الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

عمرو سعد يتحدث لـ"البوابة نيوز": لم أكن أملك سوى ثمن تذكرة المترو.. وكنت أنام في إحدى المكتبات.. و"الفن" وراء ظهوري بلوك جديد في "الجونة".. وسعيد برد فعل الجمهور.. ومضمون الأعمال التي أقدمها تراجعت

الفنان عمرو سعد
الفنان عمرو سعد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحدث لـ«البوابة» كما لم يتحدث من قبل، وفتح قلبه وأزاح الستار عن العديد من الأسرار في مشواره الفني، ورد بصراحة على كل الأسئلة، وقال إنه في بداية مشواره مع الفن لم يحلم بأن يكون مشهورًا ولكنه «قرر» ذلك.. وأشار إلى أنه كان يقيم لفترة في مكتبة «السندباد» ويبات فيها، وأن جملة قرأها في أحد الكتب ذات ليلة غيرت مصيره، مؤكدًا أن الصدمة التي حدثت لجمهوره حينما شاهدوه في مهرجان الجونة بـ«لوك» مختلف أمر مقصود، وأن هذا التغيير بسبب فيلم جديد بعنوان «الفهد» يستعد لتصويره قريبًا.

وأكد أنه اكتشف من خلال متابعته للسوشيال ميديا أن أهمية مضمون الأعمال التي يقدمها تراجعت، فكان ضرورة التغيير في الشكل مع الحفاظ على جودة المضمون قرارًا، مشيرًا إلى أنه سيحرص على تقديم مسلسل واحد في السنة وفيلمين كل عام. 
وشدد على أهمية منتدى الشباب، لأن الحوار معهم يفرز أفكارًا جديدة، مؤكدًا أن له تجربة سابقة حيث عرض تجربته الشخصية كممثل مشهور بدأ مشواره بسيطًا للغاية، ليكون حافزًا لشباب كثيرين. 
■ حدثنا عن مصير مسلسل «بركة» وهل أنت حزين على عدم عرضه في الموسم الرمضاني السابق؟ 
- أعود في شهر ديسمبر المقبل لاستئناف تصوير المسلسل واستمر في تصوير المشاهد المتبقية لمدة شهر ونصف الشهر، خاصة أن المسلسل باق من تصويره أكثر من ثلث المشاهد، وأستطيع أن أقول لك إن فترة التوقف هذه أفادتني كثيرًا أنا وفريق العمل، حيث قمنا بعمل ضبط للسيناريو، كما أنها كانت فرصة طيبة للاهتمام بالمونتاج بطريقة أفضل، وبدون أن أقصد تحول الأمر من تأجيل العمل إلى شيء إيجابي بالنسبة لي، فقد استقبلت خبر التأجيل في بادئ الأمر بحزن شديد، ومع مرور الوقت تأكدت أن هذا التأجيل جاء في صالحي تمامًا، حتى يأخذ العمل وقته وكما يقولون «الطبخة تستوي أكتر لما بتكون على نار هادئة».
■ هل يوجد حل للمأزق الذي تقع فيه معظم الأعمال وهو التصوير حتى شهر رمضان؟ 
- بالطبع هناك حلول كثيرة أهمها التحضير والتجهيز للعمل مبكرًا، ومن وجهة نظري أرى أن الممثل عليه أن يكون جاهزًا بورق جيد ومعه كل أسلحته، لأن العبء دائمًا يقع على المخرج وكل طاقم المسلسل الذي يبدأ عمله بعد نهاية التصوير، كما أن الممثل يضطر وقتها لتصوير أول كتابة من السيناريو بدون إجراء أي تعديلات قد تأتي في صالح العمل لو نفذت، وعن نفسي أنا أنتمي لمدرسة الاستعداد مبكرًا.

