الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

صور.. تعرف على دير "رؤية بولس الرسول" في كوكب دمشق

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على "تل كوكب" في منطقة داريّا على مشارف مدينة دمشق إلى الجنوب الغربي منها، بني دير بولس الرسول البطريركي في عام 1962، على بعد 18 كم من دمشق، على الطريق المتجه إلى القنيطرة، على أنقاض دير يعود إلى القرون المسيحية الأولى.
تقول الرواية المسيحية إنه في هذه المنطقة تغيّر كل شيء بالنسبة لشخص كان يدعى "شاول الطرسوسي" والذي ولد حوالي في السنة الثامنة بعد الميلاد في طرسوس بتركيا اليوم، جاء من عائلة يهودية فريسية محافظة، ومعنى (شاول) أي (مكّرس لله) وأنتمى مثل والده إلى حزب الفريسيين، فكان متعصبا لله ولشريعته، وعليه قام باضطهاد المسيحيين بعنف، وذاع صيته في أورشليم واليهودية كلها، ووضع بولس الكثير من المسيحيين في السجون. 
وأتجه من أورشليم وبتفويض وتوكيل من عظماء الكهنة اليهود وأتجه بها الى دمشق حيث كان يزداد عدد المؤمنين بالمسيح فيها، وقام شاول بمطاردتهم في دمشق وساقهم موثقين ومقيدين بالاصفاد والسلاسل الى أورشليم وكان ذلك في سنة 36 بعد الميلاد، وفي هذا الصدد يقول سفر أعمال الرسل بالإصحاح الثامن: "وَفِي ذَهَابِهِ حَدَثَ أَنَّهُ اقْتَرَبَ إِلَى دِمَشْقَ فَبَغْتَةً أَبْرَقَ حَوْلَهُ نُورٌ مِنَ السَّمَاءِ، فَسَقَطَ عَلَى الأَرْضِ وَسَمِعَ صَوْتًا قَائِلًا لَهُ: «شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟» فَقَالَ: «مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟» فَقَالَ الرَّبُّ: «أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ». فَقَاَلَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ وَمُتَحَيِّرٌ: «يَا رَبُّ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟» فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «قُمْ وَادْخُلِ الْمَدِينَةَ فَيُقَالَ لَكَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ».
وأمّا رفقاؤه فوقفوا مبهوتين يسمعون الصوت ولا يرون أحدًا، فنهض شاول عن الأرض وهو لا يبصر شيئًا، مع أنّ عينيه كانتا منفتحتين فأقتادوه بيده ودخلوا به دمشق، فلبث ثلاثة أيّام مكفوف البصر لا يأكل ولا يشرب.
حدثت هذه الواقعة في "تل كوكب" الدمشقية، بحسب ما تداوله المسيحيين الأولين، في إشارة إلى النور الساطع الذي ظهر لـ"شاول" الذي أصبح فيما بعد بإسم "بولس الرسول: وكذلك سميت المنطقة بـ(داريّا) أي دار الرؤية إشارة إلى رؤيّة القديس بولس للمسيح.
وتوارث الأجداد في ذاكرتهم القصة في الموروث الشعبي، وأنشأوا في هذه البقعة ديرًا على اسم القديس بولس، لم يبق منه سوى رسوم دارسة ومندثرة وبعض الحجارة المنحوتة وتيجان أعمدة كورنثسية وخرزة بئر لجمع المياه مع قساطل فخارية.
وجود الدير في هذا المكان أثبتته شهادات من القرون الوسطى، في زمن الصليبيين، مثل جاك فيتري في كتاب (تاريخ القدس)، وتيفينو في كتاب (رحلة الى بلاد الشرق) الجزء الثاني، وبوكوك في (وصف الشرق)، وبورتر في كتابه المشهور(خمس سنوات بدمشق)، وكيدان في (وصف فلسطين والجليل) الجزء الثاني، وجالابر الذي يذكر أن أكثر الأدلاء يؤكدون أن كوكب هي مكان رؤية القديس بولس.
وكذلك جاء ذكره في الجزء السادس للكتاب (خطط الشام) للعلامة محمد كرد علي، وجاء ذكره كذلك في الجزء الثاني من كتاب (الريف السوري) للمدقق السوري وصفي زكريا في حديثه عن (خربة كوكب).
الدير اليوم
أما اليوم فقد تم بناء كنيسة الدير وفق طراز معماري مميز، حلزوني الشكل، مهيبة جميلة تحاكي عملية الرؤيا، صغيرة مزينة بالداخل بمجموعة رائعة من الأيقونات الرائعة التي تمثل أحداثًا وشخصيات من الرسل والقديسيين، وهي ما تزال شاهدة على قدسية المكان وهيبته.
بالاضافة الى الكنيسة هناك مجموعة من الأبنية لإدارة وخدمة الموقع وساحات ممهدة وحدائق جميلة بالاضافة الى مسرح جميل ورائع مفتوح، وتمثال رائع من البرونز يمثل القديس بولس ينتصب في مكان بارز قام بتصميمه وتنفيذه نحات روسي، كل هذا المحتوى مسيج بسياج وتدخل إلى الموقع من خلال بوابة أنيقة.