الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

خضير البورسعيدي يتحدث لـ"البوابة نيوز": الخط العربي هوية أمة وإبداع فنان.. الحروف شديدة الإحساس وتشبه الإنسان.. التكنولوجيا لا تهدده وأطالب بعودته للمدارس

حوار الفنان مسعد
حوار الفنان مسعد خضير مع البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ذاع صيته داخل مصر وخارجها، وذلك من خلال كتاباته لتترات العديد من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات الشهيرة المصرية مذيلا إياها بتوقيعه الشهير «خضير».

اشتهر برسوماته المتقنة في التليفزيون، إضافة إلى لوحاته الفنية مستخدما الخط العربي الذي كان بالنسبة له أداة للمقاومة الشعبية ضد الاستعمار قبل أن يكون فنانا أصيلا له قواعده وأسلوبه الخاص، تعلم على يد كبار الخطاطين المصريين أمثال سيد إبراهيم، محمد حسني، محمد عبدالقادر، وبفضل إنتاجه المفرط جعله يلقب بشيخ الخطاطين المصريين ونقيب الخطاطين.
تخطت أعماله ١٥ ألف لوحة بالإضافة إلى آلاف أعمال التليفزيون والمسرح، شارك في العديد من المعارض داخل مصر وخارجها، وبفضل أعماله جعلته ينال العديد من الجوائز أنه الفنان ونقيب الخطاطين مسعد خضير البورسعيدي الشهير بـ«خضير البورسعيدي».
التقت «البوابة نيوز» بنقيب الخطاطين مسعد خضير ليتحدث عن تجربة مع فن الخط العربي والمشاكل التي واجهته، وعن أعماله بالتليفزيون ومتحفه الخاص بالإضافة إلى المعارض التي أقامها وشارك بها.
■ حدثنا عن تجربتك مع فن الخط العربي؟
- كانت تجربتي مع الخط مبكرة جدا فلقد اكتشفت نفسي عندما كتبت على جدران البيوت في بورسعيد بعد العام ١٩٤٨ «من يتعاون مع الاستعمار لا ينتظر إلا الموت»، وأيضًا كنت أكتب على سبورة المدرسة «الملك فاروق ملك مصر والسودان» حتى تنبأ لي الجميع، ومن بينهم ناظر المدرسة، بمستقبل كبير في فن الخط الذي تعلمته في البداية من كتاب لفنان تركي اسمه محمد عزت، اشتريته من عربة «الروبابيكيا».
وأثناء طفولتي فكرت في حيلة أجذب بها الناس لخطى عندما كتبت على محلي المتواضع «خضير الخطاط» من اليسار إلى اليمين، فأخذ الجميع ينظر إليها ويتساءل لماذا كتبت كذلك؟ أجبتهم قائلا: إنكم لا تنظرون إلى الكتابة الصحيحة.. ومن هنا اشتهر المحل، وأخذ الجميع يتحدث عن «الخطاط أبو يافطة مقلوبة»، وأصبح كل عمل أكتبه أفكر كثيرًا في كتابته بطريقة يشيد بها الآخرون، وتخطف أنظارهم، والتحقت بمدرسة الخط العربي بعد أن أتممت دراستي لاستكمال مشواري مع فن الخط العربي.

■ ماذا عن عملك بالتليفزيون المصري؟
- عندما عملت بالتليفزيون المصري كنت دائما أتساءل عن طبيعة البرنامج وما يقدمه لكي أكتب ما يتناسب معه تمامًا، مشيرا إلى أن المخرج إسماعيل عبدالحافظ عندما أخبره عن مسلسله «ليالي الحلمية» الذي يتناول أهالي منطقة الحلمية بالعصيان والطرابيش في تلك الحقبة، فأخذت بكتابة تتر المسلسل بشكل معبر ومختلف تمامًا وذاعت شهرتي، بالإضافة إلى كتابة تتر مسرحية «مدرسة المشاغبين» بصورة مشاغبة تجمع الرسم مع الكتابة في آن واحد معبرًا عن الحدث، وأيضًا مسرحية «العيال كبرت» كتبت بصورة معبرة عن العمل، وكذلك بخصوص ماتشات الكرة وعندما كتبت كلمة «استراحة» في صورة شخص يجلس على أحد الكراسي، أخذ الجميع يضحك على هذه الفكرة، مؤكدًا أن كل أعماله قائمة على فكرة.

