الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

ماريو فارجاس يوسا.. الأدب وتغريد الكناريا

الروائى البيروفى
الروائى البيروفى ماريو فارجاس يوسا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قدم الروائى البيروفى ماريو فارجاس يوسا، الحاصل على الجنسية الإسبانية، عددا من المؤلفات الأدبية، التى لا يمكن تجاوزها فى حقل الرواية العالمية، وتوالت أعماله منذ إصدار «المدينة والكلاب» التى نالت شهرة كبيرة وحصدت عدة جوائز من بينها «ببليوتيكا بريفي» ثم ظهرت «امتداح الخالة» و«رسائل إلى روائى شاب» و«حفلة التيس» و«الجراء» و«من قتل بالومينو موليرو»، وفى عام ٢٠١٠ نال جائزة نوبل فى الآداب.
يوسا، يحل ضيف شرف دورة اليوبيل الذهبى لمعرض القاهرة الدولى للكتاب ٢٠١٩ الذى تنطلق فعالياته فى يناير المقبل، ولد فى الثامن والعشرين من مارس عام ١٩٣٦، كانت القراءة بالنسبة له الملجأ الوحيد وسط صعوبات الحياة ولا سيما وقت انفصال والديه، وكان حسب تعبيره يلتهم الكتب بسرعة، فتملكته الرغبة فى الكتابة.
تعرف على سلسلة «البلياد» فى سنوات شبابه، حيث كان يكثر من التردد على المكتبة التى كانت تديرها سيدة فرنسية فى ليما عاصمة البيرو، تعلم اللغة الفرنسية وقرأ من السلسلة أعمال كبار الكتاب والشعراء الفرنسيين أمثال فيكتور هوجو وبلزاك وفلوبير وبروست وغيرهم.
اهتم يوسا كثيرا بالأدب، واعتبره أفضل ما تم اختراعه من أجل الوقاية من التعاسة، ويندهش دائما من الذين يسألون عن فائدة الأدب والقصص والروايات وقراءة الشعر وإلقاء القصائد، ليتمثل قول «بورخيس» أحد الأدباء الكبار قائلا: وهل نسأل عن فائدة تغريد الكنارى ومنظر غروب شمس جميل.
الأدب فى تصوره علاجا وقائيا لحماية الإنسان من غباء الكبرياء والتعصب والفصل الدينى والسياسى والقومى، فالأدب يستطيع أن يثرى الجنس البشرى بجوار معالجته لتلك الصفات الذميمة، فهو على كل حال ينقل مظاهر الإبداع الإنسانى المتباينة، فيصبح رمزا للتبادل المعرفى والثقافى، وأيضا قراءة الأدب الجيد هى مصدر للمتعة بطبيعة الحال، وتجربة لنعرف من نحن وكيف نكون، فنشاهد العيوب والنواقص، ونحاول تقريب المسافات بيننا وبين الآخرين، لينشأ رابط أخوى بين البشر بسبب الأدب، يجبرهم على التحاور ويوعيهم بالأصل والهدف المشترك، كما يمحى جميع الحواجز التاريخية.
وعن اختيار مواضيع الكتابة فى أعماله الروائية، يرى يوسا أن الموضوعات تبدأ من شعور صغير يفرض نفسه على تفكيره يتم بسطه بالتأمل من خلال الخبرة الإنسانية لتصبح عملا متكاملا.
إن الفترة التى قضاها يوسا فى المدرسة العسكرية أثناء شبابه جعلته فى حاجة حقيقية ورغبة ملحة ليكتب، وكانت تجربة مؤلمة له كلما تذكرها، قرر وقتها إعادة اكتشاف بلده، كمجتمع عنيف مليء بالقسوة، مكوناته الاجتماعية والثقافية والعرقية فى صراعات دائمة، يصل أحيانا إلى اقتتالٍ ضارٍ، فكان ذلك باعثا على الكتابة بشكل كبير.
وظلت الكتابة عند يوسا تسلك مسارها المبكر من حلم يقظة أو استرجاع ذكرى لشخص ما، أو موقف، ثم يسجل الملاحظات والملخصات التى تحكم سير السرد، وطريقة نمو الشخصيات، ثم يرسم مخططا لحبكة ودرامية النص الروائى، هذه الخطوات البسيطة تمكنه بشكل سريع من الشروع فى كتابة الرواية، وفى الوقت ذاته لا ينشغل بالأسلوب، ولكنه بعدما ينتهى من الرواية يبدأ فى تنقيحها وإعادة كتابتها بشكل متوافق ومنسجم مع ذاتها.
واعتاد يوسا أن يقدم نصائحه للشباب الكتاب باستمرار، وفى إحدى نصائحه يقول: «لو بدأت أنتظر لحظات الإلهام، لما كان فى وسعى إنهاء أى كتاب، يزورنى الإلهام لجهدى المتواصل فى الكتابة، احرصوا على وضع خطة للكتابة والتزموا بها قدر استطاعتكم. يساعد هذا على تدفق أفكار للقصص لديكم».