■ ماذا عن إيجابيات وسلبيات ضعف الإنتاج الدرامي هذا العام، خاصة أن كل المؤشرات تؤكد أن عدد المسلسلات لن يتعدى ١٤ عملا؟
- بالطبع هناك سلبيات كثيرة ستقع على المشاركين في هذه الصناعة، فالناس لديها «بيوت مفتوحة» كما أنهم نظموا حياتهم على الدخل السنوي الذي يحصلون عليه مقابل المشاركة في هذه المسلسلات، ولكن بقدر سلبيات هناك إيجابيات أكثر سوف تكون في صالح الصناعة نفسها، ففي الوقت الذي يقل فيه عدد الأعمال سوف تكون المنافسة أكبر، كما سيكون المعروض أقل على المحطات العربية ووقتها لن يكون المقابل رخيصًا للمنتج المصري، كما أن مستوى الدقة في تنفيذ هذه الأعمال سيكون أفضل. 
■ كيف تلعب الدولة دورا لإعادة انتعاش الدراما مرة أخرى؟ 
- ليس على الدولة توفير الشغل المباشر للعاملين بالصناعة، ولكن عليها تسهيل كل الإجراءات التي تخص الصناعة، حتى تنتعش الدراما، وأرى أن هذه الصناعة تأخرت في الفترة الأخيرة لأنها لم تكن خاضعة للاقتصاد الحر الذي يخلق مناخًا رائعًا من المنافسة، فقد كان القريب من دوائر صناع القرار في مجال الإنتاج هو فقط الذي يعمل وفي المقابل كانت هناك نسبة بطالة كبيرة، وحتى يفتح مجال الاستثمار في هذه الصناعة من الضروري أن تقوم الدولة بعمل إعفاءات ضريبية عن هذه الصناعة لمدة ٥٠ عامًا، لأنها صناعة استراتيجية، فإذا كانت الضرائب التي تأتي من الدراما ٢٠٠ مليون على سبيل المثال وتم إعفاء المستثمرين في هذا المجال من هذه الضرائب سوف تنتعش بمرور الوقت وتصبح أقوى بكثير، وهنا لا أقصد مطلقًا الضرائب على الأشخاص العاملين بهذه الصناعة من ممثلين ومخرجين ومؤلفين ومنتجين وغيرهم، وإنما أقصد الإجراءات التي تتم من فرض رسوم على أماكن التصوير وأشياء أخرى كثيرة. 
■ إذا عدنا لعمرو سعد.. كيف قضى فترة توقف تصوير مسلسل «بركة»؟
- كان كل همي في تلك الفترة هو إجراء التعديلات الضرورية على المسلسل، بالإضافة إلى تجهيز فيلمين أحدهما تاريخي تدور أحداثه في إطار أكشن ممزوج بالكوميديا بعنوان «الفهد» تأليف إبراهيم عيسى، والآخر كوميدي تأليف محمد الشواف مؤلف مسلسل «بركة».

■ ماذا عن رد فعلك تجاه بعض الذين سخروا من ظهورك في مهرجان «الجونة» بهذا اللوك؟ 
- ضحكت كثيرًا لأنهم وقتها لم يعرفوا السبب الحقيقي وراء هذا اللوك، وأود أن أشير إلى أنني سعدت أيضًا لأن «الصدمة» التي أردت أن تحدث للجمهور حينما يراني بهذا الشكل قد حدثت بالفعل، فأنا أمر بمرحلة قررت فيها «التغيير»، وهذا التغيير هو الذي تسبب في كل هذه الضجة، فالناس اعتادت أن تراني بشكل معين، وأن تصف عمرو سعد بوصف الشخصيات التي يقدمها، كما أن كل من يقابلني يشبهني دائمًا بأحد أقاربه أو أصدقائه، وهذا شيء يسعدني كثيرًا أنني شبه المصريين، ولكن التغيير ضروري فأنا ممثل ومن الممكن أن أقدم كل الشخصيات، لذلك قررت أعمل تغييرا كبيرا على مستوى الشكل وأيضًا مستوى المضمون الذي أقدمه. 
■ هل هذا سيبعدك عن تيمة الدراما الإنسانية التي تفوقت في تقديمها؟ 
- بكل صدق أقول لك إن الوقت سرقني في تقديم نوع معين من الدراما الإنسانية، ووقتها كنت أعتذر عن عدم المشاركة في أعمال أخرى، لكن الآن تأكدت أن على الممثل أن يزيد من رصيده الفني من ناحية الكم وتنويع الأدوار، ومع التغييرات الكثيرة والمتسارعة التي نمر بها لا بد أن يكون لدى الإنسان قدرة على التغيير.
■ لكن من المؤكد أن المضمون الذي تقدمه في أعمالك يجذب نوعية كبيرة من المشاهدين، فلماذا التغيير إذن؟
- خلال الفترة التي قضيتها أثناء توقف تصوير مسلسل «بركة» ومن خلال متابعتي للسوشيال ميديا، اكتشفت حقيقة مرعبة وهي أن المضمون الذي أقدمه في نوعية أعمالي أهميته تراجعت بعض الشيء، وأصبح لدى الشباب اهتمامات أخرى، وهنا ليس من المنطقى أن أظل أسبح ضد التيار حتى أظل موجودًا، كما لاحظت أنني حينما قدمت فيلم «مولانا» وجدت رد فعل جيدا، بالرغم من أن الشخصية تتمتع بحس كوميدي بالإضافة إلى المضمون الجيد، وهنا لا بد أن أؤكد أنني سأظل أحافظ على المضمون الجيد في أعمالي ولكن مع تغيير فى الشكل ونوعية الشخصيات التي أقدمها، فأنا لا أستطيع أن أعيش كممثل بدون تقديم شيء يفيد.
■ هل استطاع مسلسل «بركة» اللحاق بهذا التغيير الذي تتمناه، أم أنه سيكون ضمن قائمة أعمال الدراما الإنسانية التي سبق وقدمتها؟ 
- المسلسل دراما إنسانية رائعة، ولكن هذه المرة سوف يشاهد الجمهور شخصية تشبه نجيب الريحاني تحدث لها العديد من المواقف التي تعيدنا إلى نوعية من الدراما لم نقدمها منذ فترة طويلة، وأعود معك للنجم الراحل أحمد زكي فحينما قام بعمل «قصة» كابوريا فإنه قد فاجأ الجمهور ولكن مع هذه المفاجأة كانت هناك مفاجأة أكبر وهي أن الشباب قاموا بتقليده، فهو مع هذا الفيلم قدم شكلًا مختلفًا عما يراه الناس في أعماله ولكنه أيضًا حافظ بشدة على المضمون.

