الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مأساة في الوراق.. مقتل سائق على يد زميله بسبب "أولوية التحميل".. أم الضحية: كان يجهز لفرح أخوه.. والزوجة: دمه ظل ينزف ساعتين.. وبناته: عاوزين بابا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت منطقة الوراق جريمة مأساوية، بعد مقتل سائق على يد زميله بسبب خلافهما على أولوية التحميل.
وكان قسم شرطة الوراق، برئاسة الرائد هانى مندور، تلقى إشارة من أحد المستشفيات تفيد بوفاة «محمد. س» ٣٢ سنة، سائق ميكروباص، بطعنتين فى منطقة القلب، وعقب الفحص وتكثيف التحريات تبين أن المجنى عليه سائق، وقد نشبت مشادة كلامية بينه وبين زميله فى الموقف بسبب أولوية التحميل، وتدخل الأهالى لفض تلك المشادة بينهما.



وفوجئ المجنى عليه بالمتهم يحضر مرة أخرى ومعه نجل عمته، وقام بالاعتداء عليه باستخدام مطواة، وأصابه بطعنتين فى منطقة القلب والصدر، ما أدى إلى مصرعه، وتم ضبط المتهمين.
وكان المشهد فى منزل القتيل حزينا ومؤلما، اختلطت فيه الدماء بالدموع، بعد أن لفظ القتيل أنفاسه الأخيرة أمام أعين والدته، ناطقًا الشهادة، وهى تحدق بعينيها على نجلها، ولسان حالها يقول «لا، ابنى مامتش»، رددتها أكثر من ٤٠ مرة حتى فاقت على صدمة الطبيب يخبرها داخل المستشفى: «البقاء لله يا أمى، محمد توفى».
وتقول أم القتيل: «قلبى اتحرق، وفرحتى ماتت، ومفيش حاجة تعوضنى عنه، ضنايا كان بيجهز أخوه وبيدعى الناس لفرحه».
وأضافت الأم المكلومة أن ابنها كان يحلم باللحظة التى يرى فيها شقيقه عريسا، فقد كان يدعو الناس للفرح، خاصة أنه كان متبقيا ٥ أيام على عرس شقيقه، وقالت: «كان بيلف على الناس بدعوات فرح أخوه ليل ونهار، وأنفقوا ٣٠ ألف جنيه على التجهيزات».


وعن يوم الواقعة، قالت الأم: «فوجئنا بأحد الأشخاص يخبرنى أن نجلى قد أصيب بسلاح أبيض «مطواة»، على يد أحد الأشخاص داخل الموقف، حيث إنه يعمل سائق ميكروباص، وعلى الفور أسرعنا به إلى أحد المستشفيات، ولكنه لم يلقى رعاية طبية داخل المستشفى وأخذ يصرخ «أخرجونى من هنا، مش عايز أقعد»، وسقط من أعلى السرير، وبالفعل توجهنا به إلى مستشفى آخر، ولكنه لم يمكث به سوى دقائق قليلة، حتى توفى متأثرا بالنزيف»، وأضافت: «ابنى كان غرقان دم، ودمه كله اتصفى، وكان مصابا بجرح فى أحد عروق يده، وطعنة فى منطقة القلب، يا ضنايا يا ولدى».

أما شقيق القتيل، فقال: «نشبت مشادة كلامية بين المجنى عليه وبين أحد سائقى الميكروباص وأحد الأشخاص داخل موقف السيارات، وتدخل الأهالى وقاموا بفض المشادة، ولكن فوجئوا بعدها بذلك الشخص يحضر أحد أقاربه ومعه سلاح أبيض، وقام بطعن شقيقى فى ذراعه وفى قلبه حتى سقط علي الأرض غارقا فى دمائه، وعلى الفور تجمع الأهالى، وأخبرنا أحدهم حتى حضرنا وقمنا بحمله إلى أحد المستشفيات».

وعن كلماته الأخيرة قبل وفاته، قالت زوجة المجنى عليه: «إنه كان يردد «هاتولى ملك بنتى»، ولكن القدر لم يمهله لرؤيتها، حيث توفى قبل أن نحضرها له، ومنذ تلك اللحظة وملك وريتاج طفلتاه لم تتوقفا عن السؤال عنه، وكأن قلبهما حاسس به».
وأشارت الزوجة الحزينة، إلى أن طفلتيها الصغيرتين «ريتاج» ٤ سنوات، و«ملك» سنة ونصف، يسألان باستمرار عن والدهما: «فين بابا يا ماما، عايزين نشوفه»، وتستيقظ «ملك» كل ليلة تبكى وتسأل عن والدها، وليس أمام الأم سوى أن تخبرهما أن والدهما سيأتى قريبا.

وقالت الزوجة إن زوجها القتيل، نزف كل دمه داخل المستشفى خلال ساعتين، بالرغم من أن فتحة الإصابة بذراعه صغيرة، كما أنه كان مصابا بطعنة أخرى فى القلب، وطوال الساعتين اللتين كان فيهما فى المستشفى لم يفارقه أمه وأبوه وأشقاؤه، وحضنته أمه حتى بلل الدم جسدها.
رحل الأب المكافح الذى تحمل لسنوات ظروف الحياة، أملًا فى أن ينتشل أسرته من الظروف الاجتماعية الصعبة، رحل وترك وجعا فى الجميع، وطالبت أسرة القتيل بالقصاص من المتهمين وإعدامهما حتى تهدأ نارهم، التى أشعلتها نيران الحزن والحسرة على نجلهم الضحية.