الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

أسوان.. التسويق للسياحة العلاجية.. يقصدها المرضى للاستشفاء برمالها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«أسوان» هى إحدى أجمل مدن العالم، حباها الله بطبيعة خلابة وثروات ومقومات، بالإضافة لما تحتويه من آثار فرعونية تضم العديد من المعابد جعلها تنفرد بمكانة سياحية كبيرة، حيث يقصدها السائحون من شتى بقاع الأرض.

كما خصها الله بمناخ رائع تزيد فيه نسبة الأشعة فوق البنفسجية وتنخفض الرطوبة بما يؤهلها لنمط السياحة العلاجية، حيث تتوافر فى أسوان أنواع الرمال الصفراء الناعمة النظيفة الصالحة للاستشفاء البيئى عن طريق الغمر فى الرمال وخاصة على ضفة النيل الغربية وأبوسمبل وتوشكى وبنبان والجنينة والشباك، أما رمال وادى العلاقى فتمتاز بوجود آثار بسيطة من أملاح الذهب مما يعطيها بعدا أفضل فى علاج أمراض التهابات العظام والروماتويد وارتشاح المفاصل، وهناك دراسة علمية قام بها المركز القومى للبحوث بالقاهرة أثبتت توافر الأشعة فوق البنفسجية بنسبة مفيدة لجسم الإنسان فى جو أسوان وتوافر نسبة الإشعاع المسموح بها عالميا موجودة فى الرمال مع الجفاف طوال العام تؤدى إلى تحسن ملحوظ وعلاج لأمراض العظام والتهاب الكلى المزمن ومشاكل الدورة الدموية.
كما تعد مقبرة الأغاخان شاهدا على السياحة العلاجية فى أسوان، حيث كانت سببا فى شفاء الأغاخان الكبير الذى عجز أعظم أطباء العالم عن علاجه من الروماتيزم الذى كان يعانى منه، وعندما يئس من الشفاء واستسلم للمرض أشار عليه أصدقاؤه بالسفر إلى أسوان للاستشفاء برمالها وجاء الأغاخان إلى مصر والتقى مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذى وافق على منحه قطعة من أرض الجبل الغربى وتلقى العلاج على يد شيخ نوبى وتعافى بعد عدة جلسات من الدفن بالرمال وعاد إلى بلاده واقفا على قدميه فكان ذلك سببا فى عشقه لأسوان التى أوصى بدفنه فيها فيما بعد فى نفس المنطقة التى عالجته رمالها من الآلام لتصبح مقبرة الأغاخان وزوجته البيجوم أم حبيبة من أشهر معالم المدينة السياحية حتى الآن.
وعن أفضل الأماكن التى تقدم خدمات السياحة العلاجية داخل أسوان، فإن أشهرها فندق «إيزيس»، الذى يقع على جزيرة فى وسط النيل، ويوفر الفندق حمامات الغمر بالرمال الصفراء مع الرمال السوداء وجزيرة إلفنتين وهى من أكبر جزر أسوان الواقعة فى وسط النيل ويوجد بها أحد أكبر مراكز العلاج الطبيعى المتخصصة فى الغمر فى الرمال كما يوجد فى العديد من الفنادق النوبية بغرب سهيل حمامات غمر بالرمال.

* تفتقد للترويج
يقول حمودى قرشى صاحب فندق نوبى شهير بقرية غرب سهيل النوبية، إنه يجب استغلال السياحة العلاجية لأنها نمط يجذب آلاف السائحين فى أوروبا، وفى أسوان تتوافر مقومات هذا النمط، ولكنه يفتقد للترويج، لافتا إلى أن الكثير من السائحين يقبلون على العلاج بالغمر فى الرمال، ولكن لا يعلمون الأوقات المحددة لفترة العلاج فيضطرون للعودة لبلادهم وفق برنامجهم السياحى دون مباشرة العلاج بالرمال.