■ لكن إرضاء جميع الأذواق قد يبدو شيئًا صعبًا للغاية؟ 
- أنا معك أن الأمر صعب ولكنه أيضًا ليس مستحيلًا، فأنا خلال فترة طويلة من عمري لم أكن متواصلا اجتماعيًا بقدر كبير مع الجمهور، لذا تكونت صورتى عند شريحة كبيرة منهم بصورة الشخصيات التي أقدمها في أعمالي مثل «شارع عبدالعزيز، ويونس ولد فضة، وحين ميسرة» وغيرها، والناس هنا كونت صورة ذهنية عنى من خلال هذه الأعمال وليس من خلال شخصيتي، ومؤخرًا ومنذ سنة تقريبًا بدأت أتواصل أكثر وأضع صورًا جديدة لي، وبمرور الوقت اكتشفت أن حالة الاندهاش التي أصابت بعض الناس حينما رأوا هذا التغيير مني وكانت متوقعة من جانبي، ولهم أقول إن الممثل من الممكن أن يقوم بعمل أي شيء مختلف حسب الشخصية التي يجسدها. 
■ ما انطباعك عن منتدى الشباب الذي أقيم مؤخرًا بشرم الشيخ؟ 
- هذا الأمر جيد للغاية، فمجرد تواجد الشباب وفتح حوارات معهم أمر إيجابي وضروري، لذا أرى أن هذا المنتدى يفرز العديد من الأفكار والموضوعات التي تهم الشريحة الأكبر من المصريين، كما أن مشاركة شباب العالم في هذا الأمر يضعنا على الطريق الصحيح. 
■ سبق وشاركت في مؤتمر الشباب بالإسكندرية فكيف كانت تجربتك؟ 
- طلبوا مني تسجيل كلمة عن مشواري ورحلة صعودي كشخص بسيط أصبح ممثلًا مشهورًا وبطلًا سينمائيًا، وأن هذا الفيديو سيعرض أمام السيد الرئيس، وبالفعل قمت بتصوير ٢٠ دقيقة وقدموا منها حوالي ٥ دقائق، والفيديو موجود حتى الآن على اليوتيوب ومن الممكن أن يشاهده الجميع، ووقتها خرجت سعيدًا في أنني شاركت بقصة بسيطة من الممكن أن يستفيد منها الشباب أو تكون حافزًا لكثيرين منهم، وخاصة أنني تحدثت بكل صدق عن تجربتي وبدون أي رياء عن قصة شاب كان يستقل المترو وفي جيبه لا يوجد سوى ثمن تذاكر المترو، ثم يخرج ليجد سينما ريفولي أمامه ويقول لنفسه «أنا قررت أن اسمى يتحط على الأفيش»، بالفعل كنت أقول لنفسي هذا الكلام، وبعد مرور ٩ سنوات من التعب والشقاء وبدون أي وساطة وفى مهنة صعبة للغاية تحقق حلم هذا الشاب، وبعد انتهاء هذا المؤتمر أخذت دقيقة من الفيديو وقمت بنشرها على صفحتي حتى يراها الجمهور.

