مجلس الكنيسة يعمل على تحقيق وحدة الكنيسة في تنوعها، كهنة ورعية، لتتكامل في الفكر والرأي. التكامل لا يعني التطابق، بل المحبة وتجنب الخصومات التي تثمر الانشقاق والصراع وحسد التحزب.
وأعضائه يجب أن يكونوا أتقياء محبين وغيورين على مجد الله، ومن المشهود لهم بروح الكنيسة الأصيلة، وتقواهم، وخدمتهم، وخبرتهم العملية في الحياة، وأن يتسمون بالحكمة لا بالدهاء، وبالفطنة لا بالتحايل.
مجلس الكنيسة ليس مجرد هيئة تشريفية أو ديكورية ولا بحسب ولاءات أشخاصه، لكنه خدمة لتحقيق ثمرة العمل الكنسي الجماعي، بينه وبين الكهنة وبين الرعية؛ لأن العمل في الكنيسة ليس عمل انفرادي دكتاتوري. بل كل عضو في الكنيسة له دوره الوظيفي والحركي داخل الجسد الإلهي الواحد. فالذين هم ليسوا ضمن مجالس الكنائس هم أيضاً أعضاء عاملة حية وفاعلة، فلا أحد يمنع كل من يعمل في الكنيسة؛ لأن الانتماء للكنيسة أشرف وأكبر من الانتمائه لأي مجلس. فالجميع جسد واحد، لكن ليس لجميع الأعضاء نفس العمل الواحد.
مجلس الكنيسة عليه فهم طبيعة دوره الخدمي في ضوء المعنى اللاهوتي للكنيسة، لأنه ليس كالمجالس المؤسستية العلمانية. فالكنيسة هي عائلة مع القديسين ورعية أهل بيت الله، وبدون نعمة الله وعمله لا تنفع كل الجهود العاملة شيئًا؛ لأن نعمة الله هي التي تعمل في الكنيسة. وعلى من يريد أن يكون أولاً فليكن خادمًا للكل، وبالأكثر من يرى نفسه خادمًا لله وحده ولا مجد له في هذا العالم. فلا يفتخر الجبار بجبروته ولا الغني بغناه، بل افتخار الجميع واحد؛ لأن الجميع في الكنيسة لهم ذات البركات بلا تمييز بسبب كرامة أو سلطة أو غنىً.
وكما أن لكل مؤسسة أهدافها، فالكنيسة التي عملها إلهي- بشري من أولوية أهدافها خلاص النفوس وتهيئة استعداد الشعب بالتقديس لله؛ وكل ما يحقق هذه الأهداف مرحليًا على المدى الطويل أو القصير هو المسار المرغوب من دون انقسام؛ لأن الانقسام يُسيء إلى جسد المسيح.
مجلس الكنيسة عمله له احترام ووقار خاص، يختص ببيت الآب الذي جعل بيته بيت صلاة لا تجارة. لذلك لا بد أن تضبطه وتحكمه الآداب والأخلاق المسيحية في الحوار والنقاش والاختلاف للوصول لأفضل الأفكار العملية من أجل نهضة الكنيسة ومجدها؛ لأن كنيسة المسيح يحكمها المسيح ويضبط إيقاعها ويحفظ مسارها بالمحبة التي هي عصب كل خدمة، والتي تجعل (المحبة) الإقناع والتَرَيُّث والاستقامة من ثوابت العمل ليكون بلياقة وترتيب من أجل بنيان جسد الكنيسة وتكميل احتياجات القديسين.