الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"أبناء الملالي" يخربون التعليم في اليمن.. سلاح الجماعة لتنفيذ أجندة "المرشد" تغيير المناهج وإغلاق دور النشر ومنع الطلاب من دخول المدارس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت تصريحات وزير التعليم فى الحكومة اليمنية، عبدالله لملس، عن تدهور العملية التعليمية فى اليمن، بسبب الجرائم التي ارتكبتها ميليشيا الحوثى مؤخرًا، مشيرًا إلى أن هذه الممارسات تسببت فى حرمان مليوني طفل فى اليمن من الدراسة بعد أن تسببت الميليشيا الانقلابية فى تدمير ٣٦٠٠ مدرسة. الممارسات الكارثية لميليشيا الحوثي سببت أضرارًا بالغة للعملية التعليمية فى اليمن، إذ كشف وزير التعليم اليمني أن ٦٧ ٪ من المدارس لم تصرف لموظفيها من المعلمين والإداريين رواتبهم منذ نحو عامين، فى حين أن أكثر من مليون طفل لا يستطيعون الالتحاق بالمدارس بسبب حرب الميليشيا الحوثية، وأن مليونين آخرين لا يحصلون على نظام تعليم رسمي. 

الإضرار بالعملية التعليمية لم يكن نتيجة عشوائية لممارسات الحوثيين، فكل الشواهد تشير إلى أنها خطة ممنهجة من الحوثيين ليس للإضرار بالعملية التعليمية فحسب، ولكن بتغيير مفاهيم وثقافة الأجيال الناشئة فى اليمن، وقد بدأ ذلك منذ تعيين شقيق زعيم الميليشيا، وزيرًا للتعليم فى حكومة الانقلابيين.
مطابع خاصة
كان من ضمن الخطوات التى حرصت الميليشيا على تنفيذها لتتمكن من تنفيذ مخططها، وتغيير المناهج وفقًا لرؤيتها بعيدًا عن أى رقابة سواء من خبراء تربويين أو أى جهات رسمية، اللجوء إلى إنشاء مطابع خاصة، تستطيع من خلالها طبع المناهج الجديدة، إضافة إلى طبع المنشورات الطائفية التى تسعى إلى ترويجها، والتى تتضمن عقيدة الميليشيا.
وفى سبيل إنشاء مطابع خاصة للحوثيين، دأبت على إغلاق العشرات من دور الكتب والنشر فى صنعاء ومناطق أخرى تقع تحت سيطرة الميليشيا، وهو الأمر الذى اعتبره مراقبون عملًا ممنهجًا لـ«حوثنة» المجتمع وفرض أمية معرفية وثقافية على الأجيال مع بقاء كتب الفكر الشيعى هى المعرفة الوحيدة المتاحة. ولم تكتفِ الميليشيا بإغلاق العشرات من دور الطباعة والنشر، إلا أنها استولت على متعلقات ومحتويات من دور النشر والمطابع لاستخدامها فى مطابعها التى تجهزها لتروج من خلالها أفكارها المسمومة بعيدًا عن الأعين وعن أى رقابة، وطباعة منشورات تروج للفكر الحوثي.


مناهج طائفية
اعتمدت ميليشيا الحوثى فى مخططها لتغيير ثقافة الطلاب اليمنيين على بث هذه الأفكار من خلال المناهج التعليمية التى يتم تدريسها فى المدارس، والتى يتم من خلالها تمرير مبادئ الثورة الخمينية، وسعيًا لتحقيق ذلك بدأت الميليشيا بتغيير مناهج مقررات اللغة العربية والتربية الإسلامية والتاريخ، وذلك فى محاولة لتخريج جيل موالٍ للعقيدة الحوثية. لم تقتصر تعديلات المناهج التى بدأها الحوثيون على أمور عقائدية فحسب، ولكنها امتدت أيضًا إلى أمور سياسية؛ حيث إنها حاولت تشويه الثورة اليمنية ضد النظام الإمامى فى عام ١٩٦٢، والتى ينظر إليها الحوثيون على أنها انقلاب، وهو ما يحاولون تكريسه فى المناهج الجديدة، وإلى جانب هذه التعديلات فى الكتب المدرسية، لجأت الميليشيات أيضًا إلى توزيع منشورات تتضمن الأفكار التى يريدون ترويجها. وفى محاولة لتبرير تغيير المناهج، زعمت الميليشيا فى أكثر من تصريح على لسان قادتها، أن المناهج الموجودة «ضالة» وتنقل أفكارًا تخص الفكر الوهابي، كما أنها تعمل على زرع الفكر الإرهابي، مشيرين إلى أن منبع هذه المناهج الدراسية التى تم إقرارها يعود إلى حقبة المماليك، بحسب مزاعمهم.


أجندة إيرانية
المحلل السياسى اليمني، عبدالملك اليوسفي، اعتبر فى تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن جرائم العصابة الحوثية تأتى فى سياق تاريخي، باعتبارهم جزءًا من المشروع الفارسى الذى يسعى إلى تشويه الثقافة اليمنية منذ بداية حكم الأئمة، لافتًا إلى أن حكم الأئمة فى السابق قضى على كل مظاهر الحضارة والثقافة اليمنية، لأن هناك ثأرًا تاريخيًّا بين الفرس وأذنابهم والحضارة العربية. وقال «اليوسفي»، إن دأب ميليشيا الحوثى على تغيير المناهج التعليمية فى اليمن مؤخرًا يهدف بالأساس إلى تنفيذ أجندة طهران من خلال التغيير الثقافى والديموغرافى، وصناعة الولاء لمشروع ولاية الفقيه، والذى يهدف فى الأساس إلى تجهيل الشعب اليمنى وانتزاعه من محيطه العربي. المحلل السياسى اليمني، أكد أيضًا أن هناك معركة هوية بين الشعب اليمنى وميليشيات الحوثى الانقلابية التى تسعى بكل السبل إلى تنفيذ أجندة حكم الملالي، إلا أن الوعى والإرادة اليمنية لن يسمحا لها بتنفيذ هذا المخطط، وسيحافظ على حضارته وثقافته العريقة التى يريد أذناب إيران محوها.