■ ماذا حدث وكيف جاءت ردود الفعل؟ 
- لم أتحدث في هذا الأمر من قبل، وأحكى لك سرًا لم أفصح عنه لأي وسيلة إعلامية أو صحفية، وهو أنني فوجئت بهجوم شرس للغاية على صفحتي الرسمية، ووصل حجم التعليقات السلبية على هذا الفيديو إلى حوالي ٩٥٪ من التعليقات، بل وصل الأمر إلى أنني تلقيت شتائم كثيرة، فقد كذبني معظم من شاهد الفيديو وكانت هناك أزمة عدم ثقة بين الناس، فلم يصدقوا كلامي الذي خرج مني بعفوية شديدة، وسألوا كيف يمكن أن تقنعنا بهذا الكلام وأنت فنان مشهور وأكيد متعبتش في حياتك زي ما احنا بنتعب، ولأول مرة أرد على صفحتي الرسمية وقلت في رسالة موجهة لكل من انتقد كلامي: «هدفك يحقق لك هدفًا أكبر، كل يوم لا بد أن تجعله أفضل من اليوم اللي قبله، هدفك وبلدك قرار»، وقلت لهم أيضًا: «أنا حكيت عن تجربتي وربنا عالم بالنوايا، مهما كانت الظروف والصعوبات أنا دائمًا متفائل وعمري ما خنت مكاني ولا رسالتي علشان كده مهما اختلف الناس علي إلا أننى أظن أني أتمتع بمصداقية، واحنا نقدر نغير الواقع بإننا نتفاءل باللي جاي، ولازم نقيم أنفسنا صح قبل ما غيرنا يقيمنا، ولازم نعرف نحب، وأنا والله بحبكم مهما كان النقد، لأن طاقة الحب تغير وتدفعك دائمًا للامام». 
■ هل تتذكر كلام المحيطين بك في بداية مشوارك حينما قررت أن تصبح مشهورًا؟ 
- بالفعل أتذكر مثل هذه الأيام الصعبة، خاصة أن معظم المحيطين بي وقت بدايتي كانوا يقولون لي «من الصعب تحقيق حلمك»، ولكنني كنت أقول لهم «ليس حلما وإنما قرار»، ولا يمكن أن أنسى أنني ظللت لفترة طويلة أبات في مكتبة «السندباد» عند أحد الأصدقاء، وفي تلك الفترة كنت أقضي طول الليل في القراءة، وقرأت فى كل المجالات، وفي عز فترات الإحباط التي كانت تحيط بي من كل جانب، فوجئت بجملة في أحد الكتب يقول معناها: «مش مهم أنت تبقى أحسن واحد، المهم أن كل يوم تبقى أحسن من اليوم اللي قبله»، هذه الجملة غيرت تفكيري كثيرًا وأصبحت أسعى أن أكون متجددًا طوال الوقت، وأن أنجح يوميًا حتى وصلت لتحقيق قراري الذي اتخذته من قبل.

■ إذا عدنا للسينما.. هل أنت معي في أن السينما في حالة انتعاش خلال هذه الفترة؟
- قد تكون انتعاشة طفيفة عن السنوات القليلة الماضية، ولكن بالنظر لسنوات أبعد كنا نقوم بإنتاج حوالي ٤٠ فيلما في السنة، وهذا التوقيت عدد الأفلام المنتجة لا يتجاوز نصف هذا العدد، ومن أجل انتعاشة هذه الصناعة لا بد من بناء دور عرض في كل المحافظات، فالسينما والفن ضد الإرهاب، فمن غير الطبيعي أن من يشاهد حفلًا لعمر خيرت من الممكن أن يتحول لقاتل وإرهابي، لذا من الضروري أن تكون السينما والفن بصفة عامة في متناول كل الناس وخاصة في الصعيد وفي الريف. 
■ هل تقديم مسلسل واحد كل سنتين وفيلمين كل سنة سيكون قرار عمرو سعد في الفترة القادمة؟ 
- نعم سيكون قراري تقديم مسلسل واحد كل سنتين وفيلمين كل سنة، فأنا أعشق السينما كثيرا، كما أنني أود التركيز أكثر على عمل درامي واحد كل عامين حتى يخرج بشكل جيد. 
■ أخيرًا، معظم النجوم قدموا برامج تليفزيونية وأنت تتمتع بالقبول لدى شريحة كبيرة من الجمهور، فهل ستخوض هذه التجربة؟ 
- من الممكن أن أخوض هذه التجربة لو جاءتني فكرة جيدة ومختلفة، فأنا مؤمن بأن وسائل التواصل مع الناس أصبح لها منابر كثيرة، ومنها منبر تقديم البرامج.
هل «اللوك» الذى ظهرت به مؤخرًا كان بسبب التجهيز لفيلم «الفهد»؟
- هذا حقيقي، فقد قمت بعمل سيشن تصوير لمراحل الشخصية التي سأجسدها في الفيلم، خاصة أن الشخصية تمتاز بالشعر الطويل، وهو بطل مصرى شعبي من الممكن أن تطلق عليه «روبين هود المصري» في تلك الحقبة التاريخية التي تدور فيها أحداث الفيلم، وهذه الشخصية لها جذور في حياتنا وأتمنى تقديمها بشكل يرضي الجمهور.