الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الفياجرا الصيني" تغزو الشارع المصري.. وخبراء: تمنح شعورًا مؤقتًا بالنشوة.. ترهق الصحة العامة.. الطلاق نهاية المطاف.. وهناك بدائل تتطلب تعاون الزوجين

الفياجرا الصينية
الفياجرا الصينية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحت مُسميات عديدة، ينشط تداول وبيع المنشطات الجنسية مجهولة المصدر والمُهربة في الشارع المصري، وبين الكثير من الأنواع وجدت الفياجرا الصيني طريقها إلى الكثيرين من الباحثين عنها، بالرغم من كونها غير مُسجلة ويتم تداولها وترويجها في الخفاء بعيدًا عن وزارة الصحة.

قبل يومين، تمكنت الإدارة العامة للتحليل والاستهداف بالإدارة المركزية لمكافحة التهرب الجمركي بالاشتراك مع الإدارة العامة لمكافحة التهرب الجمركي ببورسعيد والإدارة العامة لجمرك شرق التفريعة في إحباط محاولة تهريب حاوية منشطات جنسية صينية وضبط نحو 35 مليون قرص من المنشطات الجنسية الممنوعة وذلك بعد نحو مرور أسبوع من إحباط سلطات ميناء الإسكندرية محاولة تهريب 25 مليون قرص منشطات جنسية في حاوية داخل مشمول رسالة واردة من دولة الصين.
انتشار ما يُسمى بـ"الفياجرا الصينية" يعود بنا إلى أول مرة ظهرت فيه الفياجرا في العالم في عام 1998 كأول دواء حقيقي لعلاج الضعف الجنسي مفجرة ثورة غير مسبوقة طبيا واجتماعيا وثقافيا. 
وبالرغم من صدور قرار بمنع تداول الفياجرا في ذلك التوقيت إلا أنه في عام 2002 سُمح لأول مرة بتداول الفياجرا الأمريكية، لكن خلال السنوات الأخيرة غزت أنواع عديدة من المنشطات الجنسية، ممنوعة التداول، الشارع المصري، مُهربة تحت مُسميات عديدة خاص بعد أن صدحت الفضائيات بالترويج لها ليلًا ونهارًا من باب؛ اللعب على الغزائز، فهل بات المصريين مهوسون باستخدام المنشطات الجنسية؟!

قالت الدكتورة ميسون الفيومي، أستاذ العلاقات الأسرية والزوجية، إن هناك هوس بالمنشطات الجنسية في الشارع المصري، حيث تتوافر بكميات كبيرة ويُقبل على تناولها جميع الفئات العُمرية، ويستخدمها كبار السن كنوع من دعم شعورهم بالقدرة الجنسية رغم التقدم في العُمر، ويستخدمها الشباب بكثرة نتيجة ضعف الرقابة على سلوكياتهم من قِبل الأسرة والمدرسة والجامعة خاصة في ظل انتشار التكنولوجيا الحديثة وشبكة الإنترنت التي خلقت لدى الكثيرين منهم الرغبة الجنسية العالية بعد تصفح المواقع الإباحية".
وأضافت ميسون الفيومي لـ"البوابة نيوز"، أنه بالرغم من أن تناول المنشطات الجنسية في البداية قد تمنح من يستخدمها الشعور بالنشوة العالية، إلا أنه بمرور الوقت تتسبب في عدة مشاكل على رأسها؛ عدم قدرة الرجل على ممارسة المعاشرة الزوجية بطريقة طبيعية ودون استخدام أي منشطات نتيجة إدمانها ما يتسبب في الوصول إلى مرحلة الانفصال بين الزوجين وزيادة أعداد حالات الطلاق، كما أنها تتسبب في مُشكلات صحية خطيرة كونها تدخل البلاد بطُرق غير شرعية ويدخل في تكوينها مواد خطيرة على الصحة.
وأشارت إلى أهمية العلاج التثقيفي بالنسبة للرجل والمرأة للتوعية بمخاطر استخدام المنشطات الجنسية وذلك عن طريق؛ دورات تدريبية للمقبلين على الزواج، لتهيئة الشباب من الناحية الاجتماعية والجنسية والنفسية، وتعريفهم بالممنوعات في العلاقة الزوجية والجنسية التي قد تؤثر على صحتهم اللإنجابية والجسمانية والنفسية بالسلب، مؤكدة ضرورة تعاون وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم في نشر الثقافة الجنسية السليمة والتوعية بمخاطر المنشطات وتداول المخدرات عن طريق ندوات بالجامعات والمدارس.

وأكد الدكتور مدحت عبد الهادي، خبير العلاقات الأسرية والصحة النفسية، أن الجيل الجديد من الشباب مهووس بالذكورة والفحولة الجنسية لعدة أسباب هي؛ انتشار الطقوس الحديثة كالملابس الضيقة والطعام الذي يحتوي على الهرمونات ويؤثر على التكوين الجسدي لدى النساء، وبالتالي زيادة الاستثارة عند المرأة والرجل، بالإضافة إلى أن المرأة الحديثة وغير العاملة شبقة جنسيًا أكثر من المرأة القديمة وهو ما يدفع الرجل للجوء إلى المنشطات الجنسية ليثبت لها قوته وفحولته.
وتابع عبدالهادي لـ"البوابة نيو": "هناك أيضًا نوع آخر من الرجال يلجأ إلى استخدام المنشطات الجنسية ليثبت جدارته وقوته الجنسية أمام المرأة العاملة والتي لديها حياتها الخاصة باعتبار أن إنفاقه الجيد جنسيًا عليها هو السبيل الوحيد لتملكها والشعور برجولته أمامها، لكن في المقابل يجهل، كالكثيرين غيره، أن تناول تلك المنشطات ستُسبب إرهاقا صحيا له في المقابل".
ولفت إلى أن أبرز الآثار السلبية الناتجة عن استخدام المنشطات الجنسية هي؛ عدم قدرة الزوج على ممارسة حياته الجنسية الطبيعية في حالة ما إذا قرر الابتعاد عن تلك المنشطات بعد إدمانها لفترات طويلة ما ينتج عنه وقوع الطلاق بين الأزواج، بالإضافة إلى التأثير السلبي على الصحة الجسدية سواء؛ القلب أو الدورة الدموية ومشاكل عضوية أُخرى، مؤكدًا أن هناك بدائل تُغني الزوج عن الوقوع في بؤرة تلك المنشطات تُقدمها بعد المراكز المتخصصة في العلاقات الزوجية لكنها تتطلب التعاون بين الزوج والزوجة وضرورة إدارك الطرفين أهمية التخلص من تناول تلك المنشطات.