الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

كمال زاخر يكتب: الأسقف إشكالية الاستقالة (١)

كمال زاخر
كمال زاخر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثارت أخبار استقالة أسقف ملبورن الأنبا سوريال، والتى انطلقت من إعلان نشره الأب الأسقف فى حسابه على موقع الفيسبوك، موجات من ردود الفعل المتباينة، وخلفت العديد من التساؤلات داخل الكنيسة وخارجها، وعلى الرغم من أن بيان الاستقالة جاء مقتضباً ولم يفصح عن الدوافع التى أدت اليها، إلا أن الحدث يدفع بكنائس المهجر إلى السطح مجدداً، وقد صارت رقما مهما فى المعادلة الكنسية، والسياسية بان، وصار البحث فى مستقبلها ضرورة، خاصة مع التطورات التى تشهدها سواء فى انتشارها خاصة فى بلاد الغرب بأوزان مختلفة، وظهور جيل ثالث من رعيتها، يحمل ثقافة موطن الميلاد والنشأة، ولم يعد يندرج تحت مسمى "أقباط المهجر" الذى أطلق على جيل الآباء والأجداد الرعيل الأول من المهاجرين، بتعدد توقيتات ودوافع الهجرة، وظنى أن شأنهم شأن بقية التجارب التى سبقتنا، مهاجرو الشام مثالاً، يصح تسميتهم بحسب موطن الهجرة؛ أمريكان من أصل مصرى، أو إنجليز من أصل مصرى، أو كنديين أو ايطاليين أو غيرهم من أصل مصرى.
وقبل أن نسترسل فى قراءة ملف كنائس المهجر، واشكالياته، نتوقف عند "الأسقف" القبطى فى عمومه، ماهيته، ومسئولياته، ومشروعية تقاعده أو استقالته، أو إقالته، وقد وجدت العديد من الكتب التراثية والمعاصرة التى تناولت ضمن أطروحته هذا الأمر، أستأذن القارئ فى التوقف عندها فى إيجاز للتعرف عليها، ثم نبحر فى قضيتنا
• مجموعة الشرع الكنسى ـ أو قوانين الكنيسة المسيحية الجامعة 
جمع وترجمة وتنسيق الأرشمندريت حنانيا الياس كساب، صدر عن كنيسة انطاكية ضمن منشورات النور، الطبعة الثانية 1998 (صدرت الطبعة الأولى 1975).
وهو يعرض نصوص قرارات المجامع المسكونية السبعة، باختلاف موقف الكنائس منها، والمجامع المكانية التى عقدت فى الفترات التى تخللت المجامع المسكونية تلك، ويعرض مع كل قانون أهم التعليقات عليه، وقد أعتمد بشكل اساسى فى التعليق على مجموعة "البيذاليون" والتى تضم قوانين الرسل والمجامع والآباء باللغة اليونانية والتى ترجمت إلى الإنجليزية ونشرتها جمعية الثقافة الأرثوذكسية بولاية شيكاغو عام 1957، فضلاً عن التعليقات والمقدمات التى تناولت نفس المجامع فى "المجموعة الأمريكية" ـ جمع وتنسيق العالم هنرى برسيفال.
• علم الإكليروس
دراسة تحليلية للقوانين التى تحكم الأساقفة والقسوس والشمامسة وكل الإكليروس، تأليف الدكتور المستشار عونى برسوم، أستاذ القانون الكنسى والأحوال الشخصية بالكلية الإكليريكية (سابقاً) وأستاذ القانون الأنجلو أمريكى بكلية الحقوق جامعة القاهرة.
الطبعة الثانية 2005 (صدرت الطبعة الأولى 1979).
• الكنيسة المسيحية فى عصر الرسل 
كتاب يؤرخ لكنيسة الرسل، النشأة والإنتشار، والعقائد والإيمان، والطقوس والممارسات وقوانينها وابطالها. 
