الحلل الكهنوتية أثواب يلبسها ذوو الكهنوت حينما يقيمون الخدم الإلهية والأسرار المقدسة فتذكرهم بواجباتهم، وتعطى لهم عند سيامتهم، وارتداؤها مهم للغاية لأن الثوب على الإجمال يرمز إلى الشخصية الروحية التى لخادم الأسرار.
والثياب الكهنوتية زاهية الألوان موشاة بالذهب والفضة للدلالة على أن خادم الأسرار المقدسة يقترب من مجد الملكوت الإلهى بصفته وسيطًا بين الله والشعب.
تزين الملابس الكهنوتية على الإجمال وأحيانًا بصور السيد أو السيدة أو بصور الأعياد السيدية للتعبير عن فرح العيد وتكريمًا للرب الممجد بالفنون المستخدمة من رسم وموسيقى وأناشيد، وكذلك فى زركشة ثياب خدامه دلالة على المجد الذى يعطيه الله لخدامه ليخدموا الآخرين، ويتمجدوا هم أيضًا بمجد الرب.
تقسم الثياب الكهنوتية إلى أنواع:
ملابس خاصة بالكهنة: وعددها ستة وهى الاستخارة والبطرشيل والزنار والأكمام والحجِر والأفلونية، وللأسقف ملابس خاصة: عددها اثنتا عشرة قطعة، وهى الاستخارة والبطرشيل والزنار والكمام والصاكوس والحجِر والأموفوريون والصليب والأنكلوبيون والمانتيه والتاج وعصا الرعاية.
1- الاستخارة
هى قميص طويل ينسدل حتى القدمين وتدل على الطهارة التى يجب أن يتحلى بها الكاهن وأن يحفظها فى حياته. وترمز إلى الثوب اللامع الذى ألبسه هيرودس الملك للمسيح، وأرسله إلى بيلاطس سخرية أو إلى القميص المنسوج الذى نزعه الجنود عن المسيح عند صلبه إنه حلة البهجة وثوب الخلاص.
2- الزنار «الأوراريون»
قطعة نسيج طويلة تشبه الزنار وعليها صلبان صغيرة أو كتابة «قدوس قدوس قدوس» يلبسه الشماس على كتفه اليسار، ويمثل لنا أجنحة الملائكة، لأن خدمة الشماس كخدمة الملائكة، أما الكاهن والأسقف فيتمنطقان بالزنار، وعندئذ يشير إلى العفاف اللازم لمن تمنطق به، ويرمز أيضًا إلى السياط التى جلد بها المسيح. يشد الكاهن والأسقف حقويه بالزنار متهيأ للقيام بالخدمة المقدسة الإلهية بكل ضبط لشهواته.
3- الأكمام
قطعتا قماش عريضتان عليهما صليبان صغيران، يغطى الكمان زندى الشماس أو طرفى استخارة الكاهن أو الأسقف، وتدل على الأسلحة الروحية الضرورية لمرتديها فى جهاده الروحى ضد الشيطان وما يثير عليه من المعاكسة، وكذلك إلى الوثاقات التى ربطت يدى المسيح حين آلامه.
4- البطرشيل
قطعة نسيج طويلة وعريضة يلبسها الكاهن أو الأسقف على العنق، وتتدلى على الصدر، وينتهى إلى الأسفل بشراريب والبطرشيل يدل على النعمة الإلهية المستقرة على لابسه، ويشير إلى تحمل الأسقف أو الكاهن مسئولية الرعية، ودونه لا يستطيع الكاهن القيام بأية خدمة كنسية.
5- الحجر
قطعة نسيج مربعة الزوايا فى وسطها صليب أو صورة أحد القديسين يضعها الأساقفة والكهنة على الجانب الأيمن ويشير إلى فضائل الشجاعة والصدق والدعة والحق الذى ينبغى أن يتصف بها الكاهن عند تقديم الذبيحة الإلهية، يلبسه الأسقف وبعض الكهنة الذين يكلفهم المطران بمسئولية تتميم سر الاعتراف كآباء روحيين.
6-الأفلونية
رداء (مشلح) عريض مستدير ذو فتحة فى أعلاه مستدير ذو فتحة فى أعلاه يلبس منها فيدخل رأس الكاهن فيها وتغطى الأفلونية جسم الكاهن، ترمز إلى ثوب الأرجوان الذى سخر به جند الرومان من المسيح عند آلامه وترمز إلى نعمة الرب المستقرة بالروح القدس على الرسل وخلفائهم. يلبسها الكاهن مع البطرشيل فى تتميم جميع الأسرار المقدسة.
7- الصاكوص
رداء الأسقف: هو قميص واسع قصير وعريض الكمين ومشقوق الطرفين يجمع طرفيه بجلاجل، ويرمز إلى قميص المخلص الذى اقترع عليه الجند ساعة صلب السيد، ويرمز إلى عبادة الله الصانعة الصالحات التى تستر مرتديه، وتكتنفه من كل الجهات.
8- اموفوريون
لباس الكتف: قطعة نسيج مستطيلة يرتديها الأسقف فقط على كتفيه وحول عنقه فوق الصاكوص ويدل على الخروف الضال الذى فتش عنه المسيح فلما وجده حمله على منكبيه بفرح عظيم وضمه إلى التسعة والتسعين، وكذلك هو يرمز إلى خشبة الصليب التى حملها المسيح على كتفيه، ولهذا كان ينسج من الصوف، ويوجد اموفوريون صغير يضعه الأسقف بدل الكبير فى القداس الإلهى بعد الإنجيل، وكذلك يلبسه مع البطرشيل فى شتى الخدم.
9- الأنكولبيون
أيقونة السيد أو السيدة أو أحد القديسين مرصعة بالحجارة الكريمة يعلقها الأسقف على صدره دلالة الإيمان القويم من كل قلبه.
10- الصليب
يتدلى صليب من معدن ثمين مرصع من على الرقبة تمثلًا يقول: «من أراد أن يتبعنى فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعنى» (مرقس8: 34) يلبسه الأسقف وأصحاب الرتب الكنائسية.
11- التاج
زينة الرأس مستدير موشى بالتخاريم والأيقونات المقدسة ويعلوه صليب يلبسه الأسقف فى الاحتفالات الكنسية وفى تتميم سائر الأسرار المقدسة ويدل على إكليل الشوك الذى وضع على هامة ملك الملائكة، ويشير إلى العمامة التى كان يرتديها هارون ورؤساء الكهنة فى العهد القديم حسب أمر موسى.
12- العكاز: عصا الرعاية
عصا طويلة من المعدن أو الخشب تعلوها حيتان يتوسطها صليب صغير وتبدى حقوق الأسقف الرعائية وسلطته الروحية، وتشير إلى عصا موسى التى تحولت إلى حية وأكلت حية كهنة فرعون. وكذلك إلى الحية النحاسية التى رفعها موسى فى البرية.
13- المانتيه
جلباب واسع وطويل لونه أحمر أو بنفسجى تعلق جلاجل بطرفيه الأماميين ويزين بأيقونتين على الصدر وتطريز فى الزاويتين السفلين. يلبسه الأسقف فى الاحتفالات على أنه معلم الكنيسة ويلبسه رؤساء الأديرة الكبيرة على أنهم معلمو الرهبان وآباؤهم، وهو فى الأصل لباس رهبانى انتقل إلى المدينة مع الأسقف.
