"أصدقاء الأمس.. أعداء اليوم"، هكذا كانت نهاية صعيدي بجوار باب أحد العقارات في منطقة المطرية بالقاهرة، ولم تُجْدِ محاولات استنجاده بالأهالى، فأخذ يتمتم "الحقونى"، ملتمسًا من القدر أن يمهله الفرصة ليتحرك أحد ما لنجدته، بعد تلقي جسده عدة طعنات، من مطواة صديقه.
"البوابة نيوز"، انتقلت إلى مسرح الجريمة، ونقلت روايات الأهالى والمقربين من المجنى عليه، خاصة أن المتهم والمجنى عليه يقطنان فى نفس الشارع الذى شهد الجريمة، فكشفوا كواليس الواقعة.
اكتشاف الواقعة.. القتيل غارق في دمائه:
أكد أشرف 33 سنة، أحد أهالى المنطقة وشاهد على الواقعة، وأن الأهالى تفاجئوا بالواقعة فى حوالى الساعة الواحدة والنصف صباحًا، حينما سمعوا صوت استغاثة من أحد المواطنين، في واحد مضروب بمطواة فى المدخل"، وعلى الفور أسرعنا جميعًا وتفاجئنا بـ "حسين"، ملقى أسفل مدخل العقار الذى يقطن به، والدماء تنزف من جسده بغزارة.
8 طعنات أنهت حياة الصعيدي:
وأضاف، المجنى عليه تلقى حوالى 8 أو 7 طعنات فى أماكن متفرقة من جسده، بالبطن والجانب والصدر، وسألناه "مين اللى عمل كده فيك"، فأجاب "محمد قتلنى بالمطواة وجري"، مشيرًا إلى أن المتهم عقب ارتكاب الواقعة قام بالهروب، وعلى الفور حضر رجال المباحث إلى مكان الواقعة، وتم نقل الضحية إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، ولكنه توفي فى الصباح بعد حوالى 5 ساعات من دخول غرفة العمليات، موضحين أن من الممكن أن يكون سبب الجريمة خلاف بينهما بسبب مبلغ مالي.
القتيل غريب.. والأهالي سمحوا له يقيم شعائر داخل مسجد:
وأشار إلى أن المجنى عليه، ليس من المنطقة ولكنه جاء إلينا، منذ نحو شهرين فقط، وكان يجلس كثيرًا فى المسجد عقب انتهاء الفروض، وأعطيناه مفتاح المسجد حتى يقيم شعائر الأذان وفتح المسجد وخدمته، موضحًا أنه خلال تلك الفترة لم نرصد له أي تجاوزات ولم يفتعل أى مشكلات مع أحد على الإطلاق، موضحا أنه من محافظة أسوان.
القتيل لأحد الأهالي: لو تبت ربنا هيسامحني؟
"أنا لو تبت ربنا هيسامحنى؟؟".. كان ذلك سؤال المجنى عليه قبل مقتله بنحو شهر ونصف، حينما سأل أحد أهالى المنطقة بداخل المسجد عن نيته التوبة والرجوع إلى الله، فأكد له بأنه بالتأكيد ستقبل توبته.
المتهم مدمن أستروكس: أما عن المتهم، أشار الأهالى إلى أنه كان يفتعل العديد من المشكلات مع الأهالى، وكان يستوقف المواطنين ويأخذ منهم مبالغ مالية بالقوة، خاصة سائقي التوك توك، موضحًا أن الجميع كان يعانى منه، خاصة أنه كان يتعاطى الأستروكس.
فى يوم الواقعة، وبالتحديد الساعة الرابعة عصرًا، دخن المتهم 3 سجاير محشوة أستروكس، وكان غير متزن ويتلفظ بألفاظ غير مفهومة، وقام بإيقاف أحد سائقي التوك توك فى الشارع، وأخذ منه مبلغ مالى بالقوة، وفى منتصف الليل بعد قتله صديقه توجه الى منزله، وتم ضبطه هناك، وأعترف أمام المباحث فى المنطقة أنه من أرتكب الواقعة، قائلًا لهم "ايوه، انا اللى قتلته".
500 جنية سبب الجريمة:
تلقى العقيد أشرف عبدالعزيز، مأمور قسم شرطة المطرية إشارة من الأهالي مفاده العثور على جثة حسين أحمد حامد، وعلى الفور انتقلت قوة أمنية لمحل البلاغ، وبالفحص تبين وجود الجثة داخل مدخل عمارة ويرتدي ملابسه بالكامل ومصابًا بـعدة طعنات في منطقتي البطن والصدر، وتم نقل الجثة إلى المشرحة.
التحريات:
كشفت التحريات التي أجراها الرائد حسين خيري، رئيس مباحث المطرية، من خلال تفريغ كاميرات المراقبة بمحيط موقع الحادث، أن وراء ارتكاب الواقعة المدعو محمد السيد أبو ضيف 35 سنة، سائق توك توك، وتم ضبط المتهم والسلاح المستخدم فى الواقعة، واعترف بارتكابه الواقعة بسبب 500 جنية، وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة للتحقيق.
