الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

من فات قديمه تاه.. مهن تعود للحياة من جديد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«الماضى يحلى».. شعار رفعه كثير من المصريين لمواجهة موجة الغلاء التى اجتاحت البلاد خلال الأشهر الماضية فى أعقاب الإصلاحات الاقتصادية التى شهدتها مصر مؤخرا، حيث لجأ المواطنون لكثير من المهن التى كانت قد أوشكت على الانقراض لتحيا مرة أخرى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من فوضى انهيارات جيوب المصريين فى ظل الارتفاع المتواصل.
ضغوط الحياة تلك دفعت ربات البيوت وأيضا الكثير من الأبناء للعودة إلى الوقوف فى طابور الإسكافى لتصليح أحذيتهم، بدلا من شراء الجديد الغالي، أو الذهاب إلى ترزى الرفا أو بائع أثاث الروبابيكيا لإصلاح عيوب ما يرتديه أو شراء أثاث مستعمل لضيق ذات اليد، والعجز أمام شراء الأحدث المكلف فى أسواق المرحلة المجنونة بفعل جنون الأسعار وطقس غلاء المرحلة.
«رب البيت» و«أم الولاد»، كلاهما أصبحا فى وضع لا يحسدان عليه، لا يملكان إلا التعايش مع وضع المرحلة أملا فى غد أفضل، يسعون فى صمت للبحث عن بدائل تمكنهم من العيش بجميع السبل المتاحة والممكنة لديهم، حتى إن انتهى بهم الأمر عند دكان الإسكافى أو ترزى الرفا أو بحثوا عن منافذ بيع الأثاث القديم والمستعمل.

القدماء أول من صنعوا الأحذية
كان المصريون القدماء أول من صنعوا الأحذية، باستخدام الجلد أو ورق البردي، والتى توارثتها الأجيال بمرور الزمن وصولًا إلى الوقت الحالي، وكان يسمى قديمًا صانع الأحذية يدويًا بـ«الإسكافى»، تصنع كل فردة من الحذاء بدقة وحرفة، ويعمل عليها أكثر من شخص فيصبح الحذاء اليدوى ذا قيمة ويرتفع سعره، عمل بهذه المهنة الكثير من «الصنايعية» والعمال المحترفين فى العمل اليدوى سواء تصنيع أو تصليح الأحذية فى الورش المختلفة سواء الكبرى أو المحلات الصغيرة فى جميع أنحاء الجمهورية.
إلا أنها شهدت حالة من الاندثار خلال السنوات الماضية، أدت إلى قلة نسبة العمالة فى الورش والمهنة بصفة عامة، نتيجة انصراف المواطنين عن تصنيع أو تصليح الأحذية القديمة واستبدالها بشراء جديد مستورد، ما جعل فى الوقت الحالى الموجودين فى المجال من «شيوخ المهنة» كما يُقال وهم كبار السن الذين يعملون منذ سنوات طويلة، ما نتج عنه غياب إلى حد ما لفئة الشباب.
وجاءت هذه الهجرة للمهنة نتيجة الاعتماد على المستورد لفترات طويلة قبل غلاء الأسعار وتعويم الجنيه، ولكن بعد هذه الأحداث الاقتصادية والتغيرات التى شهدتها أسعار جميع السلع والمنتجات وارتفاعها بشكل كبير، أصبح المواطن البسيط يبحث عن جميع السبل التى توفر له احتياجاته اليومية بما يتناسب مع أمواله التى يصرفها يوميًا أو أسبوعيًا أو شهريًا أو سنويًا، من بينها اعتماد الأسر البسيطة على «صنايعية الأحذية» فى تصليح أحذيتهم بدلًا من شراء جديد الذى ارتفع سعره للضعف فى الوقت الحالي.

