قال الكاتب الكبير محمد أبو العلا السلاموني خلال كلمته بالجلسة الأولى لمؤتمر دور الدراما السينمائية والتليفزيونية فى دعم مشروع الدولة فى بناء الإنسان والتي حملت عنوان الإرهاب والمبدعون يمتنعون:أنه ربما تكون هذه الدراسة المتواضعة صادمة للكثيرين من المبدعين خصوصًا وهى ترصد بكل صدق وأمانة ظاهرة التطرف والعنف والإرهاب الديني الذي يجتاح وطننا الآن.
وتابع السلاموني: منذ أعقاب سقوط دولة الإخوان المسلمين في ثورة 30 يونيو فقط، ومنذ نشأة هذه الجماعة بعد سقوط دولة الخلافة العثمانية في تركيا على يد مصطفى كمال أتاتورك وفي ظني أنه فيما بين هذين السقوطين المدويين لم ينتبه الإبداع العربي وبكل أسف إلى رصد هذه الظاهرة المخيفة.
وأوضح السلاموني: المبعون ظلوا بعيدًا عن خوض غمار التجربة إما طلبًا للسلامة أو خوفًا من العواقب أو جهلًا وتجاهلًا لأهيمتها، وإذا كانت هناك إبداعات في هذا الصدد فهى متواضعة وضئيلة إلى حد كبير ولا تتفق وحجم ومكانة الإبداع بكافة أنواعه.
وتابع: إننا لنعجب أن تثار قضايا هامة مثل السلطة الدينية والسلطة المدنية ومصير دولة الخلافة ونظم الحكم الديمقراطية والمبادئ العلمانية في بداية القرن العشرين وهى الفترة الليبرالية التي نعتز بها دون أن نتصدى لها إلا في إطار نظري تقليدي وعلى استحياء شديد وهى مجرد اجتهادات فكرية مجردة بعيدًا عن إبداعات المبدعين ولا يوجد قصيدة أحمد شوقي المتواضعة في رثائه لسقوط دولة الخلافة في تركيا.
وأكد السلاموني: أنه لم يفكر المبدعون في تناول هذه القضايا الجوهرية رغم خطورتها والتي كان من الممكن لهم أن يسهموا بإبداعاتهم الأدبية والفنية في التأثير على حركة المجتمع وتوجيهه نحو مسار الدولة المدنية الحديثة، بدلًا من الردة التي كبّلت مساره فترات طويلة وجعلت خطواته خطوة للأمام وخطوتين للخلف.