السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

في مثل هذا اليوم..1896 سجن "كيرلس" بتهمة إفشاء أسرار عسكرية

توفيق كيرلس أفندى
توفيق كيرلس أفندى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ازدحمت محكمة عابدين بالجماهير، حتى أن بعض قاصديها دفعوا أجرا يتراوح بين نصف جنيه وجنيهين للشخص الواحد، حسبما يؤكد «إبراهيم الهلباوى» فى مذكراته «مكتبة الأسرة - القاهرة»، لحضور جلسة محاكمة الشيخ على يوسف، صاحب جريدة «المؤيد»، و«توفيق كيرلس أفندى» الموظف بمكتب تلغراف الأزبكية، فى القضية المرفوعة ضدهما من «ناظر الحربية» لنشر «المؤيد» برقية تلغراف صادرة من اللورد كتشنر قائد حملة الجيش المصرى إلى «دنقلة - شمال السودان».
كان المصريون قوام هذه الحملة، التى تستهدف إخضاع «دنقلة» لبريطانيا باحتلالها، وحسب أحمد شفيق باشا، رئيس ديوان الخديو عباس حلمى الثانى، فى مذكراته، فإن البرقية وردت لمكتب تلغراف الأزبكية باللغة الفرنسية إلى ناظر الحربية وتحتوى على «٥٦٦ كلمة» تتعلق بأحوال الحملة، وأخذت مباشرة من المكتب إلى نظارة الحربية، حيث سلمت لأحد «الجاويشية» الإنجليز، فأرسلها فورًا إلى ناظر الحربية بمنزله فتلاها بمفرده، واحتفظ بها، ولكن صدرت جريدة «المؤيد» وبها نص هذه الإشارة السرية مترجما إلى اللغة العربية.
قرأ «ناظر الحربية» الجريدة فاعتبر أن هذا إفشاء لأسرار عسكرية، ووفقًا لـ«شفيق باشا»، فإن «الناظر» كلف «ملحمة بك شكور» أحد كبار موظفى نظارته بالتوجه إلى مكتب التلغراف لمعرفة المسئول عن إذاعة هذه «البرقية»، وبعد التحقيق اتضح أن توفيق أفندى كيرلس الموظف بمكتب التلغراف هو الذى نقل الصورة حرفيا، وسلمها لـ«المؤيد»، فرفعت الدعوى العمومية على الشيخ على يوسف وتوفيق كيرلس أفندى، ونظرت القضية فى يوم ١٧ نوفمبر، وتولى الدفاع عن المتهمين إبراهيم الهلباوى بك وأحمد الحسينى بك.
أما «الأسرار العسكرية»، التى احتوت عليها البرقية فهى: «الوباء يفتك بالجنود المصريين» حسب تأكيد «أحمد بهاء الدين» فى كتابه «أيام لها تاريخ» ويلقى «الهلباوى» الضوء على هذه المرافعات: «كانت منصة القاضى مشغولة عن يمينه وشماله بكثير من رجال القضاء ورجال النيابة، وكان من بينهم صاحب الدولة المرحوم عبدالخالق باشا ثروت مندوبا بصفة رسمية من المستشار القضائى».
نطقت المحكمة حكمها فى مثل هذا اليوم «١٩ نوفمبر ١٨٩٦» وقضت ببراءة الشيخ على يوسف والسجن ثلاثة أشهر على عامل التلغراف.
استأنفت النيابة على حكم البراءة، واستأنف «توفيق كيرلس» على الحكم بسجنه، لكن محكمة الاستئناف أيدت الحكم.!!