السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"باليرمو".. العالم يعتمد الرؤية المصرية لإنقاذ ليبيا.. الجيش الليبى: «حفتر» عقد لقاءات ثنائية مع رؤساء دول الجوار ولم يشارك فى أعمال المؤتمر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الجيش الليبى: «حفتر» عقد لقاءات ثنائية مع رؤساء دول الجوار ولم يشارك فى أعمال المؤتمر
استضافت مدينة باليرمو الإيطالية مؤتمر «من أجل ليبيا»، يومى ١٢ و١٣ نوفمبر الجاري، برعاية رئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتي، ومشاركة أكثر من ٣٠ دولة، ومنظمة الأمم المتحدة، والاتحادين الأفريقى والأوروبي، وجامعة الدول العربية، والبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، إضافة لرئيس المجلس الرئاسى الليبى فائز السراج، ورئيسى مجلس النواب والأعلى للدولة، عقيلة صالح، وخالد المشري، وسياسيين وممثلين عن المجتمع المدني.
وأكد البيان الختامى للمؤتمر الذى تلاه رئيس الوزراء الإيطالى فى مؤتمر صحفى مع غسان سلامة المبعوث الأممى لليبيا، أنه يدعم جهود القاهرة لبناء مؤسسة عسكرية موحدة ويؤكد على دعم الخطة الأممية وجهود مكافحة الإرهاب.
واعتبر المشاركون أن الاتفاق السياسى الموقع فى مدينة الصخيرات المغربية فى ديسمبر ٢٠١٥ هو الإطار العملى الوحيد لمواصلة مسار شامل ومستدام نحو تحقيق الاستقرار فى ليبيا، مؤكدين على ضرورة توحيد المؤسسات الليبية، لضمان سلامة مواطنيها من جميع التهديدات، بما فى ذلك الإرهاب، وحماية الثروة الطبيعية والموارد المالية وإدارتها إدارة سليمة، بما فى ذلك التراث الثقافى.
وحث المشاركون المؤسسات الليبية لاعتماد جدول زمنى واضح لإنهاء ازدواجية المؤسسات، محذرين بأن من سيقوضون أمن ليبيا أو يعرقلون العملية الانتخابية سيحاسبون، وأكد المشاركون الليبيون التزامهم باعتماد قانون الاستفتاء لاستكمال العملية الدستورية، واحترام نتائج الانتخابات المنتظرة.
وعلى المستوى الأمني، دعم المشاركون للحوار الذى تقوده مصر لبناء مؤسسة عسكرية موحدة ومهنية، مؤكدين دعمهم لجهود مكافحة الإرهاب، فالأمن شرط أساسى لتحقيق الاستقرار السياسى والاقتصادى المستدام، مع ضرورة استكمال الترتيبات الأمنية بالعاصمة طرابلس، وتنسيق الجهود الإقليمية والدولية للتصدى للهجرة ومكافحة الاتجار بالبشر.
وعلى المستوى الاقتصادي، رحب المشاركون بالالتزام الليبى تجاه الاتفاق على اختصاصات المراجعة المالية للبنك المركزى الليبى وفرعه الشرقى الموازى والعمل من أجل إعادة توحيد المؤسسات الاقتصادية، من خلال الحوار الميسر الذى تقوم به بعثة الأمم المتحدة، وإطلاق حوار معزز حول الشفافية المالية وتنفيذ الموازنة.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبى كونتي، خلال المؤتمر الصحفي، إنه اعتمد على «كلمة شرف» من المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي، بالمشاركة فى المؤتمر خلال لقاء جمعهما فى روما نهاية الشهر الماضي، مضيفا: «لم أكن قلقا حتى عندما نشرت بعض المواقع الليبية أنباء تفيد بأنه لن يأتي».
وصرح المبعوث الأممى إلى ليبيا غسان سلامة، خلال المؤتمر الصحفي: «لمست ورأيت مستوى أعلى من التقارب بين الأطراف الليبية، والمؤتمر مهد الطريق لانعقاد الملتقى الوطني، ورأيت إجماعا من المجتمع الدولى دعمًا للملتقى»، ومؤتمر باليرمو رسالة واضحة وقوية توحى بوحدة المجتمع الدولى بشأن ليبيا على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية.
فيما اقترح القائد العام للجيش الليبى خليفة حفتر، خلال الاجتماع رفيع المستوى الذى شارك فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعدد من الرؤساء ورؤساء الحكومات، نقل مهام القائد الأعلى للجيش لـ«القائد العام»، لفترة انتقالية حتى إجراء الانتخابات الرئاسية ثم تسلم المهام لرئيس الدولة المنتخب.