تأليف الأنبا يؤانس اسقف الغربية (المتنيح) الطبعة السابعة 2012. وقدم له فى طبعته الأولى (1971) قداسة البابا شنودة الثالث حين كان مؤلفه راهباً باسم القمص شنودة السريانى، وقال عنه (أنه كتاب يعطيك صورة واضحة عن الكنيسة فى عصر آبائنا الرسل، وفى عصر تلاميذهم الذين اصطلح على تسميتهم بالآباء الرسوليين، صورة متكاملة تشمل كل شئ : التاريخ، والحياة، والعقيدة، والإيمان، والعبادة، والحياة الروحية ... إنها صورة ... ليست مجرد أحداث، بل هى حياة....).
• الأسقف فى الكنيسة 
يأتى ضمن مجموعة (تعرف إلى كنيستك) الصادرة عن كنيسة انطاكية للروم الأرثوذكس بلبنان ـ منشورات النور ـ لمجموعة من المؤلفين يتقدمهم المطران جورج خضر، ويتناول الكتاب العديد من القضايا؛ منها خصائل الأسقف فى الكتاب المقدس والكنيسة الأولى، الأسقف فى الكنيسة المحلية، الأسقف فى الكنيسة العالمية، الأسقف بين القوانين والواقع الرعائى والعديد من القضايا والأطروحات.
• التدبير الإلهى فى تأسيس الكنيسة وترتيب نظام الكهنوت (1997)
يتناول اساسيات قيام الكنيسة ومحاورها : وحدانية الإكليروس والشعب فى "شعب الله"، والشركة والمشاركة بين أعضاء الجسد الواحد فى جسد المسيح (الجسد السرى)، والتناغم بين مواهب الخدمة فى الإكليروس والشعب، ثم يعرج إلى أهمية التقليد الكنسى وحتميته فى الإختيار ووضع اليد على رتب الكهنوت المتنوعة، ويعرض فيما يتعلق بالأسقف لموضوعات الإختيار والمهام وعلاقته بشركائه فى الخدمة الرسولية، والأسقف المتقدم والأول بين الاساقفة (البابا البطريرك).
• السلطان الروحى فى الكنيسة والتقليد القانونى الكنسى فى اختيار وإقامة بابا الأسكندرية (1998)
يتناول قضية السلطان الروحى فى الكنيسة، ويؤصل له بما يحمله العهد الجديد ، المسيح وكنيسة الرسل، ثم عند الآباء منذ القرن الأول، ويفرد مساحة للسلطان الروحى فى اللاهوت الأرثوذكسى، ويؤكد على لا يمكن فهم مضمون السلطة فى الكنيسة بعيداً عن حضور المسيح وسط الكنيسة بالروح القدس، ومن ثم يصبح دور الكنيسة ليس أن تفرض على ذهن الإنسان ما تراه أنه هو الحق، بل أن تجعله يحيا وينمو فى الروح حتى يمكنه أن يرى بنفسه ويختبر الحق، وتحقق حضور المسيح فيها. ويفرد الكتاب مساحة لقضية اختيار وإقامة البابا البطريرك وفقاً للتقليد القانونى الكنسى .ثم يعرض لمنهج الآباء فى مواجهة الهرطقة والهرطقات. 
• التدبير الإلهى فى بنيان الكنيسة ـ نحو دستور دائم للكنيسة القبطية الأرثوذكسية (2001)
يطرح هذا الكتاب قضايا حياتية كنسية شائكة ، منها القضاء الكنسى، مفهوم شعب الله، الزواج المسيحى والأسرة ومواجهة الطلاق، الرهبنة القبطية، تكريم الشهداء والقديسين
ويتوقف كثيراً أمام قضية تدبير الكنيسة (البابا، الأسقف، القس، الإيغومانس، أب الإعتراف، الشماس، الشماسة).
