الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

مهرجان الكرازة.. الكنيسة تهدف لتنمية مواهب أبنائها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
15 عاما من المنافسات، والتفكير والتخطيط والتنفيذ، والخدمة بطريقة غير تقليدية، 15 عاما والكنيسة الأرثوذكسية تقيم مهرجان الكرازة بشكل سنوى رغم كل الظروف، 15 عاما من ربح، ربح النفوس والشخصيات، فمن لم يفز بكأس فاز بالتعليم، ومن لم يصعد منصة التتويج فقد توج بالقرب من الكنيسة والسيد المسيح.
تبذل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية جهدا مضنيا طيلة العام، كى تخدم ما يقرب من 2 مليون فرد من أبنائها، يشاركون سنويا فى نشاطات المهرجان الصيفية بمختلف الأفرع، يتنافسون على لقب ليس هو المهم بالنسبة لمعدى المهرجان، بل المهم لديهم هو ثقل النشء بالتعاليم المسيحية والمهارات الاجتماعية والعلمية والرياضية المختلفة.
من المحلية إلى العالمية
يعد مهرجان الكرازة، والذى تنظمه أسقفية الشباب، من أقدم المسابقات بالكنيسة القبطية الأرثوذوكسية، ويرجع تاريخه إلى عام 2004، حيث حمل أول موسم عنوان «أنتم نور العالم» وكان التسابق فى العام الأول للمهرجان، مقصورا على أحياء القاهرة الكبرى والإسكندرية فقط، بعد ذلك توسع التنافس على مستوى إيبارشيات الجمهورية. وخرج المهرجان من القطر المحلى ليصل إلى العالمية، بعد أن انضم إلى التنافس إيبارشيات الأقباط فى السودان، كبداية ثم العديد من كنائس المهجر.
منافسات المهرجان
ويشمل المهرجان العديد من المسابقات منها: الدراسية، الألحان والتسبحة، والمحفوظات، الأنشطة الثقافية، اللغة القبطية، البحوث، والأنشطة الأدبية، الفنون التشكيلية، والمجالات الإلكترونية، والاعلامية، وأخيرًا مسابقة الابتكارات الهندسية والعلمية. 
ويشارك فى المهرجان عدد من المراحل التنافسية المختلفة وهي: ابتدائي، إعدادي، ثانوي، جامعة، خريجين، الخدام والخادمات، ذوى القدرات الخاصة، تعليم الكبار، المساجين، الحرفيين. وتقام التصفيات النهائية فى نهاية شهر أغسطس من كل عام، حتى تتم فى فترة الإجازات الصيفية للأطفال والشباب الصغير من المدارس.
وبحسب القائمين على التحضير للمهرجان، فإن هناك 10 توجهات لازمة لبناء الشخصية المسيحية، وهم التوجه الروحي، الكتابي، الآبائي، الطقسي، العقيدي، التاريخي، الإنساني، العصري، التراثي، القومي، ووضعت الكنيسة لكل توجه خطا عاما، وهدفا، وكيفية تطبيق، خلال عمر المسابقات، حتى يتثنى الوصول بشكل مناسب لكل نوع وكل فئة عمرية، حتى يكون المهرجان نافعا بشكل كامل لبناء الشخصية المسيحية، وليس البعد الدينى فقط الذى كان الشغل الشاغل للقائمين على التحضيرات.
غير أن مطالب عدة طالبت الكنيسة بمراعاة غير المتفوقين، وعدم تسليط الأضواء والاحتفالات على الفائزين فقط، كما طالب العديد من الخدام بألا تقتصر المشاركة فى المنافسات على الأفضل، وكمثال توضيحي، فالمطالبة هنا بأن تتاح الفرصة لأبنائنا «كل من يحب» بالمشاركة فى كرة القدم، وليس من يجيد اللعب فقط حتى تربح كنيسته كأسا. 
ويقول بيتر ماهر، خادم ذوى الاحتياجات الخاصة، بكنيسة السيدة العذراء مريم بمسرة، إن لمهرجان الكرازة بالكنيسة الأرثوذكسية فوائد جمة للمخدومين من ذوى القدرات الخاصة، فالمناهج التى وضعت من أجلهم كانت فى منتهى الروعة، بحسب وصفه، فالمهرجان كان يوفر مناهج تُدرس للمخدومين طيلة أيام السنة، وليس أوقات ما قبل الاختبارات فقط، مشيرا إلى أن ذلك جعل القائمين على الخدمة يجدون مناهج تربوية مناسبة، بل كان يقام بشكل داخل الخدمات منافسات على ذات المنهج، مما يعطى تنافسية تسهل على المخدومين حفظ المحتويات، وأيضا إكسابهم خبرة الاختبارات، فيكون الأمر ليس بالعسير عليهم فى منافسات المهرجان على مستوى الجمهورية.
ويضيف «ماهر»، حلم أن ينطق اسم الكنيسة بين الكنائس الفائزة كانت حافزا لنا كخدام على العمل على توصيل المعلومات للمخدومين بشكل مناسب والتأكيد على ترسيخها بداخلهم، الأمر الذى جعل مثل تلك المعلومات سواء دينية أو تربوية، تظل معهم حتى بعد نهاية المهرجان، حسب حالات الإعاقة.
وأوضح خادم أسرة الرجاء، أن تقسيم مناهج ذوى القدرات الخاصة لفئات ثلاث «بسيط إعاقة، متوسط، شديد الإعاقة» سهل علينا فى فصل الأولاد حسب إعاقتهم، ومن ثم كانت ذات المعلومة تقدم بأكثر من شكل ليتناسب مع كل الحالات، ناهيك عن المناهج الجيدة جدا لهم.
ولم ينس الخادم أن يلمح لبعض السلبيات التى تمنى لو تلاشت، فموعد الامتحانات كانت فى شهر أغسطس، وهو جو شديد الحرارة، وببعض الأماكن المركزية للاختبارات كانت تكون غير ملائمة تماما، وكان ذلك يسبب بعض المشكلات للمخدومين، خاصة أنهم من ذوى القدرات الخاصة وليسوا بالقدرة التحملية للأطفال الأسوياء، وذاع بين الخدام أن يوم الاختبارات النهائية «يوم العلقة» وكنا نضطر لاستبعاد مخدومين لعدم قدرتهم على التحمل، بل إنه فى إحدى السنوات ورغم دراسة المنهج قررنا عدم الذهاب للتصفيات النهائية لسلامة المخدومين. كما طالب بأن يتم إزالة الروتين من إجراءات التنافس، فهناك أوراق وأختام وتصريحات، مشددا بختام أن المهرجان مجمل وشيء رائع جدا وهادف ونحن نستمتع به كل عام.