الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

قبيل الافتتاح.. "البوابة نيوز" ترصد تطوير الكاتدرائية المرقسية بالعباسية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حفل الافتتاح 17 نوفمبر بحضور البابا تواضروس.. وقداس التدشين 18 نوفمبر
«المسيح الراعى» على واجهة الكاتدرائية.. «المسيح والسيدة العذراء» جدارية بالسقف.. وداخل الهيكل «حضن الآب»
«معجزات» شاهدة على العمل.. و1200 عامل.. 40 شركة مقاولات شاركت فى التجديد 
«سوسن»: «أيقنة الكاتدرائية» خطة استطعنا تحقيقها.. والبابا كان صاحب فكرة إشراك أكثر من فنان
«متياس»: البعض ظن أن العمل مجرد «فرشة دهان» واستطعنا تنفيذ العمل بمجهود جبار وتعاون الجميع
«فام»: حافظنا على الصورة الذهنية للـ«الكاتدرائية» لتكون وجهة مشرفة لمصر والكنيسة
كتبت- ميرا توفيق 
تصوير- شريف خيرى
تتوجه الأنظار خلال شهر نوفمبر المقبل، إلى المقر البابوى، وتحديدًا الكنيسة الكبرى بالمرقسية، حيث تجرى أعمال صيانة وتجديد للكنيسة منذ ثلاث سنوات استعدادًا للاحتفال باليوبيل الذهبى لإنشائها فى حبرية البابا الراحل كيرلس السادس.
قام البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بتشكيل لجنة لتشرف على أعمال التجديد، كما يقوم هو شخصيًا بزيارة موقع العمل وتشجيع العاملين به والإشادة بما قاموا به بالمكان.
عملية إحلال وتجديد للكنيسة ككل، تبدأ مع الواجهات الخارجية حيث تم اختيار صورة «المسيح الراعى» لتكون على واجهة الكاتدرائية، فيما تم رسم جدارية ضخمة بسقف الكنيسة تمثل المسيح والسيدة العذراء، وبداخل الهيكل تم اختيار صورة «حضن الآب» لتستقبل المصلين.
أعمال الإنشاءات لا تتوقف، ومعها يكد العاملون بالموقع الذى تحول إلى «خلية نحل» ليسابقوا الزمن قبيل الافتتاح الرسمى للمكان فى 17 و18 و22 من نوفمبر المقبل، بحضور البابا وعدد من الشخصيات العامة وأساقفة الكنيسة.
حفل الافتتاح
أوضح الدكتور صموئيل متياس، المنسق العام لمشروع تطوير الكاتدرائية، أن حفل الافتتاح سيقام فى 17 نوفمبر، وقداس التدشين 18 نوفمبر، مشيرًا إلى أنه كانت فى السابق تتم الصلاة فى الكنيسة بدون تدشين، ووضع اللوح المقدس بداخل الهيكل حيث إن المذابح لم تكن مدشنة.
وأضاف، البابا يشرف على العمل بنفسه، كما يتلقى المقترحات بخصوص المشروع، ودائمًا ما يحضر إلى الكنيسة ويشجع ويشيد بما قام به العاملون بالمكان، لافتًا إلى أنه من المقرر تكريم كل من شارك فى هذا العمل، حيث تولت 40 شركة مقاولة أعمال التطوير.
المشروع كان حلما كبيرا، هكذا وصف «متياس» العمل داخل الكاتدرائية، مضيفًا لم نكن نتخيل أن البابا لديه خطة لتطوير المكان منذ أربع سنوات مضت لتكون الكاتدرائية جاهزة للاحتفال بيوبيلها الذهبى.
خطوات كثيرة تم اتخاذها قبيل البدء فى التطوير، والكلام ما زال على لسان «متياس»، أول خطوة هى اختيار الفنانين فتم عمل مسابقة كبيرة لذلك، موضحًا: كان هناك مقترحات لدى البعض باختيار فنان واحد، فيما رغب البابا بوجود أكثر من فنان لتجميل الكاتدرائية.
