يعتبر دير سانت جريس أحد ابرز معالم وادي القلط السياحية والأثرية، حيث سكن النساك والرهبان هذا الوادي منذ القرن الثالث الميلادي، في الكهوف ثم في كوات صغيرة في الصخر، لكنهم بدأوا في بناء الأديرة في القرنين الخامس والسادس الميلادي.
وادي القلط هو انحدار طبيعي بين الهضاب المجاورة، وهو مكون من جدران صخرية عالية تمتد لمسافة 45 كيلو متر بين أريحا والقدس، الطريق الضيقة والوعرة التي تمتد بمحاذاة الوادي كانت في يوم من الأيام الطريق الرئيسي لمدينة أريحا ولكنها تستعمل الآن من قبل السياح الزائرين للوصول للدير.
الدير يتبع كنيسة الروم الأرثوذكس، وبنى الدير يوحنا الطيبي نسبة إلى مدينة طيبة المصرية - الأقصر حاليًا-، وفي القرن السادس سُميّ الدير "سان جورج" نسبة إلى القديس جورج الخزيفي من قبرص الذي تَنسّك بالمنطقة.
ولا يزال جثمان الخزيفي كما هو دون أن يتحلل منذ وفاته وهو محفوظٌ في صندوق زجاجي، يجده الزائر لكنيسة الدير، وهو بمثابة معجزة بالنسبة لمسيحيي الروم الأرثوذوكس، لذا يحجّون إلى الدير من مختلف أنحاء العالم، للتَبرّك.
وإلى جانب الجثمان، تلاحظ عددًا من الجماجم، وهي لرهبان قتلوا على يد الفرس عام 614، وتم العثور على هذه الجماجم أثناء عمليات التنقيب وترميم الدير لاحقًا.