* طريقة العلاج
بينما يقول خالد محمد عبدالعزيز، من العاملين فى مجال العلاج بالرمال بفندق نوبى بغرب سهيل، إن الرمال لها مفعول السحر فى الاستشفاء من العديد من الأمراض، موضحا أنه يتم دفن المريض فى الرمال فيما عدا الرأس فى الفترة إما قبل الشروق أو الضحى وقبل الغروب تفاديا لحرارة الشمس فى ذلك الوقت ولمدة تتراوح ما بين خمس إلى عشر دقائق، ثم يتم لف المريض عقب الخروج من الحمام الرملى ببطانية لحمايته من أى تيارات باردة مع إعطائه سوائل دافئة مثل القرفة أو شربة دافئة حتى يتم تعويضه عن السوائل التى فقدها الجسم ويمنع المريض من شرب المياه لمدة لا تقل عن ساعتين كما يمكن لمريض الجلدية أن يمشى على الرمال الرطبة لمدة ربع ساعة يوميا لمدة تتراوح ما بين الأسبوع والثلاثة أسابيع وقد يتم عمل «الدميرة» أو ما يعرف بلبخة الرمال الطينية وهو ماسك عبارة عن معجون مصنوع من الطين وقليل من المياه ويتم وضعه على المنطقة المصابة لمدة قد تصل إلى الساعة حسب قدرة المريض على التحمل لعلاج الأمراض الجلدية وشد الجلد، كما يتم دهن الجسم بمجموعة زيوت طبية ويغطى بمسحوق الفخار وبطانية ويترك لمدة ١٠ دقائق على الجسم ويتم غسله بعد ذلك بالماء الدافئ، موضحا أن الرمال تتكون من عناصر طبيعية تساعد كثيرا فى علاج أمراض الروماتيزم والروماتويد.

وقال عبدالناصر صابر نقيب المرشدين السياحيين الأسبق، إنه لا يوجد حتى الآن ما يسمى بالسياحة العلاجية فى أسوان واستخدام هذه المصطلحات يجب أن يكون عن دراسة ووعى بمعنى السياحة العلاجية ولكن على الراغبين فى خلق صناعة تسمى السياحة العلاجية للاستفادة من جو أسوان الدافئ من انخفاض نسبة الرطوبة إلى أقل المستويات فى العالم مما يؤهل أسوان لأن تكون منطقة للاستشفاء من أمراض كثيرة أهمها أمراض القلب والرئتين والجلدية.
وأضاف عبدالناصر صابر أن مركز مجدى يعقوب فى قمة هرم السياحة العلاجية فى أسوان باعتباره مقصدا للمرضى من كل أنحاء العالم، وبالنسبة لرمال أسوان التى تحوى بعض المواد المشعة بنسب آمنة قد تكون أساسا جيدا لصناعة سياحة علاجية تعتمد على رمال أسوان خاصة أمراض الروماتيزم، مشيرا إلى أنه على المستوى الرسمى لا يوجد ما يسمى بالسياحة العلاجية فى أسوان وعلى المستوى الخاص فإن أحد أبناء أسوان بصدد افتتاح منتجع سياحى فى صحراء غرب أسوان باستخدام الرمال للاستشفاء من أمراض الروماتيزم وأن ما يقوم به بعض الفنادق السياحية فى أسوان من إضافة الاستشفاء بالرمال فهو خدمة يقدمها الفندق للنزلاء.
وأوضح نقيب المرشدين السياحيين الأسبق، أنه تم طرح الموضوع مرارا وتكرارا على مسئولى محافظة أسوان للاهتمام بالسياحة العلاجية، كما أنه تحدث إلى مسئول مؤسسة الأغاخان فى مصر لتتبنى مؤسسة أم حبيبة مشروعا لإنشاء حلقات بحثية وتدريبية تحت مسمى الاستشفاء بالرمال على غرار ما قام به الأغاخان فى خمسينيات القرن الماضي، لافتا إلى أن السياحة العلاجية لو تم تنفيذها بالطريقة العلمية مع توفير أطباء متخصصين فى هذا المجال ستساعد على جذب قطاع كبير من السائحين إلى أسوان، لأن نسبة كبيرة من سكان أوروبا الغربية يعانون من أمراض الصدر والقلب والروماتيزم، مضيفا أن مجرد إقامة السائح لمدة أسبوع أو أكثر فى أسوان دون مباشرة علاجية تساعد على الشفاء من الأمراض.
وطالب عبد الناصر وزارة السياحة بالاهتمام بالسياحة العلاجية والترويج لها، مؤكدا أنه ليس معقولا أن نهمل هذا النمط فى الوقت الذى تستغله دول سياحية أخرى لا تملك مقومات مصر الطبيعية على الإطلاق.