الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

دير مارجرجس للراهبات.. بركة العائلة المقدسة وبسالة الشهداء

دير مارجرجس للراهبات
دير مارجرجس للراهبات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مصر أول من أنشأت نظام الرهبنة بالعالم.. والقديس أنطونيوس الكبير صاحب الفكرة 
أبواب الدير مغلقة فى فترة الصوم.. ومياه الدير مباركة
2003 نقل جزء من رفات «صاحب الندهة» للمزار الأثري.. وسلسلة التعذيب شاهدة على صمود الشهيد
على بعد أمتار قليلة من محطة مترو مارجرجس على خط حلوان، يقع دير ماجرجس للراهبات، والذى يعتبر واحدا من أقدم الأديرة الأثرية فى مصر، والذى عندما تبدأ فى الاقتراب منه تشعر بالروحانيات والصلوات التى ترفع فى القداسات والتسابيح على مدار اليوم.
والدير هو مكان يقيم فيه مجموعة من الرهبان أو الراهبات، للعبادة والوحدة مع الله، وبه كنيسة أو أكثر، ولكل دير رئيس، ومصر هى التى أنشأت نظام الرهبنة فى العالم عن طريق القديس الأنبا أنطونيوس الكبير.
وبالعودة لدير مارجرجس للراهبات، فذلك الدير يعتبر واحدا من 6 أديرة موجودة فى مصر للراهبات وهو مبنى أثرى شامخ فى منطقة مجمع الأديان حيث يجمع بين العراقة والبساطة ودقة التصميم.
ويوجد فى تلك المنطقة أكثر من ثلثى منطقة مجمع الأديان، حيث تشمل عدة كنائس مثل كنيسه العذراء، وكنيسة أبى السرجة، التى تحتوى على المغارة التى نامت وصلت فيها السيدة العذراء مريم، والبئر التى يتهافت عليها المصلون للشرب منها تبركا وطلبا للمعجزات، كما أن هناك تقسيمات وحوارى بالمنطقة تتزين بالزخارف والرسومات.
وعن هذا الدير، يوضح القائمون عليه أنه من أهم الأديرة، وهو من المزارات الأثرية الرائعة الموجودة بالمنطقة، وقد خضع للعديد من الترميمات على مدار عدة عصور مختلفة مع الحرص التام على الحفاظ على طابعه الأثرى الذى يشير إلى أهميته التاريخية.
وعند زيارتك للدير، تجد بابا حصينا عندما تطرق عليه يفتح لك المسئول عن الأمن، والذى يسمح للزائرين بالدخول من الساعة العاشرة صباحا وحتى الرابعة من بعد الظهر ويعتذر، الدير عن فتح أبوابه فى فترة الصيام نظرا لأن الراهبات فى الدير تكن مشغولات بالصلوات والنسك خلال فترة الصوم المقدس.
سلالم قليلة تنزل بها لتبدأ الزيارة إلى الدير، وعند دخولك ستجد ممرا وعلى اليمن توجد ما يشبه «الزلعة» تجرى من خلالها المياه فى بناء مربع، ويقال إن هذه المياه التى تسيل منها قد تباركت لأن العائلة المقدسة، عند مرورها بأرض مصر شربت منها.
وهناك الصالة الرئيسية فى المزار، ويرجع تاريخها إلى القرن التاسع الميلادى، وهى مستطيلة الشكل طولها 32 مترا وعرضها 9 أمتار، وتشمل المدخل والباب المحفور بالفتحات الزخرفية، وتشمل أيضا 7 أبواب لحجرات جانبية، بالإضافة إلى سقف أثرى خشبى مزخرف.
الباب النادر الضخم، يعد إحدى البوابات الخشبية النادرة فى التراث القبطى، وهو مصنوع من خشب الأرز، ويرجع تاريخه إلى القرن العاشر الميلادى، أى للعصر الفاطمي، كما أنه يقع بالجهة الجنوبية للصالة الرئيسية، ويفصل المقصورات الثلاث الداخلية عن الصالة الرئيسية، مؤديا بذلك إلى المقصورة الداخلية، ويبلغ ارتفاعه 7 أمتار و60 سنتيمترا، وعرضه متران و20 سنتيمترا، ويتكون من إطار خارجى وأربع ضُلف.
أما عن ارتفاعه الكلى فهو عبارة عن قطعة واحدة، منقسمة إلى وحدات بها 78 حشوة خشبية مزخرفة بالنقوش ومختلفة الأشكال لها نفس الحجم 47 فى 22 سنتمترا وهذه النقوش الزخرفيه عبارة عن نباتات وطيور وحيوانات وأشكال بشرية.
