ربطت بعض الدراسات الحديثة بين هيئة جسم الإنسان وسمات شخصيته، حيث أظهر بحث جديد نشر في مجلة "علم النفس" وهي مجلة تابعة لرابطة العلوم النفسية أنه "عندما نلتقى بأشخاص جدد، فإن انطباعاتنا الأولى عن شخصيتهم قد تعتمد، جزئيا على الأقل على شكل أجسامهم".
وقال الدكتور"بيينج هو"، الأستاذ في جامعة "تاكساس"الأمريكية "يثبت بحثنا أن الأشخاص الذين يستنتجون مجموعة واسعة من سمات الشخصية فقط من خلال النظر إلى السمات الجسدية لجسم معين، يمكن أن تسهم الصورة النمطية القائمة على شكل الجسم في كيفية الحكم والتفاعل مع المعارف الجدد والغرباء.. فإن فهم هذه التحيزات يعد أمرا هاما للنظر في كيفية تشكيل الانطباعات الأولى ".
وكانت الأبحاث السابقة قد أظهرت "أننا نستنتج كمية كبيرة من المعلومات الاجتماعية من خلال النظر إلى وجوه الآخرين، ولكن أبحاثا قليلة نسبيا سعت وراء تفسير ما إذا كانت أشكال الأجسام تساهم أيضا في هذه الأحكام".
ويرى الباحثون "أردنا أن نعرف ما إذا كان بإمكاننا ربط كلمات والصفات الشخصية بشكل الجسم بطرق يمكن التنبؤ بها، وهل ينظر الأشخاص إلى جسد الآخر ويتخذون أحكاما مفاجئة حول ما إذا كان الشخص كسولا أو متحمسا أو سريع الانفعال".
كانت الأبحاث قد عكفت على تحليل بنية 140 شخصا، منهم 70 من الإناث و70 من الذكور.. فقد تم إنشاء التصاميم ثلاثية الأبعاد من قيم عشوائية على طول 10 أبعاد مختلفة للجسم، باستخدام بيانات من عمليات المسح بالليزر للأجسام البشرية.. وقد سمح إستخدام هذة النماذج للباحثين بمعرفة القياسات الفيزيائية الدقيقة لكل جسم موضحة فى الدراسة.. وقد حلل الباحثون ما إذا كان المشاركون يرتبطون باستمرار بصفات محددة مع أنواع معينة من الأجسام.
وبشكل عام، رأى المشاركون أن الأجسام الثقيلة ترتبط بميزات سلبية أكثر مثل كونها كسولة ومهملًا. كانوا يحكمون على الأجسام الأخف وزنا أن لها سمات أكثر إيجابية، مثل أن تكون واثقة من نفسها ومتحمسة.
علاوة على ذلك، نظر المشاركون إلى الأجناس الأنثوية الكلاسيكية " على سبيل المثال، على شكل كمثرى " والهيئات الذكورية الكلاسيكية " على سبيل المثال، العريضة الكتف" على أنها مرتبطة بسمات "نشطة"، مثل كونها مشاكسة، وغير متوقعة، وسرعة الانفعال.. من ناحية أخرى، كانت الأجسام الذكورية والأنثوية التي كانت مستطيلة الشكل مرتبطة بصفات سلبية نسبيا، مثل كونها جديرة بالثقة وخجولة ويمكن الاعتماد عليها ودافئة.
