الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

القبائل اليمنية ورقة الحسم فى صراع الشرعية و«الحوثى»

الحوثيين
الحوثيين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تُشكل «القبائل» المكون الأساسى فى التركيبة الاجتماعية اليمنية، وفى ظلِّ الحرب التى يقودها التحالف العربى لدعم الشرعية باليمن، تأتى القبائل على رأس اللعبة السياسية والعسكرية فى تحديد مصير ميليشيا الحوثى الانقلابية. ويوجد أكثر من ٢٠٠ قبيلة فى اليمن، ما يضيف للقبائل أهمية سياسية فى بناء الدولة؛ إذ تلعب دورًا رئيسيًّا فى صناعة القرار السياسي، بحسب أستاذ علم الاجتماع السياسى فى جامعة عدن، الدكتور سمير الشميري، فى بحثه «القبيلة والسلطة.. القوة والضعف».
من «الجزرة» إلى «العصا»
منذ مقتل الرئيس اليمنى السابق «على عبدالله صالح»، تصاعدت التوترات بين قبائل اليمن الواقعة تحت سيطرة ونفوذ الحوثي، خاصة فيما يسمى قبائل «طوق صنعاء»، التى اختارت الوقوف على الحياد فى معركة الأيام الثلاثة الأولى فى ديسمبر ٢٠١٧ بين ميليشيا الحوثى و«صالح».
وبعد مقتل «صالح» تغيرت الموازين، وتحولت سياسة «الجزرة» التى اتبعتها ميليشيا الحوثى مع القبائل، إلى سياسة «العصا»؛ حيث مارست الميليشيا أسوأ أنواع التنكيل والإهانة بمشايخ القبائل؛ لحثهم على مد جبهات القتال بعدد من أبناء القبائل، فى ظلِّ الخسائر البشرية لديها.
وقد أصدر رئيس ما يُسمى المجلس السياسى الأعلى، «مهدى المشاط»، قرارًا بإعادة تشكيل مصلحة شئون القبائل، وتحويلها إلى هيئة تابعة للجماعة، تحت عنوان «الهيئة العامة لشئون القبائل»، فى محاولة للسيطرة على القبائل.
أزمات الحوثى والقبائل
وشهدت الأيام الماضية شبه ثورة غضب مكتومة لقبائل اليمن بشكل عام، وقبائل العاصمة بشكل خاص، حيث تضم ٩ قبائل تشكل ما يطلق عليه «قبائل طوق صنعاء»، وهي: «حاشد، همدان، بلاد الروس، سنحان، بكيل، خولان، بنى عشيش، أرحب، بنى حارث». وطالبت مجموعة من نساء تلك القبائل، فى بيان لهن، مشايخ وقبائل «طوق العاصمة» بالانتفاضة ضد الحوثيين، وتحرير البلاد من أيديهم، قائلات: «رسالتنا إلى أهلنا وإخواننا وأبنائنا من مشايخ وقبائل طوق العاصمة صنعاء، نناشدكم نحن أمهاتكم وأخواتكم وبناتكم بسم الله ثم الوطن والجمهورية، نناشدكم باسم كل امرأة انتهك عرضها، وانتهك حرمة بيتها، نناشدكم باسم القبيلة والعرف القبلي، ونضع أمامكم وأمام نخوتكم ومروءتكم يا رجالنا جاه الله ورسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، أن تخرجوا عن صمتكم الذى قتلنا وقتل كرامتنا وكرامتكم».
وتابعن: «يكفى خضوع وخنوع وإذلال لنا ولكم ولوطنكم، الذى فرقته جماعة إرهابية ليس لديها مشروع حياة، وكل ما تعرفه هو الموت والدمار وتمزيق الوطن وقتل شعبه، وأنا الآن أضع جاهى وجاه كل نساء اليمن بين أيديكم ألا تخذلونا، فنحن عرضكم، وأن تخرجوا ضد عصابات الحوثى الإرهابية».
وفى ٢٩ أكتوبر الماضي، عقدت القبائل، مؤتمرًا للوقوف على الأحداث والتطورات الجارية فى الساحة اليمنية، واستمرار المعركة الوطنية ضد قوى الشر والانقلاب الحوثي. وقالت قبائل «خولان السبع»، فى بيان لها: إنهم أقروا عددًا من التوصيات، مجددين التأييد والمساندة لكل الجهود الوطنية التى تبذلها القيادة الشرعية، بقيادة الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادي، داعية إلى «دعم الجبهات وتوفير الإمكانات اللازمة والكافية لاستكمال معركة التحرير». ومؤخرًا توعدت قبائل «العوذلة» بمديرية مكيراس فى محافظ البيضاء، وسط اليمن، بإخراج ميليشيا الحوثى الانقلابية من مناطقها، والثأر لقتل الأخيرة أحد أبنائها وتعذيب الآخر بعد اختطافهما.