ورفض «حفتر» مصطلح توحيد الجيش، مضيفا: «هناك إعادة تنظيم وهيكلة للجيش، ويبلغ عدده الآن ٨٠ ألفا، ويصرفون مرتباتهم، وتكلف قواته بمهام، ولا يمكن قبول الميليشيات فهناك شروط للانضمام للجيش، وأطالب كل الضباط والجنود الذين لم يلتحقوا حتى الآن بالانضمام فلا يوجد جيش فى الشرق والغرب والجنوب، وإنما هو جيش موحد».
وأكد الجيش الليبي، أن «حفتر»، وصل إلى إيطاليا للمشاركة بالقمة الأمنية المصغرة وعقد لقاءات ثنائية مع رؤساء دول الجوار والطوق، نافيا مشاركته فى أعمال المؤتمر، كما غاب عن الصورة التذكارية لـ«باليرمو».
وكشف أن الاجتماع ناقش كل القضايا الأمنية المتعلقة بمكافحة الهجرة غير الشرعية، والإرهاب، وكل الجرائم العابرة للحدود، وتأمين حدود ليبيا مع دول الجوار.
وقالت الممثلة السامية للشئون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبى فيديريكا موغيريني: إن مشاركة الاتحاد بمؤتمر باليرمو لدعم الليبيين أولا وقبل أى شيء، مشيرة إلى دعم الاتحاد للشعب الليبى بأكثر من ٣٧٠ مليون يورو خلال السنوات الماضية.
ورحبت المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، بمخرجات مؤتمر باليرمو، ومساعدته فى كسر الجمود السياسي، لضمان مستقبل آمن ومزدهر لجميع الليبيين، مؤكدة التزام بلادها بضمان مساءلة جميع من يقوضون سلام ليبيا وأمنها واستقرارها.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية، إن هناك زخما عقب مؤتمر باليرمو، يجب استغلاله لإحراز تقدم فى ليبيا، مضيفة: «علينا ضمان استمراره خلال الفترة التى تسبق انعقاد المؤتمر الوطني».
وأكد مفتاح الكرتيحى عضو مجلس النواب الليبي، وعضو وفد المجلس المشارك فى مؤتمر باليرمو أن الحوار السياسى بين الأطراف الليبية لن يجدى وإن استمر عشر سنوات، مضيفا: «الحل الوحيد دعم المجتمع الدولى لليبيا، ومساعدة الشعب لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة فى نفس اليوم، وسط تأمين ورقابة دولية كبيرة للجان الاقتراع، مع التزام كل أطراف النزاع بنتائجها مهما تكن».
وكشف «الكرتيحي» فى تصريح خاص لـ«البوابة»، عن خلافات كبيرة داخل مجلسى النواب والأعلى للدولة، وأنهم منقسمان على أنفسهما، متسائلا: «كيف يتفقا معًا على حل سياسي، ونحن فى خلاف مستمر منذ سنوات، رغم مباحثات الصخيرات المطولة واجتماعات دولية عديدة آخرها باريس وباليرمو، ولم نتفق على حل سياسي».
وعن مخرجات باليرمو، قال: «المخرجات نتفق معها فيما يتعلق بالشقين الأمنى والاقتصادى وكذلك المبادئ التى اتفقت عليها الأطراف الدولية المشاركة، ولكن ذلك لم يأت بجديد عما خرج به مؤتمر باريس باستثناء تأييد ما جاء بإحاطة المبعوث الأممى إلى ليبيا لمجلس الأمن الخميس الماضي».
وحذر «الكرتيحي»، من أنه حال انعقاد الملتقى الوطنى وسط هذا الانقسام السياسى الحالى سيكون خطوة لمزيد من تعميق الأزمة وليس حلها، وتابع: «المبعوث الأممى لا يدرك التركيبة الاجتماعية للشعب الليبي، ومن الصعب أن تتفق مدينة أو قبيلة على ممثل أو اثنين لها بالملتقى، إضافة لوجود مشاكل نتجت خلال السنوات الماضية بين القبائل الكبرى بسبب التهجير وعمليات القتل وما ترتب عنها من ثأر».
وحمل «الكرتيحي» قطر وتركيا المسئولية عن عدم استقرار الوضع بسبب تدخلهما فى الشأن الداخلى الليبي، الذى وصفه بـ«السافر»، مختتما بأن الدولتين حاضنتان للميليشيات المسلحة، ودعمت منظمة فجر ليبيا التابعة لجماعة الإخوان، والاشتباكات التى حدثت بطرابلس أكتوبر الماضى استخدمت فيها أسلحة حديثة.