الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

تعرف علي دير مار يوسف- البرج في لبنان

 دير مار يوسف – البرج
دير مار يوسف – البرج في لبنان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دير مار يوسف– البرج على قمَّة مشرفة على البحر والجبل، وفوق مصبِّ نهر الكلب وصخوره التاريخيَّة العريقة، يرتفع دير مار يوسف البرج– ضبيّة (المتن– جبل لبنان)، على أنقاض برجٍ يعود بناؤه الى عهد الصليبيِّين.
ونشرت الرهبانية اللبنانية المارونية، عبر صفحتها الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنها تسلَّمت الرهبانيَّة اللبنانيَّة، سنة 1746، في عهد الأب العام يواكيم الحاقلاني (1744– 1748)، ديرًا وأملاكًا من السيِّد شاهين موسى الحاقلاني الذي وهبها بموجب صكٍّ يعطيه حق الاشتراك في خيور الرهبانيَّة الماديَّة والروحيَّة. 
وقد أَعرب الشيخ نوفل الخازن عن رضاه عن هذه الاتفاقية، شرط أن تدفع الرهبانيَّة المِيرة المتوجِّبة على هذا الدير. وفي 1754 تُوفّي واهب هذا الدير، ودُفن في زاوية الكنيسة الشمالية من الخارج. وفي سنة 1911 بدأ الرهبان ترميم الدير وتوسيع كنيسته، فعثروا على جثمان الواهب، ودفنوه داخل الكنيسة. ومع تسلُّم الرهبانيَّة لهذا الدير بدأ الرهبان يعملون على تحسين أرزاقه وبنائه، وتتميم داخليَّته، وإعداده كَغيره من الأديار؛ للإسهام بدوره في مسيرة الرهبانيَّة. 
استقبل هذا الدير في بداية عهده طالبي الترهُّب فعاشوا فيه مرحلة الابتداء ثمَّ أبرزوا النذور الرهبانيَّة. ولكن، إلى جانب صفحات العمران والتقدُّم والازدهار الروحيّ والماديّ، عَرَف هذا الدير، عبر تاريخه، نكباتٍ عديدة أصابت رهبانه وبنيانه وأرزاقه: فخِلال الحرب العالميَّة الأولى (1914– 1918) اعتقلت السلطات التركيَّة رهبان الدير، وساقتهم إلى المجلس العرفي في عاليه، وتمكَّنت الرهبانيَّة من إنقاذ بنيها من الإعدام، لكنَّ أحدهم قضى، بعد أسبوع، متأثِّرًا بمرضٍ كان قد أصابه في السجن. 
وفي الحرب العالمية الثانية (1939– 1945) اعتقلت الجيوش الفرنسيَّة السنغاليَّة رهبان الدير، وأخذتهم في سيارة مصفَّحة إلى المحكمة العسكريَّة في بيروت. وتوسَّطَت الرهبانيَّة فأعادتهم إلى ديرهم. لكنَّ الرهبان اضطرّوا، من جديدٍ، لمغادرة الدير، ليتحوَّل هذا إلى مركزٍ للقيادة العسكريَّة، مدَّة أربع سنوات ونيِّف. ولم يتوانَ هذا الدير عن الإسهام في إنماء محيطه. ففي سنة 1872 باع مياه طواحينه لشركة مياه بيروت، وأعطى لأهالي مخَّاضة نهر الكلب قطعة أرضٍ مجَّانًا لبناء كنيسةٍ ومدرسة، كما سمح لهم، من دون مقابلٍ، بِشَقِّ طريقٍ في أملاكه، طولها يقارب كيلومترين. وما إن انتهت الرهبانيَّة من ورشة ترميم الدير، وإصلاح بنائه وأرزاقه، حتَّى كانت الهجرة الفلسطينيَّة إلى لبنان سنة 1948، فاستقبل الدير على أراضيه عددًا كبيرًا من المهجَّرين لإسكانهم، وتعليم أولادهم، وتخزين إعاشاتهم، وتأمين عيادةٍ طبِّيَّةٍ لهم، نزولًا عند رغبة السفارة البابويَّة. وتمركز الجيش اللبناني في قسمٍ من أراضي الدير، وبنى قواعد عسكريَّة عليها استمرّت ثابتة حتَّى صيف 1967. وقد نال دير مار يوسف– البرج، من جرَّاء الأحداث اللبنانيَّة الأخيرة (1975– 1990)، حصَّته من الدمار والخراب، لكنَّه بفضل جهود الرهبان المتعاقبين على إدارته، عاد من جديدٍ ينبض بالحياة، ليتابع رسالته الرعويَّة والزراعيَّة في محيطه والجوار.