الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

جرائم "هتك عرض الأطفال".. اغتيال البراءة.. "النقض" تؤيد إعدام المتهم بقضية "طفلة البامبرز".. عاطل يغتصب شقيقته في النهضة.. "زينة" ببورسعيد الأشهر إعلاميا.. والمحكمة تأسف لعدم توقيع أقصى عقوبة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
طبيب نفسى: جرائم غريبة على المجتمع نتيجة «حبوب الهلوسة» و«الإستروكس»
والجناة مصابون بالشذوذ وغياب الضمير والوازع الدينى
لم يكن معتادا بوسائل الإعلام، تداول أخبار قضايا هتك عرض الأطفال، قبل عام ٢٠١٣، حينما ضجت صفحات «السوشيال ميديا» والمواقع الإخبارية، بواقعة اغتصاب وقتل الطفلة «زينة»، بمدينة بورسعيد، بعد اختطافها من قبل شابين، قاما باغتصابها وقتلها خنقا، ثم ألقى بجثتها، من أعلى سطح عقار.

وحكمت محكمة جنايات الأحداث ببورسعيد، بمعاقبة المتهمين، محمود محمد كسبر وعلاء جمعة عزت، بالسجن ١٥ عامًا وإحالتهما للأحداث، وأعربت المحكمة، خلال نطقها بالحكم، عن أسفها الشديد لعدم تمكنها من توقيع أقصى العقوبة على المتهمين لأنهما ما زالا أطفالا.
بعدها بات معتادا بين الحين والآخر، تداول ظاهرة وقائع هتك عرض الأطفال، التى أصبحت كابوسا، يهدد غالبية الأسر المصرية، إلا أن الواقعة الأشهر على الإطلاق، هى المعروفة إعلاميًا بـ «طفلة البامبرز»، والتى أيدت محكمة النقض خلال الأيام الماضية، فى أولى جلسات طعن المتهم باغتصاب «الطفلة» والمحكوم عليه بالإعدام بتأييد حكم الإعدام، وسط مساع من كبار عائلات قرية ديملاش، التابعة لمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، لإجراء صلح بين أهالى الطفلة الضحية «جنا» وأسرة الجاني، لإنهاء الخلافات بين العائلتين.
وترجع أحداث القضية، تعرض الطفلة جنا محمد السيد ٢٠ شهرًا، إلى عملية خطف واغتصاب، فى ٢٤ مارس من العام الماضي، على يد إبراهيم محمود الرفاعى ٣٤ سنة عاطل، بقرية ديملاش التابعة لمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، أثناء لهوها أمام منزلها، وقد شاهدت الواقعة إحدى جيران الطفلة، واستدعت والدتها وأخبرتها بالواقعة، وبعد البحث عن الطفلة وجدتها أسرتها فى منزل المتهم، وقد أصيبت بنزيف حاد، تم نقلها على إثره إلى المستشفى وتم ضبط المتهم حال هروبه.

وفى نهاية الشهر الماضى كثفت أجهزة الأمن بالقاهرة، من جهودها، للقبض على شاب اغتصب شقيقته وحملت منه سفاحا بمنطقة المرج، بعدما تلقى قسم شرطة المرج بلاغا من أسرة طفلة عمرها ١٣ عاما مفاده تعدى شقيقها عليها جنسيا وحملها سفاحا منه، وأضافت الأسرة فى بلاغها أنهم اكتشفوا حمل الطفلة سفاحا، وبالضغط عليها اعترفت بقيام شقيقها بالتعدى عليها جنسيا وحملها منه.
وفى مطلع الشهر الجارى تمكنت الأجهزة الأمنية بالقاهرة من القبض على عاطل، لاتهامه بهتك عِرض طفل داخل شقته بمنطقة النهضة، حيث تلقى قسم شرطة النهضة، بلاغًا من «م. م» مفاده قيام جاره «م. و» ٢٣ سنة عاطل، باستدراج ابنه إلى شقته، وهتك عرضه واغتصابه، وبإعداد الأكمنة اللازمة تم ضبط المتهم وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة التحقيقات.


من جانبه قال الدكتور أحمد شوقى العقباوي، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، إن جرائم اغتصاب الأطفال، نوع من أنواع الشذوذ الجنسى والخروج عن المألوف، وممارسة هذه الجريمة مع الأطفال، تعبر عن اضطراب سلوكى، وليس مرضا نفسيا، وهى تعبر عن غياب الضمير الأخلاقى والوازع الدينى والنفسى.
بالإضافة إلى كون من يقوم بهذه الجريمة، شخصا أنانيا، كما أن غياب النضج النفسى يكون متوافرا فى شخص من يقوم بهذه الجريمة، إضافة إلى أن هذه الجرائم، تحدث تحت تأثير المخدرات وحبوب الهلوسة، لأن المخدرات تخرج الشخص المتعاطى عن إنسانيته وتجعله تحت سيطرة المخدر وفاقدا لأى إحساس بالإنسانية، حيث إن المواد الكيميائية وما تحتوى عليه، تسبب أضرارًا نتيجة تناولها، يُحدث قلقًا بدنيًا أو نفسيًا وخللا فى مظاهر النشاط العقلى والإدراك، والسلوك والوعي، وتؤثر على قشرة المخ، التى تكون مسئولة عن العمليات العقلية، لذلك تجد أن المتعاطين لهذه الأصناف من حبوب الهلوسة والإستروكس، هم من يرتكبون مثل هذه الجرائم الغريبة على المجتمع المصري.

أما عن كيفية التعامل مع الأطفال بعد تعرضهم لهذه الجرائم، فقال الدكتور أحمد عبدالله، الخبير النفسى، إن الأمراض النفسية التى تصيب الأطفال الذين يتعرضون للاغتصاب، تنقسم لجزءين، أحدهما قصير المدى وهو الذى يحدث كرد فعل فى أول ٦ أشهر، إذ يتصف الطفل بعنف شديد وتحرش بآخرين واضطرابات فى النوم وقلق وأرق وحركة مفرطة، والجزء الآخر هى طويل المدى وتحدث بعد ٦ أشهر من تعرض الطفل لهذه الجريمة وتتمثل فى الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة.
وأوضح أن العلاج يجب أن يكون طبيا ونفسيا واجتماعيا، ومن اللازم على الأسرة أن تذهب لطبيب نفسى، ويفترض ألا ينصب الناس على فكرة أن الطفل المغتصب يجب أن يكبر على أن يكون شاذا جنسيا، فيتحرج الأهل من الاعتراف ومساندته.
وعلى الأسرة أن تتعامل بوعى ولا تلوم الطفل أبدا، وأن يساعدوا الطفل فى التفاعل الاجتماعى، لأنه سيكون خائفا ممن هم أكبر منه سنًا، ولا بد أن يكون هناك تأهيل نفسى له، ودور الأسرة يكون قويا فى هذه المرحلة، ويجب أن يفهموا الطفل الضحية، أن ما حدث خطأ، وأنه لا ذنب له فيما حدث، وأن الجانى شخص لا يتمتع بالإنسانية.