سلسلة الشهيد مارجرجس
توجد بالجزء الأوسط بعد الباب الضخم بالمزار، على غرار سلسلة مارجرجس، التى توجد فى الكنيسة اليونانية والقريبة من الدير أيضا، وتعتبر تلك السلسلة من أكبر السلاسل التى استخدمت كأداة لتعذيب الشهيد، وحسب تاريخ الكنيسة فإنه ظل يعذب على مدار 7 سنوات متتالية ذاق فها أمر العذبات للرجوع عن دينه، ولكنه لم يتراجع للحظة واحدة بالرغم مما قاساه من الألم.
وهذه السلسلة حسب ما قال أحد زائرى الدير، إنها تتم عن طريقها بالإيمان، الكثير من المعجزات.
رفات الشهيد العظيم مارجرجس
نقل الدير فى عام 2003 جزء من رفات القديس، إلى المزار الأثرى حتى يتمكن جميع الزوار من نوال البركة، كما يوجد بالدير أيضا توجد رفات الشهيدة فيلومينا.
المقصورة النحاسية بالمزار الأثري
وتحتوى على الأيقونة الأثرية للشهيد العظيم مارجرجس، وأمامها يقف الزائرون لطلب الصلاة أو التدخل فتحل المشاكل، وترجع إلى القرن الثامن عشر.
وفى 11/9/1980، قام قداسة البابا شنودة الثالث بزيارة دير مار جرجس بمصر القديمة للراهبات، ورشم الراهبة يؤانا رئيسة لهذا الدير، بعد نياحة الأم كيرية رئيسة الدير السابقة، واشترك فى الصلوات الأنبا متاؤس الأسقف العام، وحضرها أيضًا رئيسات الأديرة الأخرى بالقاهرة وبعض الراهبات.
و فى صباح الخميس 8/10/1992، قام قداسة البابا شنودة الثالث بزيارة دير مار جرجس بمصر القديمة للراهبات، وكان بصحبته الأنبا يوحنا والأنبا يوسف وبعض الآباء الكهنة والشمامسة، وقام قداسته بسيامة سبعة عشرة راهبة جديدة ممن مضى عليهن حوالى ثلاث سنوات وأكثر كطالبات للرهبنة.
القديس صاحب الندهة
يلقب القديس مارجرجس بصاحب الندهة، لسرعة استجابته لمن يطلبه فى صلواته بإيمان، وولد هذا القديس عام 280م، فى مدينة كبادوكية بآسيا الصغرى، وعندما بلغ عامه الـ17 استشهد والده لكونه مسيحيا. 
فانضم إلى الجيش فى سن السابعة عشرة، ونال العديد من الانتصارات، وقيل عنه «المدافع عن الشعب». وقد ماتت والدته عندما كان سنه عشرين عاما، فترك كل متع الحياة ووزع ماله على الفقراء وعتق العبيد.
كان الإمبراطور ديقلديانوس، حاكم الإمبراطورية الرومانية فى ذلك الوقت، أصدر مرسومًا يأمر فيه بحرق الكنائس وجميع الكتب المسيحية، وأخذ كل ممتلكاتهم، وجعل معظمهم عبيدًا وأجبرهم على تقديم الذبائح وأن يبخروا للأوثان.
وأثناء تواجد مارجرجس فى الإسكندرية بمصر، رأى المرسوم فقطعه، فأخذه الجنود الرومان إلى كبادوكية لينال عقابه. 
ولما كان على علاقة جيدة بحاكم كبادوكية، أرسل أمره إلى دقليديانوس، فأمر بحبسه وأرسل امرأة إليه لتغويه ليسقط فى الخطية.
وحدث العكس تماما فقد حولها القديس إلى مؤمنة، وأرشدها إلى الطريق الصحيح، وعندما علم الإمبراطور بذلك أمر أن تقطع رأسها فنالت إكليل الشهادة. 
وعند ذلك أمر الإمبراطور بربط أيدى وأرجل القديس، وشدهما ووضع حجرا ثقيلا على صدره، ثم جروا القديس على مسامير حديدية حتى تهرّأ لحمه ووضعوا لهبا على جسده ليحرقوا جروحه ليزيدوا ألمه، ثم أعادوه إلى الزنزانة.
ودام تعذيب القديس لمدة سبع سنوات، حتى تحوّل الكثيرين إلى المسيحية بسبب المعجزات التى شاهدوها. 
وفى النهاية نال مارجرجس إكليل الشهادة بقطع رأسه، أما الملك الوثنى ديقليديانوس فقد مات فى النهاية ميتة بشعة.
أعياد القديس مارجرجس 
تتعدد أعياد القديس مارجرجس على مدى السنة القبطية وهي، عيد استشهاد القديس مارجرجس الرومانى (23 برمودة)، وعيد بناء أول كنيسة لمار جرجس ببلدتى برما وبئر ماء فى الواحات (3 بؤونة)، وتذكار تكريس كنيسة الشهيد العظيم مارى جرجس فى اللد (7 هاتور).