الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

خبراء: الوجود على حدود سوريا والعراق استراتيجية جديدة لـ"داعش".. محمود كمال: آخر معاقل الإرهابيين في دير الزور.. خسارتها تعني نهاية التنظيم.. البقلي: وجودهم يسهل الدعم التركي للمتطرفين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال هشام النجار، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية بالأهرام، إن التقارير حول وجود زعيم تنظيم داعش الإرهابي، أبو بكر البغدادي، فى مدينة هجين فى الريف الشرقى لمحافظة دير الزور فى شرق سوريا على الحدود مع العراق، قد تكون صحيحة.

وأضاف النجار، أن زعيم داعش لم يجد مفرا من المكوث بمدينة هجين، نظرا لإصابته التى لا تسمح بانتقاله لأماكن بعيدة فى ظل الملاحقات الأمنية وكونه مطلوبا لأكثر من جهة.
وتابع أن البغدادى المصاب بكسور تعوقه عن التنقل والسير بشكل طبيعى رأى أن بقاءه وسط فلول التنظيم التى لا تزال منتشرة بمدينة هجين ومناطق أخرى بشرق سوريا، هو الاختيار الأفضل لبقائه على قيد الحياة مدة أطول، اعتمادا على حماية المتبقين من فلول تنظيمه.
واستطرد، «البغدادى يجد أنه من المناسب فى هذه المرحلة أن يتأقلم مع مستجداتها، وذلك عبر عدة تصورات شرع هو بالفعل فى ترجمتها وتنفيذها، وفى مقدمتها أولا: التعامل بحرص أكبر مع بقايا التنظيم المحيطين به خوفا من الانشقاقات والانقسامات؛ لأنه يخشى الانقلاب عليه، وأن تكون نهايته من داخل التنظيم وليس من الخارج، لذلك يتودد لأتباعه المتبقين ويحاول بقدر المستطاع إشراكهم فى القرارات.
ثانيا: يعمل البغدادى فى ظل وضعه الحرج على محاولة بناء تنظيمه من الصفر عبر تجنيد الأطفال وتعبئتهم وشحنهم بما يسميها أفكار الخلافة والشريعة، وكان قد وضع خلال اجتماع جرى مؤخرا فى مدينة دير الزور منهجية تعليمية جديدة للتربية ولتعليم الصغار.
ثالثًا: خطط لاستراتيجية جديدة قائمة على شقين حرص فيها أن تناسب وضع التنظيم الحالي، الشق الأول التحول لمنظمة سرية تقوم بعمليات إرهاب دولى عبر تكليفات واتصال مشفر بواسطة الإنترنت، والثانى التدرج فى استعادة القوة والأفراد رهانا على معاودة توظيف البعد الطائفي، وإثارة مشاعر السنة بسبب هيمنة قوات الحشد الشعبى على المدن العراقية، وتحت زعم أن انتصار الجيش السورى هو انتصار لإيران الشيعية وهزيمة لأهل السنة، ومن هذا المنطق فكريا وميدانيا عبر الحدود بين البلدين يمكنه العودة بتنظيمه لمشهد الأحداث فى كليهما».
وأضاف النجار، أن «هجين» تعد إحدى أهم المناطق التى يسيطر عليها داعش نظرا لأهميتها النفطية؛ حيث تحيط بها آبار النفط من جميع الاتجاهات، مما يوضح أهميتها بالنسبة لداعش وقوات التحالف، كما رجحت العملية التى قام فيها التنظيم باختطاف عشرات الرهائن من مخيم للنازحين فى منطقة البحرة قرب هجين، بينهم رعايا غربيين لاستخدامهم كدروع بشرية فى المواجهات ضد قوات التحالف، احتمال وجود البغدادى فى هجين، لقيادة المعركة بنفسه.

ومن جانبه، قال عبدالشكور عامر، القيادى السابق فى الجماعة الإسلامية والباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إنه رغم تكثيف قوات التحالف الدولى من هجماتها ضد داعش فى المناطق الحدودية الواقعة بين العراق وسوريا، غير أن التنظيم ما زال يسيطر على مناطق واسعة هناك، ما يعطيه مساحة أكبر للحركة والمراوغة.
وأضاف عامر، أن هذا يفسر صعوبة القضاء على داعش حتى الآن، نظرا لانتشار عناصره على طول المناطق الحدودية، وانتهاجه أعمال عنف نوعية ضد أهداف ثابتة ومتحركة باستخدام العديد من الوسائل كزرع الألغام فى طرق وممرات قوات التحالف الدولى، وعلى رأسها قوات سوريا الديمقراطية والقوات الأمريكية.
وتابع، التسجيل الصوتى الأخير للبغدادى، الذى ظهر فى عيد الأضحى، ودعا فيه أنصاره لمواصلة القتال والدفاع عن مواقعهم، يكشف أنه لا يزال على قيد الحياة، وربما يتردد على مواقع داعش بهجين، ومواقع انتشار التنظيم بدير الزور، إلا أنه لا يقيم بشكل دائم فى هجين على الأرجح.
وأشار عامر إلى أن قوات التحالف الدولى عازمة على القضاء على داعش ومهاجمته فى آخر معاقله بدير الزور، وطبقا للتقارير التى أوردتها قوات سوريا الديمقراطية، فقد أدت العمليات الأخيرة ضد التنظيم فى محيط هجين ومناطق أخرى بدير الزور، إلى مقتل العشرات من عناصره.

وفى السياق ذاته، قال هشام البقلي، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن مسألة تواجد البغدادى على الحدود بين سوريا والعراق أمر مهم واستراتيجى للتنظيم الإرهابى، لسهولة التنقل بين الدولتين والقيام بعمليات تهريب النفط بين الحدود، خاصة أن منطقة الحدود بين العراق وسوريا من أكثر المناطق الحدودية التى تعانى من انفلات أمنى، ويسهل من خلالها عمليات التسلل والتهريب، بالإضافة إلى أن التواجد على جانبى الحدود العراقية السورية يسهل الدعم التركى للإرهابيين، حسب تعبيره.

وأخيرا، قال الباحث المصرى محمود كمال، نائب الجمعية العربية للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، إن اختيار داعش لمدينة هجين بدير الزور لأنها مليئة بالنفط، والهدف الرئيسى للتنظيم هو سرقة ثروات الوطن العربى على رأسها النفط، كما أن آخر معاقل التنظيم موجودة فى دير الزور وخسارتها تعنى نهاية التنظيم.
وأضاف كمال، أن تقرير مجلة «لوبوان» الفرنسية، فى ١٧ أكتوبر، حول وجود البغدادى فى مدينة هجين، لم يكن مفاجئا، لأن هناك تسجيلا صوتيا له فى عيد الأضحى كان الهدف منه جمع شمل التنظيم من جديد. وتابع «التنظيم الآن يقوم بضم المضطربين نفسيا وعقليا لاستخدامهم فى عملياته الإرهابية، حتى إذا تم القبض عليهم، لا تكون لديهم معلومات عن القيادات الكبرى وزعيم التنظيم أبوبكر البغدادي». وأشار إلى أن داعش يهرب إلى الجبال والصحارى ويحاول نشر الفوضى فى مناطق التعدد الطائفى أو الأقليات أو الهشة أمنيا، كما أنه يركز على الأماكن الحدودية مع سوريا والعراق، لاعتقاده أنه سيكون صعب المنال وصعب الوصول إليه، وخلص كمال إلى القول: «إن الدول الداعمة لداعش هى قطر وتركيا وإيران وأمريكا وإسرائيل».