الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

"فاينانشيال تايمز": الأتراك في مرحلة "شد الحزام"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا تزال الأزمة الاقتصادية في تركيا تلقي بظلالها على جميع القطاعات، إلى الدرجة التي أجبرت الأسر التركية على قضاء يومهم بنصف وجبة، نتيجة الارتفاع غير المسبوق في أسعار الغذاء؛ بعدما وصل معدل التضخم حتى أكتوبر الماضي 25% وهو أعلى مستوى منذ العام 2003، فيما أعلنت نحو 3000 شركة إفلاسها، بسبب التعثر وتفاقم الديون.
وأشارت صحيفة "عثمانلي" التركية، في تقرير لها نشرته اليوم الثلاثاء، إلى أن الليرة التركية فقدت نحو 40% من قيمتها ما انعكس ذلك على ارتفاع الأسعار وركود الأسواق، فيما فشلت الحكومة في كبح جماح التضخم، رغم إطلاقها أكثر من برنامج رفع هذا الشعار، فيما يحمل خبراء الاقتصاد، الرئيس التركي مسئولية الأمر، بسبب ما يعتبرونه سياسية مالية عشوائية.
من جهتها تحدثت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية عن الأزمة الاقتصادية في تركيا، مشيرة إلى التجار الذين تأثروا اقتصاديا.
وتجولت مراسلة الصحيفة البريطانية، لورا بيتل، فى منطقة بيرم باشا في إسطنبول، متحدثة مع التجار الذين تأثروا بالأزمة الاقتصادية، التي ازدادت سوءا في الشهور الأخيرة، وكتبت المراسلة: "رغم التعافي الظاهري لسعر صرف الليرة التركية إلا أن تأثير التعافي غير ملحوظ على الإطلاق، وهذا ما لمسته خلال جولتي في منطقة بيرم باشا التجارية".
وأكدت بيتل، أن التجار هم الأكثر تضررا فى الأزمة، وقالت: التجار يختنقون في وسط الأزمة مع تباطؤ معدلات النمو، إن علامات الركود الاقتصادي المتزايد تظهر في كل مكان في مناطق الطبقات العمالية.
وتحكي "بيتل" عن ملاحظتها بأن النساء التركيات أصبحن أكثر حذرا عند التسوق من أجل شراء أطعمة المنزل والمواد الغذائية، وحصلت على هذا الانطباع من تصرفات النساء التي رأتها في متاجر بيرم باشا، وقالت إن أصحاب المحلات التجارية في المنطقة أغلقوا قوائم الطعام ببطاقات لاصقة، حيث لا تزال الأسعار ترتفع، كما اختلفت عادات الطعام في المطاعم، فأصبح الأتراك يرجحون تناول نصف وجبة من اللحوم المصنعة بدلا من وجبة كاملة، بعد ارتفاع الأسعار.
يقول أحد التجار للمراسلة البريطانية، إنه يسوق منتجاته في أكثر من مكان بالمدينة، لكنه عانى من خسارة 30% من رأس ماله بسبب العملة والتضخم، وتابع: اضطررت إلى تسريح ثلاثة من العمال، لم أكن أريد ذلك، ولكن كان لا بد من خفض المصروفات، إنه وقت شد الحزام.
يخشى التجار الأتراك من أن تصل الأزمة الاقتصادية الحالية إلى أبعاد أكثر خطورة كما حدث فى 2009. وقالوا: لا نعلم ما الذي يجب أن تفعله الحكومة، لكن يجب أن تفعل شيئا، وأرجع بعض تجار بيرم باشا السبب في هذا الاختناق الاقتصادي إلي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذى فرض عقوبات تجارية على بلادهم على خلفية احتجاز القس أندور برانسون.
وكانت كالة التصنيف الائتماني الدولي "موديز" وجهت صفعة قاسية جديدة إلى الرئيس التركي رجب أردوغان، وأعلنت قبل أيام يأسها من تحسن الاقتصاد التركي، وقالت: "إن الانهيار مستمر حتى منتصف 2019 المقبل، على الأقل، وفقا لتقريرها لعام 2019-2020".
وكشف التقرير، الذي نشره موقع أفرنسال التركي، أن الاقتصاد بدأ ينهار وينكمش بشكل سريع عقب أزمة انخفاض قيمة الليرة، مشيرا إلى أن التضخم المزدوج وارتفاع سقف الديون وانخفاض القروض البنكية والقوة الشرائية للأسر واستهلاك القطاع الخاص وممارسة الضغط على الاستثمارات تسبب في انكماش الاقتصاد.
وقال التقرير إن التخفيضات الضريبية المعلنة ستحقق زيادة مؤقتة في الاستهلاك، بالإضافة إلى أن أسعار الفائدة المرتفعة للغاية ستحول دون إبطاء الاقتراض بالنسبة للمنتجات باهظة الثمن مثل السيارات والسلع البيضاء، وتوقع انكماش الاقتصاد عام 2019 بنسبة 2.0%، أي أنه ارتفع عن نسبته الـ1.5% في العام الجاري، مشيرا إلى أن التباطؤ المنتظر في القروض والتضخم العالي يعيق تقدم الاقتصاد.