قال الدكتور عبد المنعم المشاط، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة: إن العلاقات المصرية الصينية شهدت تطورا إيجابيا كبيرا منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن انضمام مصر إلى مجموعة (بريكس) للاقتصاديات الأسرع نموا في العالم أصبح ضرورة مُلحة، وأنها مؤهلة لذلك بعد عملية الإصلاح الاقتصادي الضخمة التي قامت بها، وأن السعي نحو الانضمام للمجموعة يجب أن يكون على أجندة مصر في السنة القادمة".
وأضاف الدكتور المشاط في بكين على هامش حضوره لقاء "حوار الحضارات" الذي نظمته الصين بمشاركة اليونان والهند - إن هناك زيارات كثيرة متبادلة بين القاهرة وبكين ، حيث يزور الرئيس السيسي الصين سنويا في مناسبات مختلفة، فيما زار الرئيس الصيني "شي جين بينج" مصر قبل نحو عامين، وقام نائب الرئيس الصيني "وانغ تشي شان" بزيارة لمصر الشهر الماضي.
وتابع المشاط إننا في مصر بالقطع نحتاج إلى استثمارات صينية، في الوقت الذي تحتاج فيه الصين إلى مصر كمدخل لأفريقيا، وأن المطلوب الفترة القادمة هو توثيق العلاقات ليس فقط الاقتصادية ولكن أيضا الثقافية، مع زيادة عدد البعثات التعليمية بين البلدين، وفتح المجال بشكل أكبر أمام قدوم طلاب صينيين إلى مصر لدراسة الحضارة والمجتمع المصري.
وأشار إلى أنه في إطار التعددية الدولية، أصبح من المؤكد أن التنوع في السياسية الخارجية المصرية أمر يخدم الأهداف القومية المصرية، وأن أحد عوامل ومظاهر التعددية هو توثيق العلاقات مع الصين وروسيا وغيرها من الدول، مع التأكيد على أن علاقات مصر بأية دولة ليست قيدا على علاقتها بدولة أخرى.
ونوه بأن الصين دولة مركزية في النظام الدولي، ودولة صاعدة، وستظهر كدولة مهمة جدا في النظام الدولي في وقت قريب، وأصبح دورها في كثير من المناطق حول العالم ومنطقة الشرق الأوسط يتزايد، مؤكدا أن مصر أيضا دولة مهمة ومركزية في المنطقة، وأنه انطلاقا من ذلك أصبح من الطبيعي أن تتطور العلاقات وتتوثق بين البلدين، وعلينا الاستفادة من التطور التكنولوجي الصيني لأنه يتناسب مع البيئة والأوضاع في مصر.
وأضاف المشاط أنه يجب الاستفادة من وزن الصين على المستوى الدولي لمناصرة القضايا العربية خاصة الفلسطينية، وينبغي الاستفادة من وجود الصين كعضو دائم في مجلس الأمن، لا سيما وأنها تتخذ مواقف مؤيدة جدا للقضايا العربية في الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية.
وأكد المشاط أهمية الاستفادة من العلاقات المتزايدة للصين في أفريقيا أثناء رئاستنا للاتحاد الأفريقي العام القادم، وذلك عبر التنسيق الثنائي مع الصين لتحسين الأوضاع في أفريقيا وفتح مجالات أوسع للتعاون المصري الصيني في أفريقيا.
