الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد زيارة السيسي لموسكو.. الروس يتساءلون: ما سر القاهرة؟.. المصريون يخرجون بلادهم من أزمة طاحنة بعد الإطاحة بالإخوان.. بوتين: ندعم ضمها للاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ركزت الصحف الروسية على زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لموسكو، وقالت صحيفة «برافدا رو»، بدا للجميع أن زيارة الرئيس المصرى لروسيا هدفها واضح، وهو عودة السياحة الروسية للمدن المصرية، من خلال استئناف رحلات الطيران العارض (الشارتر) إلى المدن الساحلية المصرية، مثل: الغردقة وشرم الشيخ، ومن ثم دعم قطاع مهم فى الاقتصاد المصرى.


لكن الصحيفة أشارت إلى أن مصلحة روسيا أيضًا لم تكن أقل، وأشارت إلى أن على روسيا أن تتعلم من المصريين، كيف تمكنوا من إخراج بلادهم من أزمة طاحنة كانت تعيشها بعد الإطاحة بنظام الإخوان، وتساءلت الصحيفة: ما سر القاهرة؟
وعددت الصحيفة النتائج الإيجابية لزيارة الرئيس السيسى، وقالت إن الزيارة أسفرت عن توقيع اتفاقية للشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وركزت كذلك على قول الرئيس بوتين عن أن حجم التبادل التجارى بين مصر وروسيا زاد بنسبة ٦٢٪ وأصبح ٦.٧ مليار دولار، وخلال الفترة من يناير ـ أغسطس فقط زاد بنسبة ٢٨٪، مشيرًا إلى أن روسيا هى أكبر مصدر للحبوب للسوق المصرية.
وأهم ما قاله الرئيس بوتين ـ وفق الصحيفة ـ هو دعم مصر للانضمام إلى الاتحاد الاقتصادى الأوروآسيوى، وروسيا كعضو تؤيد انضمام مصر للاتحاد الذى يضم خمس دول، هى: «روسيا وروسيا البيضاء وأرمينيا وكازاخستان وقيرجيزستان».
وأشار الرئيس بوتين كما ـ نقلت عنه الصحيفة ـ إلى اشتراك روسيا فى تنمية محور قناة السويس من خلال إقامة منطقة صناعية ومنطقة دعم لوجستى فى هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم؛ حيث سيتم إنشاء مصانع معدات، وتجهيز أخشاب وشركات أدوية.
وأكد الرئيس بوتين سعى بلاده لجذب استثمارات لهذه المنطقة، مشيرًا إلى أن بلاده سوف تستثمر حوالى ٧ مليارات دولار فى تلك المنطقة وخلق ٣٥ ألف فرصة عمل.
وحول تصريف منتجات المنطقة الصناعية، قال بوتين إن منتجاتها لن تذهب فقط للسوق المصرية، ولكن إلى أسواق أفريقيا والشرق الأوسط. ويجب ألا ننسى ـ وفق الصحيفة ـ مشروع الضبعة الذى سيتكلف حسب الصحيفة ٦٠ مليار دولار.


وقالت الصحيفة المعارضة، إن مصر فى حالة نهوض، وحتى روسيا التى تعانى ماليًا واقتصاديًا بسبب العقوبات الغربية، استطاعت مصر أن تنهضها وتنعشها بمشروعات مشتركة.
وقالت الصحيفة، واصفة حال مصر الآن، فقالت إنها تنهض، وقالت لقد مرت خمس سنوات فقط على النصر على «الإخوان»؛ حيث كانت مصر فى هوة سحيقة، فقد كانت البلاد مرتعًا للإرهابيين، وانخفض الاحتياطى النقدى للبلاد بشكل مستمر، واليوم تؤكد الحكومة المصرية أن الخطر قد زال وتم إحلال الأمن فى ربوع البلاد، وأشارت إلى تقرير منظمة السياحة العالمية الذى أشار إلى أن تدفق السياح على مصر زاد بنسبة ٥٥٪ فى عام ٢٠١٧، مقارنة بعام ٢٠١٦.
ونقلت الصحيفة عن الرئيس بوتين قوله: إن عودة رحلات الطيران إلى المدن المصرية قريبة، لكن بعد التأكد من الإجراءات الأمنية فى المطارات بالمدن المصرية. واستعرضت الصحيفة كذلك الحالة الاقتصادية فى مصر، فنقلت عن تقرير البنك الدولى، أن مصر ستحقق نموا هذا العام مقداره ٥.٨٪، مع انخفاض معدل التضخم من ٣٦٪ إلى ١٣.٦٪، وانخفاض نسبة البطالة إلى أدنى مستوى لها؛ حيث وصلت إلى ١١.٣٪. فى تقريرها أشارت الصحيفة، إلى محاولات الحكومة المصرية نقل سكان العشوائيات، مشيرة إلى أن الحكومة تقوم حاليًا بإنشاء ٢٠ مدينة مصرية جديدة بطول البلاد وعرضها لعل أهمها مدينة العلمين الجديدة. أكدت الصحيفة أن الحكومة حاليًا تبذل جهودًا كبيرة لتصبح من مصدرى الغاز، وهذا كما قالت «البرافدا» ليس عن طريق الاكتشافات الغازية الجديدة فحسب، ولكن عن طريق الغاز المسال، الذى سيأتى عبر الأنابيب من حقل «أفروديت» بقبرص. وأكدت الصحيفة أن الحكومة المصرية توقفت بالفعل عن استيراد الغاز المسال منذ سبتمبر الماضى، مما سيتيح لمصر توفير حوالى ٢٥٠ مليون دولار شهريًا. الصحيفة قالت كذلك إن مصر تعتبر ثالث أكبر مستورد للسلاح فى العالم.