ويكمل، تم تشكيل لجنة فنية خاصة لمناقشة الأعمال وقدم حوالى خمسين فنان، تم اختيار خمسة منهم، وكان مشترط أن يكون الفنان قبطيا، معددًا الفنانين الذين شاركوا فى العمل، وهم مجموعة الأستاذ رؤوف وهى مسئولة عن أعمال حجاب الهيكل وحامل الإيقونات، وكل الإيقونات الموجودة فى الكاتدرائية فى صحن الكنيسة، المجموعة الثانية يقودها الفنان أرميا ومجموعته، ويقوم بكل أعمال الجزء الشرقى من الهيكل، وكل ما يخص الجدرايات فوق الهيكل، والمجموعة الثالثة يقودها الفنان أيمن وليم، وقامت برسم القبة السيد المسيح والعذراء وحوله سحابة من الشهود والقديسين، أما المجموعة الرابعة يقودها أكثر من فنان منهم أيمن أديب وعماد بباوى وإيفلين عادل وقاموا برسم الأجزاء القبلية والبحرية والغربية، مجموعة أخرى لأعمال الموزايك وقاموا بعمل الواجهة الكبيرة والخارجية كلها، وغرب الكنيسة والقبلية والبحرية، إلى جانب مجموعة لأعمال الموزايك، حيث تم عمل صورة للقديس أثناسيوس الرسولى القديس الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس والأنبا رويس، وصورتين موزايك فى المدخل إحداهما صورة المسيح الراعى، وأخرى لمارمرقس.
ويوضح، كل ما تم جاء نتيجة دراسات عميقة، حتى تظهر بهذا الشكل، وكان البابا يتلقى ما يصل إليه من انتقاد حول العمل ويقوم بطرحه ومناقشته، مشددًا أن بعض الانتقادات كانت مثل جرس إنذار لنا، وغيرها نتيجة الجهل ببعض الخلفيات فى عملية التطوير، وكنا نقبل كل الانتقادات لأنه يجب أن يكون هناك رأى والرأى الآخر، وكل الذين قدموا آراء من محبتهم للكنيسة.
الأيقونات
تم تقسيم الأيقونات إلى صور تمثل «الكنيسة المنتصرة» مثلًا فى ناحية الهيكل رسمت السبع كنائس الموجودة فى سفر الرؤيا، وخارج الهيكل تم رسم «الكنيسة المجاهدة»، فهناك لوحة عن انتشار الكرازة فى المهجر، ولوحة عن تعمير الأديرة ولوحة عن البابا كيرلس، وهو يحضر رفات مارمرقس، والبابا شنودة وهو يحضر رفات القديس أثناسيوس، ولوحة أخرى عن البابا تواضروس مع المجمع المقدس، وهم يعترفون بقداسة البابا كيرلس والأرشدياكون حبيب جرجس، ولوحة عن الخدمة فى الكنيسة مثل خدمة المكرسات أعمالهم وخدمتهم، ولوحة عن القديس الأنبا إبرام الذى يمثل القديسين المعاصرين، ولوحة أخيرة عن العصر الذى نتميز به، وهو عصر الشهادة فيها صور لشهداء مصر فى ليبيا ووضعنا معهم كل شهداء الكنيسة فى البطرسية والقديسين وطنطا ونجع حمادى، وكلها تعبر عن الكنيسة المجاهدة التى نعيشها الآن وتكمل الكنيسة المنتصرة فى السماء.
وأشار إلى أن الكنيسة على شكل فلك نوح ويجسده الأعمال الخشبية والزخارف الموجودة، وكان الهدف الأساسى هو التطوير بدون المساس بالشكل الهندسى والصورة الذهنية التى ترسخت فى أذهان الملايين عن مقر مارمرقس، لتكون فخر للمسيحيين ومصر كثانى أكبر كاتدرائية فى الشرق الأوسط. 

واستطرد، صعب عمل تجديد لمبنى أنشئ منذ خمسين عاما، فخلال عملية التطوير اكتشفنا مشاكل لم تكن فى الحسبان مثل تجديد شبكة الكهرباء بالكامل وأعمال الإضاءة، إلى جانب توسعة الخورس الموجود أمام الهيكل ليستوعب أعضاء المجمع المقدس.
ويضيف، البعض كان يتخيل أن عملية التجديد كانت «فرشة دهان» ولكن العمل كان ضخما، وما تم إنجازه معجزة لتكون الصورة النهائية تليق بالكنيسة المصرية، بعيدًا عن المغالاة والبهرجة، وإبراز الجمال الموجود فى الشكل المعمارى القوى.
مراقبة الجودة
ويكمل المهندس يوسف ميلاد، عضو اللجنة الهندسية لمتابعة أعمال تطوير الكاتدرائية، كنت مسئولا عن تنفيذ «الرسوم» على أرض الواقع، والمقاولين وجودة الأعمال التى يقومون بها، إلى جانب تنظيم الجدول الزمنى للأحمال وبدء وانتهاء المراحل المختلفة.