تطور الصناعة
«على الرغم من التطور الكبير فى ظهور الماكينات التى تسهل عمل الصنايعى فى تصليح الأحذية، فإننا ما زلنا نعتمد على العمل يدويًا».. بهذه الكلمات بدأ «عم حمدى السيد»، صاحب محل صغير لتصليح وتفصيل الأحذية فى محافظة الجيزة، حديثه، موضحًا أن الورش اليدوية لا يمكن أن «تموت»، فهى الأساس فى المهنة، والتى ما زال يقبل عليها المواطنون حتى الآن، خاصة تصليح الأحذية والشنط بمختلف أنواعها والتى تتطلب «صنايعي» محترفا يعرف أصول وأسرار العمل.
وأضاف السيد، قائلًا: «دى مهنة ورثتها أبًا عن جد، بشتغل فيها من سن ١٠ سنين، نزلت اتعلمت كل حاجة فيها من أبويا وأسرار المهنة لحد ما بقيت بعرف الزبون عايز يعمل إيه فى الحاجة قبل ما يقولها، والحمد لله دايمًا الزباين تثق فى شغلى لأنهم عارفينى من سنين طويلة وعمر ما حد اشتكى من شغل عملته، كمان إحنا بنعمل تفصيل للأحذية ودى بتحتاج مجهودا كبيرا جدًا؛ لأننا بنشتغل فى البداية على القوالب الخشبية باستخدام الجلد الطبيعى وعمل البطانة والتثبيت بالمسامير وتهيئة الحذاء على حجم القالب للصق بالغراء، وتشكيل الغطاء الجلدى له وتركيب الكعب، وده مشوار محتاج قوة عضلية واحترافية شديدة؛ لأننا مش بنستخدم ماكينات الضغط واللصق وغيرها من الوسائل الحديثة، والعامل الشاطر هو اللى يعمل ده ويطلع المنتج زى ما عايزه الزبون بالظبط وفى مدة قليلة».

مواسم الإسكافى

تابع حمدي، أن الإقبال على تصليح الأحذية والشنط المدرسية زاد خلال الفترة الأخيرة، نظرًا لارتفاع أسعارها فى الأسواق، لافتًا إلى أن تصليح الشنط المدرسية والأحذية يزداد بشكل كبير قبل بدء موسم الدراسة بأسبوع أو اثنين على الأقل، وكذلك بعد دخول المدارس فى الشهور الأولى، خاصة فى الأحياء الشعبية البسيطة التى لا يتحمل سكانها تكلفة شراء مستلزمات مدرسية جديدة لأطفالهم، الأمر الذى زاد الفترة الأخيرة، نتيجة لارتفاع الأسعار، ما اضطر الأهالى للعودة والإقبال بشكل كبير لتصليح الشنط والأحذية القديمة ودفع المبالغ القليلة بدلًا من المئات لشراء أخرى جديدة.
واستكمل: «تكلفة تصليح الشنط والأحذية تبدأ من ٥ وحتى ١٥ جنيها على حسب الشغل والتصليح اللازم للشنطة أو الحذاء، وفيه حاجات قديمة مينفعش معاها التصليح بس بنحاول على قد ما نقدر علشان الناس اللى بتطلب مننا ده وبيقولوا معناش فلوس نجيب حاجات جديدة، كمان تصليح الأحذية والشنط مش شرط للمدارس وبس وارتباطها بالموسم ده، لكن دى بتحصل كل يوم على مدار السنة، وخصوصًا فى الأيام دى لأن الحذاء أو الشنطة دلوقتى واللى خامتها مش حلوة أصلا بتوصل لـ٢٠٠ جنيه، وده مبلغ مش موجود مع الناس البسيطة، ولو موجود يشترون به احتياجاتهم الأساسية زى الأكل والشرب، وأنا كصنايعى براعى الحكاية دى وبحاول ماخدش فلوس كتير من الناس علشان أنا منهم بعمل الحاجة وباخد حقها بس».
وأشار إلى أن خامات الشنط التى يسعى أولياء الأمور لتصليحها رديئة جدًا، وسريعًا ما يتم تلفها وعدم تحملها ذهاب الأطفال بها يوميًا للمدرسة، وكذلك الشنط الخاصة بالسفر وشنط السيدات أيضًا والأحذية بمختلف أنواعها وأشكالها، مؤكدًا أنه منذ سنوات ماضية كان كثير من المواطنين عندما يواجهون قطعًا فى أحذيتهم أو شنطهم الخاصة يقومون بإلقائها فى القمامة وشراء جديد، ولكن حاليًا الوضع اختلف تمامًا، مضيفًا أنه يعتمد على العمل اليدوى فى جميع عمليات التصليح اللازمة للشنط والأحذية باستخدامه للخياطة اليدوية واللحام والمسامير وغيرها من الأدوات.