كما أشارت إلى أن هذا حدث بعد الإطاحة بحكم «الإخوان»؛ حيث جمدت الولايات المتحدة جزءًا من المعونة الأمريكية، مشيرة إلى أن مصر تستورد سلاحًا من العديد من الدول منها روسيا وألمانيا وفرنسا، واعتبرت الصحيفة مشتروات السلاح الهدف منها تحديث القوات المسلحة المصرية.
وأكدت الصحيفة، أن القوات المسلحة المصرية تمتلك الآن أحدث أنواع الأسلحة، بما فى ذلك سفن الإنزال البحرى.
وفى تعليق له على زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، قال البروفيسور ألكسندر فافيلوف، الأستاذ فى الأكاديمية الدبلوماسية، الذى استطلعت «البرافدا» رأيه: إن مصر فرضت النظام بسرعة بعد أن أطاحت ثورة ٣٠ يونيو بمرسى الذى أرهق المصريين بالحديث عن أن «حل مشاكل مصر يكمن فى الإسلام»، فافيلوف أضاف أن دور مصر فى المنطقة العربية ما زال مؤثرًا جدًا، كما أن من مصلحة المصريين أن تكون مناطقهم الحدودية آمنة، ولذلك فهم أصحاب مصلحة فى التعاون مع روسيا، وأضاف أن التسوية فى ليبيا قد تتم بنفس السيناريو السورى، معتبرًا أن مشاكل ليبيا التى خلقها الغرب يمكن حلها بالجلوس إلى مائدة المفاوضات، ومصر وروسيا تستطيعان هذا.


وتنقل الصحيفة كذلك عن مدير مركز الشرق الأوسط ووسط آسيا سيميون باجداساروف، الذى قال إن مصر تعافت؛ لأنه لا أحد يهددها بعقوبات ولديها حكومة قوية ومستقرة. وقال نحن نتعاون مع مصر والإمارات العربية المتحدة فى دعم خليفة حفتر فى ليبيا، الذى تجتمع حكومته فى طبرق، وأكد المستشرق الروسى أن هذا شىء طبيعى، لماذا لا نسعى من أجل ليبيا، واعترف بأن روسيا ومصر تقدمان مساعدات عسكرية لحفتر، وتوقع أن تزداد المساعدات العسكرية له، بما يسمح فى النهاية بالسيطرة على طرابلس، وطرد الإسلاميين منها، كما قال سيميون باجداساروف لـ«البرافدا».
واختتمت الصحيفة مقالها المطول بقولها إن الرئيس السيسى يحاول استعادة الدور الإقليمى المصرى لسابق عهده. وقالت إن مصر القوية المؤثرة أكثر فائدة لروسيا، كما تحتاج مصر لروسيا، حينها يمكن حل أى مشكلة أو نزاع فى الشرق الأوسط. واستعانت الصحيفة بعبارة قالها الرئيس السيسى فى الاحتفال بالذكرى ٤٥ لحرب أكتوبر، عندما قال: «إن الخسائر التى تكبدتها إسرائيل فى حرب أكتوبر ١٩٧٣، هى التى أجبرت العدو على الموافقة على اتفاق السلام مع مصر. ومن فعل هذا مرة، من الممكن أن يفعلها مرة أخرى».