وقال، هدفنا كان أعمالا بجودة ممتازة وفى توقيت مناسب، البعض يتخيل أن ثلاث سنوات مدة طويلة، ولكن العمل الذى تم ضخم جدا فهناك الكثير تم استبداله إلى جانب الرسوم والأيقونات.
وعن الأعمال التى تم تنفيذها لفت إلى أنه تم تنفيذ أعمال الكهرباء، وهناك أشياء تمت إضافتها للبنية الأساسية للكاتدرائية نظرًا لتضررها بفعل عوامل الزمن، مستطردًا: أول ما بدأنا العمل سألنا ما هو التطوير الذى يرغب فيه قداسة البابا؟، فكانت الإجابة تطوير الكاتدرائية بما يليق بمكانة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مع الحفاظ على روح المبنى.
استخدام الزخارف
فيما قال الدكتور منير عبده فام، كبير أعضاء اللجنة الهندسية المسئولة عن تطوير الكاتدرائية، إن الكاتدرائية المرقسية هى رمز للكنيسة القبطية، ولذلك لا بد من أن تعبر عن العمارة القبطية والزخارف لها مدلول كنسى وروحى، ولذلك كان هناك حرص فى استخدام الزخارف واختيار المواد التى يتم استخدامها.
واستطرد أن الإشراف على التطوير الكاتدرائية يستلزم التفكير «مائة مرة» لأنها واجهة الكنيسة القبطية أمام العالم وسفارتها، ولذلك فخر لى أن أساهم بأى خدمة أقدمها فى هذا المكان.
وعن العمارة القبطية، قال العمارة والفنون القبطية لهما تاريخ ويمكن لنا التدقيق فى الفن القبطى من خلال الآثار الموجودة فى المتحف القبطى، وفى العصر الحالى نتطلع إلى القديم الذى له تاريخ ونطوره.
وأضاف، وفى استخدامنا للزخارف استقيناها من المتحف القبطى أو الكنائس القديمة، فكل وحدة من الزخارف تعبر عن مدلول كنسى وطقسى وليست مجرد زخارف وإنما معانى.
«كنيستنا متأصلة وتاريخها عريق، ولذلك لا بد الرجوع للتاريخ القبطى ولا نأخد الفكر الغربى»، والكلام على لسان «فام» ولكن هناك فكر «مودرن» مطعم بالفن القبطى، وأوضح: بدأت العمل هنا من قبل لجنة التطوير بحوالى 3 سنين كان مطلوب منى دراسة عمل تكييف للمبنى وتمت معالجته بطريقة لا تؤثر على المنظر المعمارى.
ويكمل، استمريت لما بدأنا تطوير الكاتدرائية بدأنا نعمل رسومات «أيقنة» الكاتدرائية، ونحدد أماكن الرسومات بحيث لا تتعارض مع الشكل المعمارى للمبنى وتمت دراستها بشكل جيد، ومعالجة الحوائط لتكون إضافة لها.
فالموضوع الرئيسى الذى كان فيه حوار «حامل الأيقونات» فقداسة البابا أراد استخدام حامل الأيقونات القديم داخل الهياكل، فلا نستغنى عنه، إلى جانب تصميم جديد لحامل الأيقونات، وكان من الصعب أن نأخد هذا القرار بدون توجيهات البابا.
فيما قال دكتور سعد مكرم، أستاذ العمار بجامعة المنصورة وأحد أعضاء اللجنة، إن الكاتدرائية من المبانى التى تصمم لتعيش فترات طويلة، فبالتالى التصميم الإنشائى يكون أعلى، ولكن هناك بعض أجزاء بها بعض المشاكل نتيجة لثغرات فى العزل وتمت معالجتها بشكل علمى.
وأضاف، أن التطوير مع الحفاظ على الشكل القديم كان تحديا لنا فهى تمثل صورة ذهنية لدى الملايين من الناس بشكل المبنى، وكان الهدف أن نعدل فيه بدون أن نخل بصورته وتصميمه الأصلى ونحافظ على كل ما يحمله المبنى من قيمة فنية وتاريخية واستخدام الفنون القديمة بتكنولوجيا حديثة.
واختتم، كان هناك صعوبات ولكن تجاوزناها بتعاون الكل، فكان هناك مجهود جبار من الكل، ونقاشات لنتجاوز كل المعوقات، فتوجد محاولات نسعى فيها لأفضل ما يمكن من خلال دراسات لكل شىء لأنه بالتأكيد الموضوع سيكون عليه تعليقات ونهدف لصورة مشرفة.
تجربة جديدة
وقالت تاسونى سوسن، المسئولة عن الإيقونات، إن العمل فى الكاتدرائية هو تجربة جديدة فى منتهى الخطورة والمعاناة، موضحة: أن يشترك أكثر من فنان فى مكان واحد هو أمر لم نعتد عليه، فكل كنيسة يقوم برسمها فنان واحد، فمعروف أستايل الفنانين حتى لو الكل يعمل فى الفن القبطى، ولكن لكل فنان طريقته «وبصمته» التى تختلف عن الآخر.
وتكمل: البابا عندما طلب عددا كبيرا من الفنانين يشتركوا، وهذا كان فكر قداسة البابا ولذلك كنا مطمئنين حتى لو بالمنطق لم نشعر بأنه يمكن تطبيق ذلك بسلاسة، وتم وضع خطة كاملة لرسم الكاتدرائية تحت مسمى خطة «أيقنة» الكنيسة المرقسية الكبرى، والتى تعنى تحويلها كلها لأيقونات، فالخطة التى تم وضعها تضم الجدريات والأيقونات الموجودة على الخشب والموزايك والزجاج المعشق، كل جزئية منها تكمل الأخرى.
وفى النهاية نحقق هدفا واحدا هو توضيح الكرازة فى الكنيسة من خلال رسومات تعبر عن الطقس والعقيدة وروحانية الكنيسة والرهبنة، ولذلك تم اختيار الرسومات التى تحقق الهدف وهو «الكرازة»، وتاريخ الكنيسة، وأيضًا لم نتجاهل العصر الحالى وأنه عصر الشهداء.
وعن خطوات العمل قال: بدأنا بعد ذلك فى تقسيم الرسوم وتوزيع الفنانين حسب أعمالهم التى قدموها فى المسابقة، فهناك من يتميز فى الجدريات وآخرون فى الموزايك وغيرهما فى الزجاج المعشق. وأضافت، بعد ذلك بدأنا عمل التصميمات وكل فنان قام بعمل التصميم الخاص به وتم تجميعها لعمل مراجعة مع اللجنة بالكامل، وتناقشنا فى التصميمات حتى نصل لأعلى مستوى.
وعن صعوبات العمل، أشارت إلى أنه من طبيعة الفنان أن يعتز بشغله وصعب تغير أسلوبه، ولكن تم التفاهم مع الفنانين ووجدنا سلاسة فى التعامل نتيجة وضوح الهدف والتعاون فى العمل، وفى التنفيذ، وكنا نتناقش فى مجموعة الألوان والتى كانت فيها بعض من المعاناة.
ولفتت إلى أن «البالته القبطية» معروفة ولها مجموعة ألوان، وكل لون له هدف ومعنى روحى، وهذه ميزة الفن القبطى اللون له معنى والخط وكل شىء فى الأيقونة له معنى.
واستطردت: ورغم أنها مجموعة واحدة وألوان ثابتة، ولكن هناك درجات وقوة الألوان، فتم الاتفاق على الأحمر والأصفر والبنى والموف والأزرق ولكن درجات الألوان تختلف من فنان لآخر.
وأكدت أن هناك فنانا يحب الألوان «الزاهية» وآخر هادئ فى استخدام اللون، وكلهم لا يخرجون عن البالته القبطية، وهذه كانت مشكلة أخرى وهى وضع لوحة بها الألوان الزاهية، إلى جانب لوحة ألوانها هادئة، وحتى تكون الكاتدرائية خط لون واحد، ولكن بعمل الخمس فنانين اتفقنا معهم على كود الألوان، وكتبنا أكوادها، وقمنا بشراءها من مصدر واحد، فبدأ كل فنان يرى الدرجات التى يعمل بها، وكنا نتابع الفنانين خلال عملهم.
«أجمل حاجة أنهم كانوا خاضعين للتغير من أجل نجاح العمل» هكذا وصفت، تاسونى سوسن، الفنانين، موضحة أن الفن القبطى لا ينفع أن يكون هناك خليط بينه وبين البيزنطى، لكن هناك فنا قبطيا قديما ومنتصف العصور وحديثا، طبيعة الناس مش بيبحبوا الألوان الغامقة والفن القبطى القديم كان معظمة غامق حتى فى بداية إحياء المدرسة القبطية فى معهد الدراسات القبطية كان الشغل كله غوامق وكان امتدادا للفن القبطى القديم، ولكن كثيرين يحبون طبيعة الأيقونة تكون مبهجة وربما يكون هذا ما تأثرنا به فى الفن الغربى ولكنه ليس هناك خليط بين فن وآخر.