القديم «يحلى»

بينما يقول «صابر»، أحد أهالى محافظة الجيزة، إنه أصبح يتعامل مع محلات تصليح الأحذية والشنط بشكل كبير فى حالة تلف أو قطع حذاء أو شنطة لديه، نظرًا لعدم تمكنه من شراء جديد نتيجة لارتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه، موضحًا أنه موظف بسيط يمتلك راتبًا قليلًا لن يستطيع مواكبة موجة الغلاء فى أسعار جميع السلع والمنتجات، ما أجبره هذا الأمر ودفعه للبحث عن بدائل لتوفير احتياجاته الأساسية، قائلًا: «علشان الغلاء اللى إحنا فيه ده رجعت أصلح الحاجات القديمة اللى عندى زى الشنط والجزم والهدوم كمان لأنى مش مستحمل أشترى جديد، المرتب بيكفى الأكل وفواتير الغاز والكهرباء والإيجار بالعافية».
فيما قالت زينب، إن لديها طفلين فى مراحل دراسية مختلفة يذهبان إلى المدارس ويحتاجان إلى مستلزمات دراسية عدة من بينها الأحذية الجديدة والشنط المدرسية كل عام، موضحة أنه أمر لا يمكن تحقيقه فى الوقت الحالى نظرًا لارتفاع الأسعار بشكل كبير، ما دفعها إلى الاعتماد على الأحذية والشنط القديمة التى يمتلكونها وتتعامل مع أحد المحلات الموجودة بجوار منزلها لتصليح الأحذية وتحسين حالتها لاستخدامها مرة أخرى مع بدء الموسم الدراسى المقبل، لأن تصليحها لن يكلفها سوى جنيهات، أما فى حالة رغبتها شراء مستلزمات جديدة ستحتاج إلى مئات الجنيهات لشراء احتياجات طفلين.



«الرفا» لملابس الفقراء

«رفا الملابس» هى أيضا من المهن التى انتعشت مرة أخرى خلال الفترة الأخيرة، نتيجة إقبال الطبقات الفقيرة وسكان الأحياء الشعبية عليها، لإحياء ملابسهم القديمة والتالفة مرة أخرى كى تصبح صالحة للاستخدام، نتيجة لارتفاع الأسعار وعدم استطاعة كثيرين مواكبة هذه التغيرات الاقتصادية، وعدم تمكنهم من شراء ملابس جديدة بأسعار مرتفعة للغاية.
«عم أحمد» ترزى يقول: «مش أى حد يشتغل فى الرفا، لازم يكون محترف ودقيق وعنده صبر»، مشيرًا إلى أنه يعمل فى مهنة «الرفا» منذ ٣٠ سنة، تعلمها منذ الصغر من والده الذى كان يمتلك هذا المحل فى السابق ثم تركه له، ومارس المهنة عن حب شديد لها استمده من والده، فضلًا عن أن أساس المهنة يحتاج إلى الدقة والصبر والنظر القوي.
وتابع «عم أحمد»، قائلًا: «قليلون اللى بيشتغلوا فى مهنة الرفا؛ لأنها عايزة واحد عنده طول بال وصبر كبير علشان يعمل الشغل مظبوط، لكن ده مش موجود فى الأجيال الجديدة علشان كده مش بنلاقى حد بيشتغل فى المجال ده من الشباب، وهذا ما قد يقضى على المهنة، المفروض نعلم الأجيال القادمة الحرف والصناعات اليدوية الموجودة؛ لأنها بدأت ترجع تانى زى الأول لأسباب كتيرة منها ارتفاع الأسعار الموجود دلوقتى، واللى خلى الناس تخفف من الشراء فى منتجات كتيرة».
وأوضح، أن هذه المهنة كانت فى قمة ازدهارها فى منتصف السبعينيات، وكان جميع العاملين بها يمارسونها بكل دقة وحرفية، نتيجة تعلمهم أصول المهنة منذ الصغر وبالتوارث عبر الأجيال، لافتًا إلى أنه قديمًا كان الناس يلجأون إلى الرفا من جميع الطبقات الفقيرة والغنية لتصليح ملابسهم التالفة، فكانت هذه المهنة غير مخصصة للفقراء فقط أو للأغنياء فقط، بل إن جميع المواطنين كانوا يلجأون لها باستمرار، وذلك يعتمد أيضًا على ثقة الناس فى عامل «الرفا» ومدى حرفيته فى تصليح الملابس وإخراجها بالشكل المطلوب، وخلال السنوات الماضية كان أبناء وأحفاد الناس يتعاملون مع عمال هذه المهنة نتيجة ثقة أسرهم فى عملهم.
وقال «عم أحمد»: «تصليح الملابس يعتمد على نوعية القماش؛ لأن هناك نوعيات، خصوصا هذه الأيام رديئة جدًا، وبتاخد وقت كبير علشان أعرف أصلحها، ولكن القماش والقطن والصوف بيكون سهل جدًا فى الشغل، بس فى الآخر كل النوعيات بتحتاج إلى الصبر والدقة والمهنية علشان نعمل الشغل زى ما الكتاب بيقول، وكمان لأنى بعمل الشغل كله على أيدى بشكل يدوي، وباستخدم الإبرة والخيط اللى معمول منه الهدوم».
وأشار إلى أن أجر تصليح الملابس قديمًا كان بـ«الصاغ»، ولكن فى الوقت الحالى قد يصل إلى ٢٠ جنيها فأكثر، ولكن حسب العمل المطلوب للملابس ومدى تلفها واحتياجها للتصليح.



