أقامت الكنيسة اللاتينية بالخليل في فلسطين صلاة القداس بمشاركة عدد من المسيحيين المحليين، والحجاج والكهنة والراهبات والرهبان البندكتيين، وأقيم القداس تذكارًا لمعجزة إطعام 5000 شخص بخمسة أرغفة وسمكتان فقط.
وتعتبر حديقة الطابغة المثمرة على الشاطئ الشمالي من بحيرة طبريا الموقع الذي قام فيه المسيح بإطعام 5000 شخص بخمسة أرغفة من الخبز وسمكتين (متى 14:13-21).
وقد شيدت كنيسة تكثير الخبز والسمك في هذا الموقع خلال القرن الخامس. واكتشف عاملو إعادة البناء المعاصرون الأرضيات الفسيفسائية المعقدة للكنيسة وقاموا بإعادة بناء ما تضرر منها. وتوجد في الطابغة كذلك كنيسة القديس بطرس، حيث يروى أن المسيح قد ظهر بمعية تلاميذه بعد القيامة.
وعثرت على بقايا كنيستيْن بيزنطيتين، في نفس الموضع الذي يعتقد أنه شاهد على المعجزة، وفي عام 1932 اكتشف الأب يوهان مادر، وهو راهب بندكتي، الصخرة الشهيرة والفسيفساء القديمة التي تصور الأرغفة الخمسة والسمكتين التي كثّرها يسوع لإشباع الجموع.
وقامت جمعية الأرض المقدسة الألمانية في عامي 1911 و1931 بحفريات في الطابغة وهي المنطقة المتاخمة لبحر الجليل بفلسطين.
وخلال الاحتفال أوضح النائب البطريركي للاتين في القدس وفلسطين المطران بولس ماركوتسو المغزى من هذا الحدث، وقال إنه يمثل المدبر الرسولي في القداس الذي شاركه فيه أيضا النائب البطريركي للاتين في الناصرة الأب حنا كلداني الذي استعرض بدوره في كلمة له تفاصيل الوليمة المعجزة التي أطعم من خلالها يسوع الجموع الغفيرة.
وفي عظته أشار المونسنيور بولس ماركوتسو النائب البطريركي للاتين في القدس وفلسطين، إلى أهمية مكافحة الفقر بكل أنواعه. ومع انتهاء القداس تبادل المؤمنون السلام ثم تناولوا القربان المقدس على وقع الترانيم الدينية التي ترددت أصداؤها في الكنيسة، ووزع الرهبان والراهبات سلال الأرغفة تجسيدا للمعجزة التي يُحتفلُ بها كل عام في هذا المزار المقدس.
ويتدفق الحجاج على موقع اجتراح المعجزة التي رواها الإنجيليون الأربعة: "وَبَعْدَ سَاعَاتٍ كَثِيرَةٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «الْمَوْضِعُ خَلاَءٌ وَالْوَقْتُ مَضَى. اِصْرِفْهُمْ لِكَيْ يَمْضُوا إِلَى الضِّيَاعِ وَالْقُرَى حَوَالَيْنَا وَيَبْتَاعُوا لَهُمْ خُبْزًا، لأَنْ لَيْسَ عِنْدَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ». فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا». فَقَالُوا لَهُ: «أَنَمْضِي وَنَبْتَاعُ خُبْزًا بِمِئَتَيْ دِينَارٍ وَنُعْطِيَهُمْ لِيَأْكُلُوا؟» فَقَالَ لَهُمْ: «كَمْ رَغِيفًا عِنْدَكُمُ؟ اذْهَبُوا وَانْظُرُوا». وَلَمَّا عَلِمُوا قَالُوا: «خَمْسَةٌ وَسَمَكَتَانِ». فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوا الْجَمِيعَ يَتَّكِئُونَ رِفَاقًا رِفَاقًا عَلَى الْعُشْبِ الأَخْضَرِ. فَاتَّكَأُوا صُفُوفًا صُفُوفًا: مِئَةً مِئَةً وَخَمْسِينَ خَمْسِينَ. فَأَخَذَ الأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ، وَبَارَكَ ثُمَّ كَسَّرَ الأَرْغِفَةَ، وَأَعْطَى تَلاَمِيذَهُ لِيُقَدِّمُوا إِلَيْهِمْ، وَقَسَّمَ السَّمَكَتَيْنِ لِلْجَمِيعِ، فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعُوا مِنَ الْكِسَرِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَمْلُوَّةً، وَمِنَ السَّمَكِ. وَكَانَ الَّذِينَ أَكَلُوا مِنَ الأَرْغِفَةِ نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُلٍ.