الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

بعد تقديم استقالته.. مظاهرة حب تطالب "الأنبا سوريال" بالعدول عن قراره.. "أسقف ملبورن": تعرضت للإهانات ولن أتراجع.. والحزن يسيطر على شعب "الإيبارشية"

الأنبا سوريال
الأنبا سوريال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مظاهرة "حب" قام بها أقباط ملبورن، مطالبين أسقفهم الأنبا سوريال، بالعدول عن قرار استقالته والذى نشره على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى الفيسبوك، مرسلًا نسخه منه للبابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
البعض طالبوه بالعدول عن قراره، وآخرون عبروا عن احترامهم لقراره، رافعين الصلوات لشخصه، فيما اجتمع مجمع كهنة ملبورن معبرين عن حزنهم لهذا القرار، مؤكدين دعمهم وولاءهم للأسقف المستقيل.
ووجه مجمع الكهنة، رسالة إلى الشعب المحب للمسيح بأيبارشية ملبورن والمناطق التابعة لها- بحسب ماجاء فى بيان لهم-، وللبابا تواضروس، مطالبين الصلاة حتى يتم حل الأمر، موجهين رسالة للشعب بالهدوء والتمسك بالإيمان وتجنب ما أسموه "تكهنات غير نافعة".
فى الوقت الذى تعتبر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية " الأسقفية" مثل " الزواج" عهد أبدي، حيث لا يجوز أن يستقيل الأسقف من منصبه، لم تكن استقالة الانبا سوريال هي الاولي في الكنيسة.. الأ أن الفترة الماضية شهدت استقالة الأنبا أبرام أسقف الفيوم والذى عاد إلى منصبه بعد عدة اجتماعات.
وفى الوقت الذى تسمح فيه الكنيسة الكاثوليكية باستقالة الأساقفة، وصولًا لبابا الفاتيكان، الأ أنه وفق العقيدة الأرثوذكسي يعد ارتباط الأسقف بالإيبارشية بمثابة عهد زواج غير قابل للانفصال، فهو عهد أبدي، والموت هو الوحيد الذى يفصل الأسقف عن خدمته بالإيبارشية.
نص استقالة الأنبا سوريال حمل العديد من الآلام، فالأسقف عدد أسباب أستقالته موضحًا " عانيت من الإهانات والتهديدات بالقتل، والثرثرة، والطعن مرة أخرى".
وبحسب نص استقالته قال " سوريال": لم أزعج الآخرين عن طريق القسوة وآمل أن لا يجعلهم متغطرسين بسبب خضوعي، إذا كنت جدير بالثناء، فالفضل يرجع إلى الله، وإذا سقطت دون توقعات أي شخص، فأنا أيضًا أشكر الله بكل تواضع على ذلك، الرب شاهد أنني احتفظت بالكهنوت والأسقفية الطاهرة وغير المشوهة.
وأكد: لقد تم وضع كل السلطة في الكنيسة القبطية لانتخاب آخر، أنا أؤمن إيمانا راسخا بأن النائب الحالي، القس الأب جرجس الأنطوني سيكون قادرًا على رعاية الرعيه في سلام وفضيلة أعتقد أن الأب جرجس هو أفضل مرشح ليحل محل أسقف هذه الأبرشية وآمل أن تطلبوا منه الرسامة لمواصلة العمل العظيم قدما. وفي النهاية، سيوفر الله لنفسه راعيًا.
ويكمل: لم أكن أبدًا أحد يسعى وراء مكاتب أو ألقاب أو عروش، أنا فقط أطلب الحياة الصحراوية من العزلة، والأسرار، وهو قراري نهائي، وكنت أفكر فيه منذ فترة طويلة، ولن يتم تغييره.
الأسقف المستقيل من رهبان دير الأنبا بيشوى العامر بوادى النطرون، وسيم أسقفًا عامًا فى نوفمبر 1997، بيد البابا الراحل الأنبا شنوده الثالث البطريرك الـ 117 على سدة مار مرقس.
" سوريال الذى وُلد فى عام 1963، حصل على الدكتواه الفخرية من الجامعة الكاثوليكية الاسترالية، والتى تسلَّمها، أثناء حفل التخرج الذى أقامته الجامعة لعام 2017، نظرًا للنشاط الرعوى الذى قام به فى نشر التعاليم المسيحية.
كما حصل الأسقف الذى تم تجليسه كأسقف على كرسى " ملبورن" فى عام 1999، على وسام القديس إغناطيوس فى عام 2017 بالسويد، وإنشاء جامعة القديس إثناسيوس الإكليريكية المعترف بها دوليًّا، وهى واحدة من إحدى عشرة كلية تضمها جامعة اللاهوت، وتم تعيينه أستاذًا مشاركًا فى جامعة اللاهوت بأستراليا، ليكون بذلك التعيين أول أسقف قبطى.
الراهب " سوريال الأنبا بيشوى" الذى حمل تعاليم " حبيب جرجس" مؤسس مدارس الأحد بداخله، معطيًا للتعليم الأرثوذكسي الأولوية، وبسبب ذلك نال وسام القديس أغناطيوس لتجديده الرؤية التعليمية للقديس حبيب جرجس، وبحسب ماجاء فى أسباب منحة الجائزة: " أن نيافته يتبع نفس المسار مِثل القديس حبيب جرجس الذى أدرك أن التعليم لا يمكن أن يتطور فى عُزلة".
وعلى مدار سنوات أسقفيته حصل على" سوريال" على عدة درجات علمية وجوائز عالمية، منها درجة الدكتوراه من جامعة فوردهام بنيويورك عن الأرشيدياكون حبيب جرجس، كما سعى إلى تأسيس دار للنشر والتخطيط لتأسيس أول متحف قبطى ومركز للدراسات القبطية فى أستراليا، إلى جانب مشاركته فى كتابة عمل يؤرخ للوجود القبطى فى أستراليا وينقل خبرات المهاجرين المصريين المسيحيين.
حقق الاسقف العديد من إنجازات في فترة وجيزة جدا في إيبارشية ملبورن وكانبرا واديليد وتازمانيا واوكلاند،عند رسامته أول أسقف لأستراليا كان عدد الكنائس في كل المناطق السابق ذكرها فقط ١٠ كنائس و١٢ كاهن.. واليوم بعد مجهوداته الجبارة أصبحت ٢٦ كنيسة و٤١ كاهنا.
بالرغم من أن العقيدة الأرثوذكسية لا يوجد بها " أستقالة " لأسقف، الأ أن الأمر تكرر، فالأنبا مينا مطران جرجا الراحل الذى توفى عام 2003، ترك الخدمة الكهنوتية قبل وفاته بعامين، وفوَّض المجمع المقدس فى جلسة 2 يونيو 2001 البابا فى تعيين نائب بابوى لإيبارشية جرجا، يكون مسئولًا عن الخدمة الرعوية فى الإيبارشية، من كل نواحيها الروحية والإدارية والمالية، وكافة ما تتطلَّبهُ الخدمة من احتياجات، تحت إشراف البابا، على أن يقيم الأنبا مينا بدير الملاك شرقى جرجا.
كذلك "الأنبا متياس"، أسقف المحلة الكبرى سابقًا، والذى رغم تقديمه استقالته مرتين، إلى البابا الراحل الأنبا شنودة الثالث فى عامي 2004 و2005 على التوالى، بعد بعض المشاكل الإدارية والعقائدية، الأ أنه فى عام 2012، وفور وصول البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، شارك الأسقف المستقيل فى حفل تجليس البطريرك.