«عائشة وصلاح»

فى السياق ذاته، تقول عائشة، إن هذه المهنة تعرفت عليها من أجدادها وأسرتها، فكان يتعامل معها قديمًا الأغنياء والفقراء أيضًا، موضحة أنه حاليًا عادت إلى التعامل معهم مرة أخرى بعد انقطاع دام لسنوات عدة، قائلة: «بعشرة جنيهات أصلح ما أفسده الزمن فى الملابس بدلًا من شراء الجديد الغالى»، وتابعت: «أصبح من غير الممكن للطبقات الفقيرة شراء مستلزماتها من الأسواق فى ظل غلاء أسعار ومرتبات ودخول متواضعة».
بينما قال صلاح أحمد، من محافظة الجيزة: «زمان كانت «الرفا» مهنة ليها قيمة كبيرة وكان كبار الدولة يتعاملون مع عمال هذه المهنة، ولم تكن مقصورة على الفقراء، وقليل جدًا لما كان حد يعتمد على الملابس الجاهزة، ودلوقتى الناس رجعت تعتمد على الرفا تانى بعد غلاء الأسعار، بعد ما شهدت المهنة حالة من التراجع الشديد بسبب أن الناس مكنتش بتعتمد عليها لسنوات طويلة».



الأزمات الاقتصادية

على الجانب الآخر، يبحث الشباب عن جميع السبل والوسائل المتاحة لديهم لمواجهة الأزمات الاقتصادية التى يواجهونها نتيجة غلاء وارتفاع الأسعار يوما بعد يوم، خاصة المقبلين على الزواج لما يحتاجونه من شراء للأثاث وجميع الاحتياجات اللازمة لهذه المرحلة، ولكنهم يصدمون بالواقع الأليم، وهو «غلاء الأسعار»، ما كان دافعًا قويًا لانتعاش مهنة «بيع الأثاث المستعمل»، والتى كانت تسمى قديمًا بـ«الروبابيكيا» وهى التجارة فى كل ما هو مستعمل من الأشياء المنزلية.
يقول «الحاج ناصر»، صاحب محل لبيع الأثاث المستعمل فى حدائق المعادي، إن الطلب على شراء الأثاث المستعمل زاد خلال الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ، موضحًا أن هذا الأمر نتيجة ارتفاع أسعار الأثاث بشكل رهيب، ما أدى إلى انصراف المواطنين عن شرائه واللجوء إلى المستعمل نظرًا لقلة ثمنه مقارنة بالآخر، لافتًا إلى أن هذا المجال ليس بأمر مستحدث، ولكنه موجود منذ قديم الأزل، إلا أنه جاءت عليه فترة أهمله المواطنون ولم يقبلوا على شرائه.
وتابع «الحاج ناصر»: «العفش كله بقى غالى جدًا، دلوقتى بيزداد كل يوم كمان، وده كان سبب قوى أن الناس ترجع تشترى العفش المستعمل وخصوصا الشباب المقبلين على الجواز؛ لأن أقل أوضة نوم دلوقتى تعملها حوالى ٥ آلاف جنيه، ولكن المستعمل ممكن تبدأ الأوضة البسيطة من ٥٠٠ جنيه ولحد ٢٠٠٠ جنيه، والصالونات ممكن توصل لحد ١٥٠٠ جنيه، والعفش المستعمل مش زى ما الناس تعتقد أنه وحش أو متبهدل لا إحنا بنعمله إعادة تدوير تانى وبنصلحه لو فى أى حاجة مكسورة أو بايظة وبنرجع ندهنه تانى بالألوان، وبيكون زيه زى الجديد بالظبط، وبنعمله تنجيد من أول وجديد علشان يكون شكله كويس وحلو».