■ ماذا عن المعارض الفنية التي أقمتها وشاركت بها، وماذا عن متحف «حضير»؟
- شاركت في العديد من المعارض الفنية داخل مصر وخارجها حتى عام ١٩٨٥، وأصبحت أنفذ معارض خاصة بمفردى داخل قاعة «بيكاسو» بالزمالك، كل عامين باستمرار لتضم العديد من أعمالي الفنية المختلفة، وعندما قررت إنشاء متحف «خضير» كانت فكرة جريئة لإنشاء متحف خاص لفن الخط العربي، والآن يفتح ذراعيه لكل محبي وعشاق فن الخط العربي والكائن بجوار قسم الجمالية فى منطقة الحسين، ليضم ما يقرب من ١٠٠٠ لوحة مختلفة، يأتي له العديد من تلاميذ وعشاق فن الخط العربي من داخل مصر وخارجها.
شيخ الخطاطين
■ ما هو أحب الألقاب إليك «شيخ الخطاطين» أم «نقيب الخطاطين»؟
- أحب لقب «خضير البورسعيدي» أنني ارتبطت به، وهو ارتبط بي أيضا، وأسعد كثيرا عندما يقرن اسمى بـ«بورسعيد»، ففي جميع معارضي وكتاباتي لا أكتب الفنان أو غيره سوى ذلك الاسم فقط.
■ هل شاركت في كتابة خطوط كسوة الكعبة المشرفة؟
- نعم وأحمد الله كثيرا أنني نلت هذا الشرف العظيم، وشاركت بكتابة كسوة الكعبة المشرفة كاملة، بالإضافة إلى مشاركتي أيضًا بخطوطي في العديد من المساجد داخل مصر وخارجها.

■ كم مرة كتبت فيها المصحف الشريف؟ وما هي أكثر آية تفضل كتابتها؟
- شرفت بكتابة المصحف الشريف ستة ٦ مرات، ومن أكثر الآيات المقربة إلى قلبي وتريحني كثيرا وأحب كتابتها هي قوله تعالى «ألا بذكر الله تطمئن القلوب» تلك الآية الكريمة التي يذكر فيها اسم الله سبحانه وتعالى، وعندما تذكره ليلا ونهارا يطمئن قلبك، ففي كثير من الأحيان عندما أحس بضيق أو هم معين، فإنني أتجه تلقائيا إلى الكتابة، وأكتب العديد من الكتابات التي أتغذى عليها من آيات «القرآن الكريم» وعلى الفور أشعر براحة نفسية وأنا أذكر الله سبحانه وتعالى بكتابة كلماته وأسمائه.
■ هل الخط العربي كفن يجد جمهورا يهتم به ويحرص على تعلمه وحضور معارضه؟
- نعم الخط العربي يجد جمهورا، ولكن لم يجد من يدعمه ويسانده، فالجمهور موجود وبقوة لكن المعنيين يتجاهلونه، فنجد ملتقى القاهرة الدولي لفن الخط العربي هو بمثابة الحسنة الوحيدة التي تحيي هذا الفن، مطالبا باستمرارية مثل هذه الملتقيات ودعمها، وذلك حفاظًا على هذا الإرث التاريخي العظيم.
■ هل التكنولوجيا تؤثر على فن الخط العربي؟
- إطلاقا التكنولوجيا لا تهدد الخط العربي، فيستخدمها العديد من الخطاطين لإدخال بعض الإضافات إلى لوحاتهم واللعب بها، فساعدت كثيرا على توفير والوقت والمجهود، وعندما تكتب حرفا على الكمبيوتر مثل حرف «أ» تجده كما هو وعند بتكبيرة يظل ثابتا، ولكن عندما يكتب فنان الخط العربي حرفا وتريد تكبيره يظهر به بعض التعرجات وهذا هو حس ونبض قلب الفنان، فالحرف دائما يشبه الإنسان تماما في حركاته المختلفة.
■ يعاني طلاب المدارس والجامعات من سوء خطوطهم فما السبب في ذلك؟
- لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ومعظم أساتذة المدارس حاليا غير مؤهلين تماما، وذلك يرجع إلى العجز الدائم لأساتذة الخط العربي، فلا بد من عودة وتوحيد حصص الخط العربي داخل المدارس.