بداية من العمال والمشرفين والمربين للوقوف على قدرتهم على التعامل مع الأطفال وقاطنى دور الرعاية، والجهة غير الملتزمة يتم تحذيرها ثم غلقها إن لم تستجب بعد ذلك.

ويقول حجازي شافعي، خبير قانوني، إنه بحسب المادة ٣٢ بقانون الطفل، على دور الحضانة أن تهدف إلى تحقيق أهداف محددة، وهى رعاية الأطفال اجتماعيًا وتنمية مواهبهم وقدراتهم، بالإضافة إلى تهيئة الأطفال بدنيًا وثقافيًا ونفسيًا وأخلاقيا تهيئة سليمة بما يتفق مع أهداف المجتمع والقيم الدينية، ونشر الوعى بين أسر الأطفال لتنشئتهم بشكل سليم، وتقوية وتنمية الروابط الاجتماعية بين دار الحضانة وأسر الأطفال، إضافة إلى تلبية حاجة الأطفال للترويح والترفيه ومزاولة الألعاب والأنشطة الترفيهية والفنية المناسبة حسب أعمارهم المختلفة.
ويضيف أن المادة ٣٣ من القانون تنص على أنه لا يجوز إنشاء دار للحضانة أو التغيير فى موقعها أو فى مواصفاتها قبل الحصول على ترخيص بذلك من السلطة المختصة،لافتا إلى أن المادة ٣٧، نصت على أن تتمتع دار الحضانة المرخص بها لشخص طبيعى بالشخصية الاعتبارية، وتتمتع كذلك بهذه الشخصية إذا كان الترخيص بها لشخصية اعتبارية ما لم يكن الترخيص ممنوحًا لجمعية من أغراضها إنشاء دار للحضانة.
وقال الدكتور وليد هندي، استشاري الطب النفسي، إن ما يقوم به بعض المعلمين يعد سلوك عدائي مع الآخرين، ويوجد العديد من العوامل التي تدفعهم الى ذلك منها "الكبت الجنسي وتأثيره على الوظائف النفسية والجسدية، والاصابة بالأمراض، وكذلك انخفاض نسبة الذكاء الذي يؤدي إلى عدم السيطرة على الأفعال، وعدم الثقة في الذات والحقد على الآخرين، والضغط النفسي، وسوء التنشئة الاجتماعية والرغبة في النيل من الآخرين".
وأكد هندي، أن المعلمين الذين يعنفون الأطفال بالحضانات، يمارسون شكل من أشكال التنمر، وهو أحد أشكال الإساءة والإيذاء من فرد لآخر، والتنمر يرجع إلى أن شخصيات هؤلاء استبدادية أو سيكوباتيه لديها نزعة إلى السيطرة والهيمنة، والتكبر وهى شخصيات ذات أبعاد نرجسية تتميز بسرعة الغضب والاستثارة.
وأشار استشاري الطب النفسي، إلى أن هذه العوامل تتجمع لتنتج التنمر من المعلمة ضد التلاميذ، موضحا أن هذا لديه "نزعة سادية" جعلتها لا تكتفي بعدم منع الإساءة الموجهة للطفل بل التلذذ بالتعذيب، والقيام بالتصوير والمساعدة على نشر هذا الفيديو للضحك عليها، وأن ما يحدث ضد الأطفال بالحضانات يعد امتناعا سلبيا وعدم القيام بمهام دورهم التربوي للطفل، لممارسة إجراء غير تربوي، يعاقب عليه القانون المدني قبل أن تجرمه لوائح المنظمة التعليمية، ولابد من معاقبة كل من يتورط فى هذه الممارسات كمرتكب جريمة.