لم يكن إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي، مدينة أسوان عاصمة للشباب الأفريقى لعام ٢٠١٩، واستضافتها منتدى الشباب العربى والأفريقي، مثيرًا للدهشة، إذ إن أسوان تعد مدينة ذات تاريخ ثقافى وأثرى عريق، ضارب بجذوره فى تاريخ الإنسانية كلها، بالإضافة إلى أنها مهد ومسقط رأس الكثير من المثقفين الكبار، فى مقدمتهم الكاتب الكبير الراحل عباس محمود العقاد.
وتضم أسوان، عروس النيل، وبوابة مصر نحو عمق القارة الأفريقية، بعض المزارات التى تمثل مقصدًا مهمًا للسياحة الدينية، مثل مسجد بدر بالطابية، والمسجد الجامع، ودير القديس الأنبا هدرا، وكاتدرائية الكاثوليك، إضافة إلى السياحة البيئية المتمثلة فى قرية غرب سهيل بمدينة أسوان، وحى منشية النوبة بمدينة أبوسمبل السياحية، وأيضًا قرية غرب أسوان، حيث تتميز هذه الأماكن بالطبيعة الساحرة، كما أنها تتميز بأن كل منزل فيها يعتبر مصنعًا صغيرًا، أو ورشة للمنتجات المحلية من الخرز والقماش والخوص والمعادن، التى تستخدم فى صناعة الحلى ومنتجات النخيل، إلى جانب تميزهم فى الفنون والحرف اليدوية.
وأصبحت هذه القرى فى محافظة أسوان صديقة للسائح، الذى يحرص على زيارتها لأنه يجد فيها كرم الضيافة والراحة النفسية مع أهل القرية، كما تستمتع الأفواج السياحية برحلات السفارى ورحلات الجمال على الجانب الغربى للنيل حتى قرية غرب سهيل.
كما تتميز أسوان بكونها مقصدًا مهمًا للسياحة العلاجية، المتمثلة فى رمالها الزاهية، التى تتميز بدورها الكبير فى علاج الروماتيزم، بجانب السياحة النيلية بالمراكب والفلوكة التى يعشقها السياح، الذين يستمتعون بالطبيعة الساحرة وسط الجزر النيلية وصفاء الجو، بجانب «الكروز» من أسوان للأقصر والعكس للتمتع بالمناظر الخلابة، وزيارة المواقع الأثرية مثل معابد إدفو وكوم أمبو... وغيرها.
وتعد معابد أسوان الفرعونية قبلة للكثير من الزائرين من مختلف دول العالم، لاكتشاف إبداع الحضارة الفرعونية العريقة، وفى مقدمتها معبد أبوسمبل، الذى يضم معبدى الملك رمسيس الثاني، وزوجته الملكة نفرتاري، على ضفاف نهر النيل جنوب مدينة أسوان.
وتضم أسوان أيضًا الكثير من المتاحف، وأشهرها متحف النوبة، الذى أنشئ عام ١٩٩٧، ويقع المتحف فى منطقة أثرية من أجمل المناطق الموجودة بأسوان؛ حيث يحتل ربوة عالية بجوار مقياس النيل، ويتميز التصميم المعمارى للمتحف بالطراز النوبي، الذى استوحاه المصممون من المقابر الفرعونية، وحصل المبنى على جائزة أجمل مبنى معمارى فى العالم عام ٢٠٠١.
