الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"الزيتون".. أشجار ترعب الاحتلال.. إسرائيل تستخدم "محمية طبيعية" كغطاء لنهب الأراضي الفلسطينية واقتلاع الأشجار.. تقارير: اقتلاع وتدمير 2 مليون شجرة

«الزيتون».. أشجار
«الزيتون».. أشجار ترعب الاحتلال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ينفق الاحتلال أموالا طائلة سنويا بهدف قلع أشجار الزيتون من الأراضى المحتلة، حيث تعتبر أشجار الزيتون أحد الأعداء الرئيسية للاحتلال دينيا وتاريخيا، ويرى الصهاينة رسوخا لفلسطين جغرافيا، ما يستدعى إسرائيل، اقتلاعه ليكون بذلك قد اقتلع هوية البلد ويصبح تهويد الأرض سهلا.

وبات الهجوم على أشجار الزيتون ومزارعيها طقسا يؤديه المستوطنون اليهود يوميا، وهو ما ظهر جليا فى الفترة الأخيرة من عمليات التخريب الممنهجة على مزارع الزيتون بالأراضي المحتلة.

يذكر أن عددا من المواطنين الفلسطينيين أصيبوا السبت الماضي، خلال منع قوات الاحتلال فعالية لزراعة أشجار الزيتون فى بلدة عوريف جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة. حيث أصيب ثلاثة مواطنين بالرصاص الحي، فيما أصيب سبعة آخرون بالرصاص المعدني، بالإضافة إلى العشرات من حالات الاختناق بالغاز.

فيما أوضح رئيس مجلس قروى عوريف أنه كانت هناك فعالية لزراعة أشجار الزيتون فى منطقة المراح بالقرب من المدرسة الثانوية والمهددة بالمصادرة، وأن قوات الاحتلال تواجدت بكثافة فى المنطقة، ومنعت تنفيذ الفعالية. وأضاف، أن الجنود هاجموا المشاركين بالفعالية، وشرعوا فى إطلاق الرصاص الحى والمعدني وقنابل الغاز تجاه المشاركين.

وفى اليوم نفسه، اعتدى مستوطنون يهود على فلسطينيين بالحجارة أثناء قطفهم الزيتون فى منطقة جبل جالس شرق مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة. وقام مستوطنو «خفات جال» برشق مجموعة مواطنين أثناء جنيهم ثمار الزيتون فى جبل جالس بالحجارة، ما تسبب فى حالة من الرعب بين العائلات والأطفال.

كما حطم مستوطنون مزارع لأشجار الزيتون المعمرة فى الأسابيع الماضية فى المنطقة ذاتها وتعود ملكية الأشجار لإحدى العائلات، بهدف سرقة مزيد من الأراضى بغية توسعة البؤرة الاستيطانية على حساب أراضى وممتلكات المواطنين.

وكان قد قرر الاحتلال منذ عام ٢٠١٣ وتحديدا ما يسمى «الإدارة المدنية» التابعة للاحتلال الإسرائيلى اقتلاع آلاف أشجار الزيتون الفلسطينية فى وادى قانا بمنطقة سلفيت، وعمد موظفو تلك «الإدارة» إلى وسم الأشجار المقرر اجتثاثها، بذريعة أن الفلسطينيين زرعوها فى منطقة تعتبر «محمية طبيعية»، وغالبا ما يستخدم الاحتلال تعبير «محمية طبيعية» كغطاء لنهبه الأراضى الفلسطينية ومنع أصحابها الشرعيين من الاقتراب منها أو زراعتها.

ويزعم الاحتلال، من خلال «إدارته المدنية»، أن قرار الاجتثاث يهدف إلى «منع الإضرار بالمحمية» بسبب التوسع فى النشاط الزراعى الفلسطينى فى المنطقة؛ علما بأن أهالى قرية دير إستيا المجاورة هم الذين زرعوا الزيتون فى الوادي، وبالتالى فإن اقتلاعه يشكل انتهاكا صارخا لحقهم الوطنى الطبيعى فى فلاحة أراضيهم.

وبحسب ما كانت قد صرحت به «آفاق البيئة والتنمية» الفلسطينية اعتمادا على شهادة بعض الأهالى فإن موظفى ما يسمى «الإدارة المدنية» وضعوا علامات نحو ١٥٠٠ شجرة زيتون بهدف اقتلاعها، علما بأن وسم أشجار الوادى جاء فى سياق تحرك الاحتلال المتواصل ضد زراعة الفلسطينيين للأشجار فى الأراضى التى يسيطر عليها.

ومن ناحية أخرى، اقتحم جنود الاحتلال يوم الجمعة الموافق ١٧ من شهر أغسطس الماضى برفقة ما يسمى ضابط الأملاك الحكومية التابع للإدارة المدنية الإسرائيلية منطقة «القرينات» شمال غرب بلدة عرابة فى محافظة جنين، حيث شرعوا فى خلع وسرقة ٣٠٠ شجرة زيتون وإعدام كلى لـ٥٠ شجرة أخرى تتراوح أعمارها ما بين ١٧ -٣٠ عامًا، بالإضافة إلى قطع (٥) أشجار تين و(٥) لوزيات، وذلك بحجة أن تلك الأشجار تقع ضمن ما يعرف بأراضي الدولة بحسب وصف الاحتلال. يشار إلى أن الاحتلال تعمد إحضار شاحنات خاصة لنقل معظم الأشجار بعد قطعها إلى داخل مستعمرة «ميفودوتان» التى تقع على مسافة لا تتعدى ٨٠٠ م عن الأراضى المستهدفة هناك.

وفى عام ٢٠١١ كان قد كشف تحقيق إسرائيلي مهم نشر فى مايو فى جريدة هآرتس العبرية خفايا زحف شجر الزيتون المعمر الذى قد يزيد عمره على ألف عام، واستقراره فى أحياء وفيلل إسرائيلية راقية لم تشهد يوما إنجاب مثل هذا الشجر «بحسب ما ورد فى التحقيق».

الصحفية «زينشتين» فى تحقيقها، تيقنت من حيثيات المعلومات التى جمعتها، مشيرةً إلى أن عملية إحضار الشجر يأتى من خارج ما يسمى الخط الأخضر وتحديدا من قلب الحقول الفلسطينية، بحيث تنقل من هناك لمشاتل إسرائيلية تتولى عملية تسويقها وبيعها لأثرياء إسرائيل مقابل مبالغ تتراوح من ٣٠ ألفا إلى ١٠٠ ألف شيكل للشجرة الواحدة، حيث يتخذونها كقطعة أثرية لا تقدر بثمن.

وبحسب تقارير فلسطينية عديده تم اقتلاع وتدمير ٢ مليون شجرة زيتون فلسطينية وأكثر خاصة فى أثناء عملية فتح الطرق الالتفافية، وعمليات بناء الجدار وتوسعة الطرق والمستوطنات والمعسكرات، وتستهدف فى الوقت نفسه نوعا خاصا من شجر الزيتون يزيد عمره على عمر أقدم تاريخ مكتوب لليهود فى فلسطين، وهو «الزيتون الروماني» وتدمير وحرق هذه الشجرة بحد ذاته هو محاولة مدروسة ترمى إلى إعادة كتابة التاريخ على قاعدة أن تاريخ المنطقة القديم قد ابتدأ منذ ثلاثة آلاف عام فقط، أى منذ دخل اليهود إلى فلسطين.