وعن تلقيها مهمة الإشراف على الفنانين قالت: فى البداية انزعجت جدا وشعرت بمعاناة الإشراف على مجموعات لها نمط مختلف، ولذلك كان الهدف هو تحقيق توازن بين حرية الفنان وبين الهدف من «أيقنة» الكاتدرائية، وأن تكون كلها وحدة واحدة، مختتمة «ولكن الله تمجد».
ويوضح مهندس جوزيف عبدالمسيح، مدير المشروع التابع لشركة أوراسكوم، وظيفتهم، قائلًا: هنا ما يقرب من أربعين مقاول شغالين لم يكن لديهم إمكانيات الشغل على ارتفاعات عالية وهى موجودة فى الشركات الكبيرة، تم توفير كل السقالات التى تمكنهم من العمل على ارتفاعات عالية وتوفر لهم الأمان.
وأضاف، حجم السقالات المستخدمة هو الأكبر بعد مشروع كاتدرائية ميلاد المسيح فى العاصمة الإدارية، فهنا يوجد ما يقرب من 40 ألف متر مسطح على الواجهات الخارجى، و3200 متر مسطح لأرضية صحن الكنيسة والهياكل والقبة بارتفاع 40 مترا لصحن الكنيسة و60 مترا حتى القبة.
ويكمل: كما تم توفير سقالة للمنارة بارتفاع 90 مترا، والتى كان تركيبها مشكلة حيث يحيط بها مبان غير مصممة أن تتحمل الأوزان والارتفاعات، فهناك المجلس الإكليركى ومبنى الديوان البابوى تتحمل حتى 250 كيلو جراما على الـ«سم مربع» لكن السقالات التى تم وضعها كانت ستصل حمولتها 3 أطنان على سم مربع، فقامت إدارة الشركة بتصميم صمم مرة واحدة خلال تطوير كوبرى روض الفرج الذى كان يعانى من نفس الأزمة، مختتمًا: «والمنارة خلصت خلاص».
كما كان عملنا يهدف لتوفير كل التسهيلات للمقاولين، فقدراتهم ليست بالضخامة من معدات ولوح كهرباء والدعم الفنى يتمثل فى تحويل الرسومات بشكل تنفيذى حتى يستطيع العامل أو الفنى تنفيذها.
كما قابلنا المقاولين كلهم وعملنا ممارسات، والكلام على لسان «عبد المسيح» ونعطيهم الشغل ونضع الأسعار ونختار أفضل سعر وأفضل عمل واستطعنا أن نختار المقاول «الصح»، إلى جانب التنسيق بين المقاولين فى العمل حتى لا يتضرر العمل، مشيرًا إلى أنه على فترات العمل عمل بالكاتدرائية 1200 عامل.
وأوضح: قمنا بعمل فيلما توثيقيا للمشروع، فعند البدء فى عمل المشروع لم يكن هناك أى رسوم إلا تلك التى قام بها مكتب الدكتور ميشيل باخوم فى عام 1968، ورسومات التكييف، ولذلك قمنا برفع المقاسات ورسمناها وكل ما أضيف تم رسمه، حتى يستطيع من يريد تعديل شىء الوصول إليه فيتم تفادى التخريب، ونطلق على الفيلم «الرسم المنفذ على الطبيعة».
واختتم: وكنا نستلم الشغل للتأكد من جودته ولو هناك شىء أقل من الجودة التى وضعتها المكتب الاستشارى نخبر المقاول بتغيرها.
معجزات خلال العمل 
خلال العمل تم اكتشاف تآكل «البسطة الكبيرة» أمام الكاتدرائية، والتى كان قد وقف عليها الآلاف فى وقت نياحة البابا شنودة، والكلام لدكتور صموئيل متياس: ولولا رعاية الله ما كانت تحملت كل هذا العدد، فتم ترميمها وعمل دعمات وعزل لحمايتها من الأمطار وعوامل الجو وتجديد لكل الخرسات والحديد كان عملا جبارا.
المهندس جوزيف عبد المسيح قال: حدثت حاثة حيث وقع على رأس عامل شباك وزنه فوق الـ80 كيلو ولم يصب، كما سقط أحد العمال من السقف من ارتفاع 40 مترا وتم إنقاذه بدون حدوث إصابات له.
ويكمل «حماية ربنا» كانت السبب فى نجاة العمال بعد سقوط ماسورة شدة من ارتفاع 40، والغريبة أن الماسوررة بدلا من أن تقع رأسى بدأت تميل وصارت أفقية حتى اصدمت بصورة حضن، كأن المسيح استلقاها فى حضنه.