ويعرض رؤية مهمة فى مجلس الأراخنة ودوره فى تدبير الكنيسة. ويتعرض لقضية الكنيسة والسياسة والوطن، وينتهى إلى طرح إشكالية العلم اللاهوتى والمعلم والراعى اللاهوتى
والكتب الثلاثة للأب الراهب باسيليوس المقارى.

ويبقى فى جعبتنا متعلقاً باشكاليات الأسقف ثلاثة كتب :
• تعاليم الرسل (الدسقولية)
اعداد وتعليق الدكتور وليم سليمان قلادة، الطبعة الثانية 1989، وكتاب الدسقولية هو أحد الكتب الأصول فى الرعاية المسيحية، أى العلاقة الحميمة بين الراعى وشعبه والتى تأتى على رأس اهتمامات الدسقولية، ويشرح طبيعة الكنيسة وشروط الراعى وواجباته وماهية العبادة الكنسية ودور الجماعة المسيحية فى المجتمع، وعبر هذا كله يقدم تعليماً مسيحياً أصيلاً.
وإذا كانت حياة المسيح قد دونت فى الأناجيل، فإن الكنيسة التى تأسست فى يوم الخمسين وانتشرت بفعل كرازة تلاميذ المسيح ورسله فى دوائر اورشليم والسامرة وكل اليهودية وإلى اقصى الأرض كانت لها خبراتها، وواجهت العديد من القضايا والمشاكل التطبيقية استدعت أن ترتبها وتضع لها قواعد منظمة وحلولاً ملتزمة بما تسلموه من المسيح ومن الرسل بتدقيق، إذ تقرر الدسقولية أنها تقدم "تعليماً طاهراً مسلماً بأوامر مخلصنا، متفقاً مع صوته المملوء مجداً" أى أن الأساس والمرجع فى صحة كل ما تضمنته مستمدان من اتفاقه مع تعليم المسيح نفسه.
ولم تكن هذه القواعد تعليم فرد أو أفراد بل تعليم الكنيسة "الجامعة" على غرار ما حدث بمجمع أورشليم بحضور الرسل، تحت توجيه الروح القدس "لأنه قد راى الروح القدس ونحن، ان لا نضع عليكم ثقلا اكثر، غير هذه الاشياء الواجبة:" (أع 15 : 28).
والدسقولية بحسب الدراسة التحليلية التى قدم بها الدكتور وليم سليمان تؤكد أن الكنيسة استمرار لحضور المسيح فى العالم.
• الكهنوت المقدس والرتب الكنسية 2011
للراهب القس اثناسيوس المقارى ، وهو يتحدث عن الكهنوت المقدس والرتب الكنسية وطقوس رسامتها والفرق بين التنصيب ووضع اليد، وبسبب حب المسيح للإنسان فقد اعطاه نصيباً من قيامته ومن معرفة الاب ومشاركة مجده، كما اعطاه ايضاً مشاركة فى كهنوته لكى يكمل الإنسان عمل وساطة المسيح التى استودعها فى كنيسته، فالكهنوت المسيحى هو كهنوت المسيح نفسه الذى هو الوسيط الوحيد بين الله والناس كقول بولس الرسول، ومن ثم فقد صار كاهن كنيسة العهد الجديد ، كوكيل لسرائر الله ، يأخذ خدمةهذه الوساطة من المسيح نفسه بنفخة الروح القدس فيه.
• معجم المصطلحات الكنسية 2001
للراهب القس اثناسيوس المقارى، يحوى هذا المعجم كل ما يمكن حصره من المصطلحات الطقسية الكنسية المستخدمة بالكنيسة القبطية بوجه خاص، والإلمام بهذه المصطلحات واستيعاب معانيها يوفر بالضرورة مشاركة ليتورجية كنسية حية، أى عبادة طقسية تكفل تغطية الجانب الذهنى لها فتكون المشاركة فى الصلاة مشاركة روحية مثمرة.
كانت تلك السطور سياحة بين المراجع ذات الصلة بالقضية المطروحة.