انفرد الشاعر مأمون الشناوي بمكانة خاصة في مجال التأليف الغنائي، حيث سكنت كلماته قلوب الكثير من المحبين والعاشقين منذ زمن بعيد، وحتى يومنا هذا لاتزال قائمة في العديد من المواقف التي يمر بها الأشخاص، فيُعتبر من الرواد وأبرز الشعراء المصريين حيث لاقت كلماته انتشارًا واسعًا يصعب على الزمن إيقافه.
الشناوي، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الأحد، كان قد وُلد في المنصورة وسط عائله تُحب الكتابة والتأليف، في 28 يناير من عام 1914، فشقيقه الأكبر هو الشاعر والكاتب الصحفي كامل الشناوي، ولكن مأمون كانت له مملكته الخاصة والمتكاملة في الكتابة، فتمكن من إرضاء الجميع من مختلف الأذواق الفنية بكلماته الجذابة، هذا بالإضافة إلى عمله مع عمالقه الطرب والموسيقى.
ألف أنواعا مختلفة من الأغاني المصرية، فبالرغم من بداياته الرومانسية في كتابة روائع كوكب الشرق أم كلثوم حيث ألف لها "أنساك"، "بعيد عنك"، "كل ليلة وكل يوم" من ألحان بليغ حمدي، بالإضافة إلى أغنية "ودارت الأيام" من تلحين محمد عبدالوهاب، ألف أيضًا في الغناء الشعبي لملك الأغنية الشعبية أحمد عدوية أغنيته "كراكشنجي دبح كبشه".
لم تقف إبداعات رائد الشعر الغنائي عند هذا الحد، فقد ألف الكثير من الأغاني للعندليب "عبدالحليم حافظ" مثل أغنية "أنا لك على طول"، "بيني وبينك إيه"، "صدفة"، "عشانك يا قمر"، "كفاية نورك عليا"، و"حلفني" بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الأغاني العاطفية والرومانسية التي لاقت استحسان وقبول الجمهور منذ انطلاقها قديمًا وحتى الآن.
كما ألف مأمون مجموعة من روائع المطرب والموسيقار فريد الأطرش، ومنها أغنية "حكاية غرامي"، "حبيب العمر"، "بنادي عليك"، "طال غيابك"، و"الحب لحن جميل" بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من روائع وتراث فريد الأطرش.
وأبدع مأمون في أغاني العتاب والفراق حيث ألف للمطربة ليلى مراد أغنيتها "ليه خلتني أحبك" من ألحان كمال الطويل، وأغنية "تهجرني بحكاية" للفنانة فايزة أحمد، هذا بالإضافة إلى دعم الشاعر الراحل للمواهب الشابة في وقته وكان من بينها المطرب "هاني شاكر" في بداياته حيث شجعه مأمون كثيرًا وقدمه إلى طريق الشهرة الغنائية والفنية، كما قدم الموسيقار "سيد مكاوي" حتى صار من أبرز الفنانين والموسيقيين.
فارق مأمون الحياة في 27 يونيو من العام 1994 وذلك عن عمر ناهز 80 عامًا.
