السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الكنيسة القبطية فى مواجهة مؤامرة "إسرائيلية إثيوبية" على دير السلطان

دير السلطان
دير السلطان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رهبان الدير ينتفضون اعتراضًا على أعمال الترميم التى تقوم بها الكنيسة الحبشية الأنبا أنطونيوس: ملكية «القبطية» للدير مثبتة بـ22 وثيقة.. وقوات الاحتلال قمعت الوقفة الاحتجاجية للرهبان بقسوة

جاءت المواجهات الأخيرة بين الشرطة الإسرائيلية والمحتجين من الأقباط الأرثوذكس، الذين تظاهروا تنديدًا ببدء أعمال الترميم فى كنيسة دير السلطان، الملاصقة لكنيسة القيامة فى القدس، دون موافقة الكنيسة القبطية، ليعيد إلى دائرة الضوء مشكلة الدير الذى يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، فى حارة النصارى بجوار كنيسة القديسة هيلانة وكنيسة الملاك ميخائيل، والممر الموصل من كنيسة هيلانة إلى سور كنيسة القيامة.
الرهبان يرفضون ادعاءات الاحتلال
المواجهات جاءت بسبب اعتراض رهبان الدير على أعمال الترميم التى تقوم بها الكنيسة الحبشية مدعومة بموافقات إسرائيلية، لذلك نظم الأنبا أنطونيوس مطران الكرسى الأورشليمى والشرق الأدنى والعديد من الرهبان وقفات احتجاجية قمعتها بقسوة قوات الاحتلال الإسرائيلية، التى انحازت إلى ادعاءات الجانب الحبشي، رغم أن ملكية الكنيسة القبطية للدير مثبتة بـ٢٢ وثيقة تعود إلى قرون مضت كلها تؤكد أحقيتها فى ملكية الدير، حسبما قال الأنبا أنطونيوس مطران القدس والكرسى الأورشليمى، لافتا إلى اعتداء قوات الاحتلال على الرهبان الذين نضموا وقفة احتجاجية سلمية، اعتراضا منهم على أعمال الترميم التى تجرى فى الدير دون موافقة الكنيسة القبطية أو العودة إليها.
ويشير «أنطونيوس» إلى ما قامت به السلطات الإسرائيلية فى عام ١٩٧٠، حينما اقتحمت الدير وسلمت مفاتيحه للرهبان التابعين للكنيسة الحبشية، مما دفع الكنيسة القبطية لرفع دعوى قضائية أمام المحكمة العليا الإسرائيلية التى قررت فى عام ١٩٧٢ عودة ملكية الدير بالكامل للكنيسة القبطية، وهو قرار ظل معطلا حتى الآن، مشيرا إلى أنه رغم التعاقد مع شركة لترميم كنيسة الملاك التابعة لدير السلطان، والتى تم انتزاع حجر أساسى منها، أثناء قيام الكنيسة المارونية بترميم إحدى كنائسها التى تقع أعلى الدير، إلا أن السلطات الإسرائيلية رفضت وصممت على أن تقوم هى بأعمال الترميم، الأمر الذى رفضته الكنيسة القبطية ودفع الرهبان للاحتجاج على قيام القوات الإسرائيلية بإدخال بعض المواد الخاصة بالترميم دون موافقة الكنيسة، مما أدى إلى اعتقال أحد الرهبان وإصابة آخرين، لافتا إلى التواصل مع السفارة المصرية فى إسرائيل ودعمها لموقف الكنيسة القبطية، كذلك التواصل مع البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية، لإطلاعه على آخر المستجدات، مؤكدا أنه سيتم اللجوء إلى القضاء، إلى جانب التواصل مع وزارة الخارجية المصرية لمحاولة حل الأمر بطريقة دبلوماسية.
الأنبا بيمن.. مؤامرة ثلاثية على الدير
ويقول الأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص: إن إثيوبيا طلبت فى عام ٢٠١٦ وساطة بطريركة الروم الأرثوذكس لترميم دير السلطان، مضيفا أن البابا تواضروس قام وقتذاك بإرسال وفد كان عضوا فيه، وضم «الأنبا روفائيل سكرتير المجمع المقدس وقتذاك، والأنبا يوسف نائب المجمع المقدس، والأنبا أنطونيوس أسقف أورشليم، والعديد من الأراخنة»، إلا أن الطرف الوسيط للأسف اتخذ موقفا مضادًا للكنيسة القبطية المصرية، التى أكدت ملكيتها للدير بغض النظر عن الحيازة، وحاولت وضع بروتوكول شامل حول الدير «صلوات وطقوس، ورعاية، وترميم، وملكية، وحيازة»، إلا أن ذلك فشل بسبب تحالف الكنيسة الحبشية والروم الأرثوذكس والاحتلال الإسرائيلي.
ويؤكد بيمن، أنه رغم مطالبات الكنيسة القبطية للكنيسة الحبشية بالجلوس على مائدة الحوار والتفاوض برعاية الحكومتين المصرية والإثيوبية، على أن يقدم كل طرف الأوراق والمستندات التى تثبت ملكية الدير لمن، للوصول إلى اتفاق، إلا أن الأمر لم يلق قبولا لدى الكنيسة الحبشية، مشددا على أن الكنيسة القبطية ليست لديها النية للتنازل عن أملاكها، مضيفا أنه حينما توجه للقدس وحاول الدخول بصحبة وفد فنى إلى الدير، للوقف على مدى الخطورة التى يتحدث عنها الجانب الإثيوبي، تم منعهم بالقوة من دخول الدير بواسطة قوات الاحتلال الإسرائيلية التى كان يرتدى بعض أفرادها زى الرهبان الأحباش للتنكر.
من جهته، يرى كامل ميشيل أحد أعضاء لجنة التفاوض، التى كانت قد شكلت لبحث مشكلة الدير، أن الأحداث الأخيرة، تؤكد وجود خطة ممنهجة من الجانب الإسرائيلي، للاستيلاء على دير السلطان، مشيرا إلى مماطلة إسرائيل مرارا وتكرارا فى عودة الدير إلى ملكية الكنيسة القبطية، مضيفا أن الجانب الإثيوبى شعر أن حيازته للدير لن تدوم طويلا؛ فبدأ فى خلق الأزمات، مشيرا إلى أن أعمال الترميم التى يتحججون بها، لا تتعدى ترميم حجر داخل قبو مساحته ١٥ فى ١٥ سم مربع، مضيفا أن الكنيسة حاولت الوصول إلى حلول إلا أن الجانب الإثيوبى كان يرفض دائما.