الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

هدفان لـ"الإرهاب" سقطا في "حادث المنيا"

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد الضربات الموجعة التي وجهتها القوات المسلحة للعناصر الإرهابية في سيناء، لجأت التنظيمات الإرهابية كعادتها لاختيار الأهداف السهلة، للشو الإعلامي من جهة، ولمحاولة إثارة فتنة طائفية من جهة أخرى، إلا أنه كما كان في السابق، لم تنجح في تحقيق مبتغاها، ولم تؤثر على نسيج الوحدة الوطنية في مصر، إذ تزيد الأحداث الإرهابية، الجميع سواء مسلمين أو مسيحيين، إصرارا على التصدي لطيور الظلام وإجهاض كافة مخططاتهم ضد أرض الكنانة. 
ويبدو أن تزامن حادث المنيا مع انطلاق المنتدى العالمي الثاني للشباب بشرم الشيخ في 3 نوفمبر، بمشاركة آلاف الشباب من مختلف دول العالم، كان أيضا محاولة يائسة من الإرهابيين، لعرقلة انعقاد المؤتمر أو خطف الأضواء منه، إلا أنهم لم ينجحوا في هذا أيضا، وعقد المؤتمر، الذي يؤكد أن مصر بلد الاستقرار والأمان، وأنها وجهة السياح من كافة أنحاء العالم، خاصة أن الإرهابيين أثبتوا أنهم أصبحوا عاجزين عن استهداف مواقع حيوية، وهذا ظهر بوضوح في حادث المنيا، الذي تم فيه استهداف مدنيين أبرياء عزل.
ولعل إلقاء نظرة على التكتيكات الجديدة التي لجأت إليها التنظيمات الإرهابية ، تكشف بوضوح مدى إفلاسها، وأنها ًأصبحت عاجزة عن فعل شيء سوى مهاجمة الأهداف السهلة المتمثلة في المساجد والكنائس والمدنيين العزل.
ففي 17 أكتوبر، كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، عما سمتها التكتيكات الجديدة لتنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وسوريا، لافتة إلى أنه أرسل عناصره إلى الصحراء والجبال في مناطق متناثرة بالبلدين.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن التنظيم الإرهابي أصبح يركز أيضا على تبني تكتيكات "المقاتل الشبح"، بهدف زرع الفوضى في المناطق ذات التنوع الطائفي أو العرقي وبدأ في الاعتماد على التمويل الذاتي عن طريق السرقة والاختطاف والابتزاز، بعد التقييد على مصادر تمويله التقيلدية، والتي كانت تقوم بالأساس على بيع النفط وتهريب الآثار.
وفي 31 أكتوبر، كشف الخبير العراقي في شئون الجماعات المتشددة، هشام الهاشمي، أن تنظيم داعش الإرهابي بدأ يستخدم تكتيكا جديدا لإعادة تنظيم صفوفه، والتكيف مع سلسلة الهزائم التي تعرض لها في العراق وسوريا.
ونقل موقع "بغداد بوست" عن الهاشمي، قوله إن هذا التكتيك يقوم على التغيير في طرق تمويله بالاعتماد على الذات من خلال عمليات إجرامية.
وأشار الهاشمي إلى أنه بعد تقلص قبضة التنظيم على مناطق واسعة في العراق وسوريا، توقفت مصادر تمويله، ولجأ إلى طرق السلب وقطع الطرق التقليدية، للحصول على الأموال اللازمة لتغذية أنشطته الإرهابية.
وتابع " ملامح العجز المالي بدت واضحة مؤخرا على تحركات التنظيم، الذي خسر حقول النفط في العراق وسوريا، وفقد صلاته بشبكات التمويل الخارجي التي وفرت له في السابق أموالا طائلة".
وبالنظر إلى أن التنظيم يعاني من أزمة مزدوجة تتمثل في خسائر على الأرض، وفقدان مصادر تمويله التقليدية خاصة من النفط، فقد ركز على استهداف المدنيين، لأنهم أهداف سهلة، ولا تتطلب الهجمات عليهم، أموالا وأسلحة كثيرة، وهذا ما ظهر في حادث المنيا.
ولقي 7 أشخاص مصرعهم وأصيب آخرون في إطلاق نار نفذه مسلحون صباح الجمعة الموافق 2 نوفمبر على أتوبيس يقل أقباطا قرب دير الأنبا صموئيل بالمنيا في جنوب مصر، فيما ذكرت "رويترز" أن تنظيم داعش الإرهابي تبنى الهجوم.
ومن جانبه، نعى الرئيس عبد الفتاح السيسى ضحايا الهجوم الإرهابى الخسيس، وكتب على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى فيسبوك "أنعى ببالغ الحزن الشهداء الذين سقطوا اليوم بأيادٍ غادرة تسعى للنيل من نسيج الوطن المتماسك، وأتمنى الشفاء العاجل للمصابين وأؤكد عزمنا على مواصلة جهودنا لمكافحة الإرهاب الأسود وملاحقة الجناة".
وبدورها، قالت الصفحة الرسمية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر، في بيان في 2 نوفمبر:"إن أحد الأتوبيسات الذي يقلّ أقباطًا من زوار دير القديس الأنبا صموئيل، بمحافظة المنيا، تعرّض للاعتداء بالقرب من منطقة الدير، ما أسفر عن سقوط شهداء ومصابين"، فيما قوبل الحادث بعاصفة إدانة واستنكار على المستويين الرسمي والشعبي في مصر.