وأضاف، أن المقبلين على شراء الأثاث المستعمل من الطبقات الفقيرة المتواجدين فى الأحياء الشعبية والعشوائيات، التى لا يتمكنون من شراء أثاث جديد بأسعار مرتفعة جدًا، لافتًا إلى أنه يحصل على الأثاث المستعمل من المواطنين الذين يريدون تجديد أثاث منزلهم أو يقومون بـ«الانتقال» إلى منطقة أخرى، والذين يكون أغلبهم من الطبقات الراقية أو الأغنياء، والذين يعرفون جيدًا أن هذا الأثاث يذهب إلى أصحاب الطبقات الفقيرة، وبالتالى يكون الأثاث مستعملا استعمالا «نظيفا»، أى دون أى خدش أو تلفيات، فضلًا عن أنهم غالبًا ما يتساهلون فى أسعار بيع الأثاث مع التجار، مشيرًا إلى أنه هناك بعض الزبائن وتحديدًا العرسان يأتون إليه للاتفاق معه حول شراء الأثاث المستعمل منه، ولكن دون ذكر أنه مستعمل أمام أهل العروسة منعًا للإحراج أو المشكلات التى يمكن أن تحدث بسبب هذا الأمر، نتيجة ترسيخ ثقافة أن الأثاث المستعمل غير صالح للاستخدام.
وأشار إلى أن بيع الأثاث المستعمل لا يرتبط بوقت معين وليس له موسم محدد، إلا أنه يزداد فى الأعياد وما قبلها بسبب الأفراح واستعداد الأهالى لتجهيز «عفش العروسة»، مضيفًا أن محلات بيع الأثاث المستعمل تتواجد فى الأحياء الشعبية بكثرة مثل: المنيب وإمبابة والسيدة عائشة والسيدة زينب.. وغيرها من الأسواق، كما أن الذي يقوم بتصليح الأثاث المستعمل قبل بيعه يسمى «الأستورجي».



حملة «اشترى المستعمل»

فيما أطلق موقع «أوليكس» للإعلانات على الإنترنت، حملة «اشترى المستعمل» للتشجيع على شراء الأثاث والأجهزة المنزلية المستعملة، بعد ارتفاع الأسعار بالأسواق، موضحة أنها أولت اهتماما خاصا بقسم الأثاث والأجهزة المنزلية وتقديم المنتجات بمختلف الأسعار، والتى تتناسب مع كل مواطن حسب ميزانيته.
وأوضح الموقع، أن فئتى الأثاث والأجهزة المنزلية المستعملة من بين أكثر الأقسام رواجًا بين المستخدمين على منصة أوليكس، إذ شهدتا زيادة وصلت إلى ٤٠٪ فى عدد المعلنين، مقارنة بالعام الماضي، ما يعكس تغيرًا فى السلوكيات الشرائية لدى المستهلك، وتحولا نحو التفكير العملى الاقتصادي.
وقالت دينا جبران المدير العام لأوليكس مصر، إن ثقافة شراء السلع والمنتجات المستعملة تعد أمرًا شائعًا فى المجتمعات المتقدمة، ولاقت رواجًا وقبولًا سريعًا، ما دفع أوليكس كمنصة رائدة فى مجال الإعلانات المبوبة الإلكترونية إلى إطلاق مبادرة «اشترى المستعمل» انطلاقًا من يونيو الماضى فى فئتى الأثاث والأجهزة المنزلية.
وفى سياق متصل، قالت «ياسمين»، إنها عروسة حديثة اعتمدت فى تجهيز شقتها على الأثاث المستعمل والأجهزة الكهربائية أيضًا، نظرًا لعدم ارتفاع تكلفتها بشكل كبير مقارنة بشراء الأثاث والأجهزة الكهربائية الجديدة، موضحة أن الأثاث زادت أسعاره بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، ما قد يؤثر فى نسب الزواج وزيادة العنوسة للفتيات، مناشدة بضرورة وجود حل لهذه الأزمة التى تواجه الشباب حاليًا ومساعدتهم بشتى الطرق.